السمنة المفرطة

كتابة:
السمنة المفرطة

السمنة المفرطة

يُشير مصطلح السمنة المُفرطة (Severe or Extreme obesity) أو ما يعرف طبيًا بالسمنة المرضية (Morbid obesity) إلى السمنة التي تُعيق قدرة الجسم عن أداء الوظائف الفسيولوجية والأنشطة الطبيعية للفرد،[١] إضافةً إلى أنّها قد تُعيق لوظائف البدنية الأساسية؛ كالتنفس أو المشي، لذلك فهي مشكلة صحية خطيرة،[٢]كما أن الشخص يعاني من السمنة المفرطة إذا كان وزنه يزيد عن الوزن المثالي بنسبة 50-100%، أو بمقدار 45 كيلوغراماً، وذلك وفقًا لمعهد الصحة الوطنية الأمريكية.[٣]

ولتشخيص السمنة المُفرطة يقوم مقدم الرعاية الصحية في العادةبالاستعانة بمؤشر كتلة الجسم (Body mass index) واختصارًا BMI؛[٢] إذ إنَّها من أكثر الطرق الشائعة لمعرفة فيما إذا كان الفرد يتمتع بوزنٍ صحي يتناسب مع طوله أم لا،[٤] وعندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم 40 فما فوق فيعني ذلك الإصابة بالسمنة من الفئة الثالثة والتي تُعرف أيضًا بالسمنة المُفرطة.[٥]


أسباب السمنة المفرطة

في الحقيقة قد يكون أي فرد معرضًا لخطر الإصابة بالسمنة المفرطة؛ إذ إنَّ اكتساب وزن إضافي والإصابة بالسمنة المُفرطة يعني تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية بقدرٍ يفوق ما يحرقه الجسم، والذي بدوره يؤدي إلى تخزين السعرات الحرارية الزائدة وغير الضرورية على شكل دهون في الجسم،[٦] وكباقي فئات السمنة الأخرى توجد مجموعة من الأسباب بالإضافة إلى عوامل خطرٍ وراثية وبيئية قد ترفع خطر الإصابة بالسمنة المفرطة،[٧] وفيما يأتي أبرز هذه الأسباب وعوامل الخطر:

  • الإفراط في تناول الأطعمة: يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة إلى زيادة كمية السعرات الحرارية التي تحتاجها الجسم لأداء الوظائف المختلفة حتى في وقت الراحة، ولكن في حال كان عدد السعرات الحرارية المتناولة يفوق حاجة الجسم؛ فإنه يتم تخزينها على شكل دهون، ويتراكم نتيجة الاستمرار في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بقدرٍ يفوق ما يستهلكه الجسم أثناء القيام بالأنشطة اليومية والتمارين الرياضية، ممّا قد ينجم عنه بالمحصلة الإصابة بالسمنة المفرطة.[٨]
  • استخدام بعض الأدوية: إذ توجد مجموعة من الأدوية التي قد تتسبب بزيادة الوزن؛ كمضادات الاكتئاب.[٨]
  • المعاناة من بعض المشاكل الصحية: قد تؤدي الإصابة ببعض المشاكل الصحية؛كقصور الغدة الدرقية إلى زيادة الوزن، وتجدر الإشارة إلى إمكانية السيطرة عليها بحيث لا تُسبب في النهاية الإصابة بالسمنة المُفرطة.[٨]
  • العوامل الوراثية: قد تنجم السمنة في بعض الحالات عن بعض الجينات المتوارثة في العائلة والمتأثرة ببعض العادات والعوامل الموجودة في البيئة المُحيطة التي نشأ فيها الفرد، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:[٩]
    • عادات تناول الطعام.
    • مدى توفر الطعام.
    • التاريخ الطبي.
    • التغييرات الهرمونية، بما في ذلك حالات الحمل المُختلفة.
    • ضغوطات الحياة.
  • العادات الشخصية: ويشمل ذلك نوعية الأطعمة التي يختارها الفرد ويفضل تناولها، بالإضافة إلى مستوى النشاط البدني؛ إذ تؤثر هذه العادات في مستوى الطاقة لدى الفرد وفيما إذا كان معرضًا لزيادة الوزن أو خطر الإصابة بالسمنة المُفرطة.[١٠]
  • الحالة النفسية: إذ قد يتسبب كل من التوتر والقلق النفسي بزيادة مستويات هرمون الكورتيزول (Cortisol) في الجسم، والذي قد يزيد بدوره من تخزين الدهون في الجسم مما قد يرفع خطر الإصابة بالسمنة المفرطة.[١٠]
  • عادات النوم: إذ إنَّ عدم الحصول على قسطٍ كاف من النوم قد يساهم في رفع خطر الإصابة بالسمنة المفرطة.[١٠]


مخاطر السمنة المفرطة

يرتفع خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية عند الأفراد المصابين بالسمنة المفرطة، والذي من شأنه أن يرفع خطر الإصابة بالعجز أو حتى الوفاة المبكرة في بعض الحالات،[٩] وفيما يأتي أبرز المخاطر الصحية التي قد تترتب على السمنة المُفرطة:


المشاكل الصحية المُتعلقة بالقلب

يُسبب الوزن الزائد إجهادًا في القلب، وذلك لأنّ القلب يبذل مزيدًا من الجهد لضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، ولذا فإن الأفراد الذين يُعانون من زيادة الوزن أو السمنة يكونون عرضةً للإصابة بمشاكل صحية تؤدي بشكلٍ مستقل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، كارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم، إضافةً إلى ذلك تؤدي المسنة إلى زيادة خطر الإصابة بتندبات في عضلة القلب، ويُعزى السبب في ذلك إلى الالتهابات الناتجة عن تراكم الدهون الزائدة في عضلة القلب مما يتسبب بدوره بتضرر عضلة القلب.[٧]


مرض السكري من النوع الثاني

يُعاني معظم البالغين المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني من زيادة في الوزن أو سمنة مفرطة، ويعزى السبب في ذلك إلى أن زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي قد يؤدي إلى زيادة مقاومة الخلايا لهرمون الإنسولين المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم بهدف استخدامه لإنتاج الطاقة، وقد ينجم عن ذلك في النهاية ارتفاع مستويات السكر في الدم والذي قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني.[٧]


الفصال العظمي

قد يؤدي الوزن الإضافي والزائد على المفاصل خاصةً الركبتين والوركين إلى زيادة الشعور بالألم وحدوث التهابات في هذه المفاصل بالإضافة إلى احتمالية تمزقها وتآكلها، كما يشار أيضًا إلى أن زيادة الإجهاد والضغط الواقع على عظام وعضلات منطقة الظهر بسبب وزن الجسم الإضافي قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية في الأقراص الغضروفية بالإضافة إلى الشعور بالألم وانخفاض القدرة على الحركة.[٢]


الاكتئاب

يواجه المُصابون بالسمنة المُفرطة تحديات نفسية وعاطفية عديدة ومستمرة، ويشار إلى أنها ترتكز على مجموعة من الجوانب المختلفة، ومنها ما يأتي:[٢]

  • عدم نجاح الأنظمة الغذائية المتبعة.
  • عدم تقبّل العائلة والأصدقاء.
  • المعاناة من التمييز والنقد من قبل الغرباء.
  • عدم الشعور بالراحة في الأماكن العامة.


سلس البول الإجهادي

يؤدي الثقل والوزن الكبير في منطقة البطن إلى استرخاء عضلات الحوض مما قد يضعف الصمام الموجود في المثانة البولية، الأمر الذي قد يتسبب بتسرب أو سلس البول أثناء بعض الممارسات؛ كالسعال أو العطاس أو الضحك.[٢]


مشاكل في التنفس أثناء النوم

قد تؤدي الدهون المتراكمة على اللسان والرقبة لدى المصابين بالسمنة المفرطة إلى انسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وخاصة عند الأفراد الذين ينامون على ظهورهم؛ مما قد يتسبب بانقطاع النفس أثناء النوم (Sleep apnea) وإعاقة استمرار النوم ليلًا، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الشعور بالنعاس والصداع أثناء النهار.[٢]


العقم

قد تؤدي السمنة المفرطة إلى اضطرابات في الهرمونات الذكرية والأنثوية؛ مما قد ينجم عنه اختلال بعض الوظائف الحيوية داخل الجسم ومواجهة مشاكل صحية مرتبطة بصعوبة الحمل أو عدم القدرة على الحمل.[٢]


داء الارتداد المعدي المريئي

ينتشر داء الارتداد المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux disease) بشكلٍ واسع بين الأفراد المُصابين بالسمنة المُفرطة،[١١] ويشار إلى أنّ السمنة تزيد من فرصة الإصابة بالاضطرابات الحركية في المريء، وتزيد من عدد مرات ارتخاء العضلة العاصرة السفلية للمريء، مما يزيد من خطر الإصابة بالارتداد المعدي المريئي وذلك وفقًا لدراسة منشورة في مجلة (Journal of Laparoendoscopic and Advanced Surgical Techniques) عام 2018م.[١٢]


مخاطر أُخرى للسمنة المفرطة

توجد مجموعة أخرى من المخاطر والمضاعفات الصحية التي قد تتسبب بها السمنة المُفرطة، ومنها ما يأتي:[١٠]

  • ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
  • السكتة الدماغية.
  • أمراض المرارة.
  • بعض أنواع السرطان.
  • المتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome).


طرق لحل مشكلة السمنة المفرطة

يواجه المُصابون بالسمنة المُفرطة بعض التحديات؛ إذ إنّ أحداث تغييرات في العادات اليومية وفقدان الوزن قد يكون صعبًا، ولكنه في ذات الوقت ممكن؛ إذ يمكن التخلص من مشكلة السمنة المفرطة والوصول إلى الوزن الصحي من خلالاتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، ودمج العادات اليومية الصحية ضمن ممارسات الفرد اليومية،[١٣] وفيما يأتي بيانٌ لأبرز الطرق المتاحة لحل مشكلة السمنة المُفرطة:


اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة

من الضروري استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية بهدف وضع خطة مناسبة لفقدان الوزن الزائد لدى الشخص المصاب بالسمنة المفرطة، وتشمل هذه الخطة العلاجية اتباع نظام غذائي صحي ومناسب بالإضافة إلى التمارين الرياضية، كما قد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الفيزيائي في حال المعاناة من محدودية الحركة، ويجدر بالذكر ضرورة اتباع المصاب لتعليمات مقدم الرعاية الصحية بعناية؛ إذ قد يكون لفقدان الوزن بصورة سريعة جدًا أو البدء بممارسة أنواع من التمارين القوية بصورة سريعة آثارٌ سلبية على المصاب.[١٠]


الجراحة

في حال لم يُساعد اتباع نظام غذائي صحي ومُمارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى أخذ بعض الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب على إنقاص الوزن بشكلٍ كاف فقد يوصي الطبيب في هذه الحالات باللجوء للجراحة لعلاج مشكلة السمنة المُفرطة ويعرف هذا النوع من العمليات بجراحة السمنة (Bariatric surgery)،[١٤] ويجدر بالذكر أنها من أكثر التدخلات والإجراءات الطبية فعالية في التخلص من السمنة المُفرطة، وذلك لدورها في إنقاص الوزن بشكلٍ كبير وبصورةٍ مُستمرة،[١٥] أمّا فيما يتعلق بالإجراءات الأكثر شيوعًا لجراحة السمنة، فهي كما يأتي:[٧]

  • تكميم المعدة أو ما يعرف طبيًا باستئصال المعدة الكُمّي (Sleeve gastrectomy).
  • جراحة المجازة المَعِدِيّة (Gastric bypass surgery).

ولكن تجدر بنا الإشارة إلى احتمالية حدوث مخاطر تتبع هذه العمليات الجراحية، والتي تشمل خطر حدوث العدوى واحتمالية حدوث تجلّطات خطيرة في الدم بعد فترةٍ وجيزة من الجراحة، بالإضافة إلى المخاوف المُتعلقة بعدم الحصول على كمية كافية ومناسبة من الفيتامينات والمعادن على المدى الطويل.[١٤]


ملخص المقال

تُعدّ السمنة المُفرطة مشكلة صحية خطيرة؛ إذ تُعيق قدرة الجسم عن أداء الوظائف الفسيولوجية والأنشطة الطبيعية للفرد، وتشخص الإصابة بها عندما يبلغ مؤشر كتلة الجسم 40 فما فوق، كما توجد العديد من الأسباب وعوامل الخطر التي قد ترفع خطر الإصابة بها، كالعوامل الوراثية، واستخدام بعض الأدوية، والمعاناة من بعض الأمراض، وفي الحقيقة قد يترتب على الإصابة بالسمنة المفرطة العديد من المخاطر والمضاعفات الصحية، ومنها: مرض السكري، والمشاكل الصحية المرتبطة بالقلب، والاكتئاب وغيرها الكثير؛ لذا يجب الخضوع للعلاج المناسب الذي يوصي به الطبيب واستشارة مقدم الرعاية الصحية لوضع خطة مناسبة للتخلص من الوزن الزائد.


المراجع

  1. "Understandig Morbid Obesity", .verywellhealth, Retrieved 17/7/2021.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What is Morbid Obesity?", rochester, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  3. "Who Is Considered Morbidly Obese?", americanobesity, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  4. "Overview -Obesity", nhs, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  5. "Defining Adult Overweight & Obesity", cdc, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  6. "What you should know about morbid obesity", drstevesikorsky, Retrieved 17/7/2021.
  7. ^ أ ب ت ث "OBESITY", healthcentral, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Morbid Obesity", healthline, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "What Is Morbid Obesity? Not What You Might Think", obesitymedicine, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "What you should know about morbid obesity", medicalnewstoday, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  11. "Gastroesophageal reflux disease and morbid obesity: is there a relation?", pubmed, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  12. "Gastroesophageal Reflux Disease in Obese Patients", researchgate, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  13. "A to Z: Obesity, Morbid", kidshealth, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "Extreme Obesity, And What You Can Do", heart, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  15. "Morbid Obesity", springer, Retrieved 15/7/2021. Edited.
4462 مشاهدة
للأعلى للسفل
×