السمنة ومشاكلها

كتابة:
السمنة ومشاكلها

السمنة

تُعرَف السُمنة بكونها احتواء الجسم على نسب عالية من الدهون، وتُشخّص عند ارتفاع مؤشر كتلة الجسم BMI عن 30 أو أكثر، وهي من المشكلات المرتبطة بازدياد خطورة الإصابة بالعديد من الأمراض والاضطرابات المختلفة؛ كأمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، عدا عن كونها ذات تأثير في الشكل الخارجي للجسم.[١]

ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة غالبيتها يمكن التحكم بها؛ كالظروف البيئية المحيطة، والأنظمة الغذائية، والنشاطات البدنية، وبعضها لا يمكن التحكم به؛ كالعوامل الوراثية. وعلى الرغم من هذا فإنه يمكن إنقَاص الوزن وبالتالي تتحسن صحة الجسم، ويُمنَع ظهور المشكلات المرتبطة بالسمنة، ذلك من خلال إجراء التغييرات الغذائية، وزيادة الأنشطة البدنية، واتباع السلوكيات الصحية، واللجوء إلى بعض أنواع الأدوية التي تُنقِص الوزن.[١]


مشاكل السمنة

يمكن أن تسبب السمنة وزيادة الوزن زيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات والمخاطر الصحية، ومن أهمها ما يأتي:[٢]

  • أمراض القلب والسكتة الدماغية: تسبب السمنة زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية؛ وذلك بسبب تأثيرها على ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، ويمكن تقليل هذا الخطر من خلال فقدان نسبة قليلة من الوزن، كما يساعد فقدانه بنسبة كبيرة في تقليل هذه المخاطر أكثر.
  • مرض السكري من النوع الثاني: يعاني معظم الأفراد المصابين بالسمنة من داء السكري من النوع الثاني، ويمكن تقليل خطر الإصابة به من خلال فقدان الوزن، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، إذ يمكن أن تساعد هذه الإجراءات على التحكم بمستويات السكر في الدم وتقليل الحاجة إلى تناول السكر.
  • أمراض الكبد: يمكن أن تسبب السمنة المفرطة الإصابة بمرض الكبد الدهني أو مرض الكبد الدهني اللاكحولي، وتحدث الإصابة به نتيجة تراكم الدهون في الكبد، بالتالي نمو نسيج ندبي وإلحاق الضرر به، والإصابة بالتليف، ويعد هذا المرض خطيرًا، فعلى الرغم من أنه لا يسبب ظهور أي أعراض إلا أنه قد يؤدي إلى فشل الكبد في النهاية، ويمكن تقليل خطر الإصابة بمرض الكبد من خلال إنقاص الوزن، وتجنب الكحول، وممارسة الرياضة.[٣]
  • أمراض المرارة: تعرف المرارة بأنّها العضو المسؤول عن تخزين المادة الصفراء وتمريرها في الأمعاء الدقيقة خلال الهضم من أجل المساعدة على هضم الدهون، وفي حال زيادة وزن الجسم يزيد خطر تشكُّل حصى المرارة التي تتشكّل نتيجة تراكم هذه المادة الصفراء وتصلبها، وقد يكون ذلك مؤلمًا للغاية ويحتاج إلى إجراء جراحة للتخلص من الحصى، لذا يساعد تقليل الوزن واتباع نظام غذائي متوازن في تقليل خطر الإصابة بأمراض المرارة.[٣]
  • السرطان: بما أن السرطان ليس مرضًا واحدًا فمن الصعب الربط بين السمنة والسرطان مثل باقي الأمراض الأخرى كأمراض القلب والسكتة الدماغية، مع ذلك تزيد السمنة من خطر الإصابة بأنواع عديدة منه، مثل: سرطان الثدي، والمرارة، والقولون، والبنكرياس، والبروستات، والكلى، وعنق الرحم، والمبيض، وغيرها.[٣]
  • الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية: يمكن أن تسبب السمنة الإصابة بالاضطرابات العضلية الهيكلية؛ وذلك بسبب زيادة الضغط والإجهاد وزيادة وزن الجسم، بالإضافة إلى أنه قد تسبب السمنة الإصابة بالفصال العظمي في الركبة والورك، مما يؤدي إلى الإصابة بآلام في الظهر والأطراف السفلية، بالتالي زيادة خطر الإعاقة بسبب الظروف العضلية الهيكلية.[٤]


أسباب السمنة

يوجد العديد من الأسباب التي تقف وراء معاناة الشخص من السمنة، ومنها ما يأتي: [٥]

  • استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية، مما يجعل الجسم يُخزّنها في شكل دهون وبالتالي يزداد الوزن، وتشتمل الأطعمة المحتوية على الكثير من السعرات الحرارية على الوجبات السريعة، والمقالي؛ كالبطاطس، واللحوم المُصنّعة، وأنواع من منتجات الألبان الدسمة، والحلويات، والمشروبات الغازية والسكرية، وللابتعاد عن السمنة يجب اتباع نظام غذائي يتكوّن بشكل رئيس من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والماء.
  • تغيير نمط الحياة المستقر؛ كقلة النشاط البدني، وممارسة ألعاب الفيديو والكمبيوتر، وركوب السيارات عوضًا عن المشي، ويؤثر هذا في قلة السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم، كما يؤثر في الهرمونات التي تتحكم بعمليات الأيض؛ لذلك يجب اللجوء إلى النشاط البدني، وممارسة الرياضة من أجل الحفاظ على مستويات الجسم من الأنسولين، الذي يُعدّ أحد عوامل زيادة الوزن، إضافة إلى حرق السعرات الحرارية، وتشمل الأنشطة البدنية المشي، وركوب الدراجات، والهرولة، والأعمال المنزلية.
  • قلة النوم، وعدم الحصول عليه بشكل كافٍ، إذ أشارت الأبحاث إلى ارتباط قلة النوم بازدياد الوزن، ويوجد العديد من الأدلة التي تدعم هذه الأبحاث، خاصة لأن النوم يؤثر في هرمونات الجسم، كزيادة هرمون الجريلين الذي يُحفّز الشهية ونقص هرمون الليبتين المسؤول عنها.
  • المعاناة من اضطرابات الغدد الصماء، مما يؤثر في عمليات التمثيل الغذائي والأيض.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، إذ أثبتت إحدى الدراسات أنّ تناول بعض الأدوية قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خاصة تلك التي تؤخذ لأكثر من شهر، ومنها: أدوية السكري، وبعض مضادات الاكتئاب، وأدوية الجلوكوكورتيكويد.


السمنة خلال فترة الحمل

تزيد السمنة المفرطة من خطر الإصابة بعدة مضاعفات أثناء الحمل، بما في ذلك الإصابة بالإجهاض المبكر أو المتأخر، ومرض سكري الحمل، وتسمم الحمل، أو المضاعفات المرتبطة بالمخاض والولادة، بالإضافة إلى أنه يمكن أن تزيد السمنة من خطر ولادة الطفل بتشوهات خلقية، كما أظهرت عدة دراسات أن خسارة الوزن قد تحسن من مستوى الخصوبة لدى النساء السمينات.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (Aug. 22, 2019), "Obesity"، www.mayoclinic.org, Retrieved 29-9-2019. Edited.
  2. "Health Risks Linked to Obesity", www.webmd.com, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Jacquelyn Cafasso (11-6-2019), "Common Health Conditions Related to Obesity"، www.healthline.com, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Obesity Prevention Source", www.hsph.harvard.edu, Retrieved 18-9-2019. Edited.
  5. Yvette Brazier (2 November 2018), "What is obesity and what causes it?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-9-2019. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×