السيرة النبوية لابن هشام

كتابة:
السيرة النبوية لابن هشام


كتاب السيرة النبوية لابن هشام

اهتمّ كثيرٌ من العلماء والمؤرخين بتدوين سيرة النبيّ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-؛ لتكون مرجعًا للمسلمين في جوانب حياتهم المختلفة، ومن أبرز المصنّفات التي دُوّنت في السيرة النبويّة كتاب: "السيرة النبويّة لابن هشام"، للعلّامة والمؤرخ عبد الملك بن هشام؛ حيث قام ابن هشام بتهذيب السيرة النبوية التي كتبها محمد بن إسحاق المطّلبي، صاحب أقدم وأشمل وأصحّ مُصنَّفٍ للسيرة النبويّة.[١]


منهج ابن هشام في كتاب السيرة النبوية

قام ابن هشام -رحمه الله- في كتابه بالاستناد على سيرة ابن إسحاق بالعناية بها وتهذيبها، حيث كانت سيرة ابن إسحاق مشتملةً على تاريخ الرسالات السابقة، وتاريخ القبائل العربية في الجاهلية، ثمّ الحديث عن النبيّ ومبعثه ودعوته ومغازيه، دون أن يعتني دائمًا بأسانيد ما يورده من رواياتٍ، وقد ينقل عن الإسرائيليات في مواضع، فقام ابن هشام في سيرته بتحرير كثيرٍ من الروايات التي أوردها ابن إسحاق ونقدها، وذكر رواياتٍ أخرى لم يوردها ابن إسحاق، كما اختصر كثيرًا من الأخبار.[١]


بدأ ابن هشام سيرته بالحديث عن نبيّ الله إسماعيل -عليه السلام- وأولاده وصولًا إلى نسب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وترك كثيرًا من أخبار الأمم والأنبياء السابقين، مُركِّزًا على سيرة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، مدعِّمًا ما يذكر من رواياتٍ بآيات القرآن الكريم، وقد حذف ابن هشام ما لم يثبت من الأخبار والروايات، واختصر كثيرًا من الأشعار التي أوردها ابن إسحاق، وعرض نسب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كاملًا، وتناول حياته قبل بعثته وما بعدها بما في ذلك غزواته وسراياه، وذَكَر أحداث ووقائع السيرة النبويّة، وعرضها عرضًا وافيًا ملتزمًا بأمانة الرواية ودقّة النقل.[٢][١]


التعريف بابن هشام

هو عبد الملك بن هشام بن أيوب، وكنيته: أبو محمد الذُّهلي -وهو الأصحّ-، وقيل الحميري، كان عالمًا في الأنساب واللغة وأخبار العرب، وصنّف عددًا من المصنّفات، أشهرها: السيرة النبوية، وكتاب التيجان الذي يختص بالحديث عن ملوك حمير وتفاصيل من عاصرهم.[٣][٤]


أهمية السيرة النبوية في حياة المسلم

إنّ للسيرة النبويّة أهميّة بالغةٌ في حياة المسلمين، ويمكن إبراز بعض مظاهر أهميّتها في الآتي:[٥]

  • إنّ السيرة النبويّة سبيلٌ لفهم القرآن الكريم؛ حيث جاءت مواقف وأحداث كثيرةٌ في السنّة النبويّة؛ تفسيرًا لما نزل في القرآن الكريم وبيانًا لما ورد فيه من أحداث.
  • زيادة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة؛ فعندما يعرف المسلم ما عاناه -صلى الله عليه وسلم- في سبيل نشر الدعوة، ومواقفه القوية يزاد حبًّا له وتقديرًا واتباعًا.
  • تعزيز محبة الصحابة وآل البيت من خلال المواقف التي تروى عنهم، وكيف أنّهم تحمّلوا في سبيل الدعوة الإسلاميّة ونصرتها ونصرة النبيّ عليه الصلاة والسلام.

المراجع

  1. ^ أ ب ت عبد الملك بن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 3-12. بتصرّف.
  2. جهاد محمود توفيق أحمد عبدالغفار (23/10/2013)، "منهج ابن هشام في السيرة النبوية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2022. بتصرّف.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 428-429. بتصرّف.
  4. عبد الملك بن هشام، التيجان في ملوك حمير، صفحة 1. بتصرّف.
  5. فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ، "أهمية وفوائد دراسة السيرة وعلم التاريخ"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2022. بتصرّف.
4474 مشاهدة
للأعلى للسفل
×