محتويات
الشعر القديم
الشعر العربيّ القديم هو شعر كُتب باللغة العربية، وأصل كلّ ما جاء بعده من شعر، ويعدّ أساسَ اللغة العربيّة بعد القرآن الكريم آنذاك، فالشعر عند العرب قديمًا كان يرفع من شأن قبيلة ويحطّ من قيمة أخرى، ويُشترط فيه أن يكون موزونًا ومقفّى، فالوزن شرط أساسيّ في جميع أنواع الشعر، وما يميّزه أنّه قد التزم بالوزن والقافية في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، وسيتمّ في هذا المقال الحديث عن الشعر العربي القديم والتعبير عن الذات والتعرف إلى الأدب الجاهلي وتناوُل تجربة الشاعر امرئ القيس كمثال عليه.
الشعر العربي القديم والتعبير عن الذات
حاول النقاد العرب تقديم تصوُّر عن الشعر ومفهومه ولغته وأدائه، وقد ظهرت تلك المحاولة في تمييزه عن غيره من أجناس القول، فبرز الوزن والقافية بوصفهما مميزين أساسيين للشعر عن غيره من فنون القول، وأهم ما يميّز الشعر القديم حرصُه على مجيء البيت من صدر وعجز، لكنّ الناظر في كتبهم يُلاحظ أنّ مفهومَهم للشعر يتجاوز الوزن والقافية إلى جوانب أخرى، وذلك من خلال تعرفهم على الشعر في مقابلة الفنون الأخرى، فيصبح مثلها، مهمته إيجاد الأشكال الجميلة وإن اختلف عنها في الأداة.[١]
وفي الحديث عن الشعر العربي القديم والتعبير عن الذات ظهرت كتب تقدم وصايا للشعراء تُعينهم على إنتاج نصوصهم، وتُبَصِّرُهم بأدوات الشعر وطرق الإحسان فيه، ظهرت كتب أخرى في نقد الشعر وتمييز جيده من رديئه، كما اهتمت كتب أخرى بجمعه وتدوينه وتصنيفه في مجموعات حسب أغراضه وموضوعاته، وقد جعلوا الشعر حافلاً بوظيفتي الإمتاع والنفع، فهو يطرب ويشجي من جهة، ويربي ويهذب ويثبِّت القيم، ويدعو إلى الأخلاق الكريمة وينفر من أضدادها من جهة أخرى.[١]
الأدب الجاهلي
الأدب الجاهلي هو ذلك الأدب الذي يُنسب إلى العرب الذين كانوا قبل الإسلام وليس المقصود الأدب بمعناه العامّ الذي يشمل جميع نتائج القرائح العربية في أيّ نوع من أنواع النتاج العقلي، فذلك ليس من شأننا الآن، إنما المقصود هنا الأدب بمعناه الخاص، وهو النتاج العاطفي الذي يعبر فيه صاحبه بالألفاظ عن شعور عاطفيّ، وفيه إثارة للقارئ والسامع، أي ذلك التعبير العاطفي المثير، وهذا يكون عادة في الشعر الرائع والنثر البليغ.[٢]
ومَن يرجع إلى كتب الأدب والقصص والتاريخ والأخبار والسير، يجد أن الأدباء في العصر الجاهلي كانوا أكثر من أن يحيط بهم حَصر، فكل قبيلة كان بها عدد كبير من الأدباء الذين روي لهم نتاج أدبي، وبطبيعة الحال كان فيهم المقل والمكثر، وهم يتفاوتون في إنتاجهم كمًّا وكيفًا.[٢]
امرؤ القيس شاعرًا عربيًا قديمًا
جندح بن حجر بن الحارث الكندي، اشتُهر بلقب امْرئ القَيْس، وهو شاعرٌ عربيّ من مكانة رفيعة، بَرز في فترةِ الجاهلية، ويُعدّ رأس شعراء العرب، تعلّمَ الشعر منذ صغره من خاله المهلهل، ولم يكفّ عن نظم الشعر الإباحي ومخالطة الصعاليك بالرغم من نهي والده له عن ذلك، فطرده إلى موطن قبيلته، ثم سلك في الشعر مسلكًا خالف فيه تقاليد البيئة، واتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك، كما لم تكن حياته طويلة بمقياس عدد السنين، ولكنّها كانت طويلة جدًا بمقياس تراكم الأحداث وكثرة الإنتاج ونوعيّة الإبداع .[٣]
تركَ امرؤ القيس خلفه سجلًّا حافلًا من ذكريات الشباب وبطولات الفرسان، وترك ديوان شعر ضمّ بين دفّتيْه عددًا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه، وعلى الرّغم من صغر ديوان شعره الذي يضمّ الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة، إلّا أنه جاء شاعرًا متفرّدًا فتحَ أبواب الشعر وجَلا المعاني الجديدة ونوّع الأغراض وعَدَّه القدماء مثالًا يُقاس عليه ويُحتكم في التفوق أو التخلف إليه، وفيما تقدم كان حديثًا موجزًا حول امرئ القيس، والشعر العربي القديم والتعبير عن الذات.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "شعر (أدب)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب علي الجندي (1412هـ - 1991م)، في تاريخ الأدب الجاهلي (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة دار التراث، صفحة 91.
- ^ أ ب "امرؤ_القيس"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-07-2019. بتصرّف.