الشمر والرضاعة

كتابة:
الشمر والرضاعة

الشمر والرضاعة

عندما تتَّخذ المرأة قرارها بشأن اعتماد الرضاعة الطبيعيَّة وسيلةً لتغذية مولودها، يجب أنْ تأخذ بالحسبان احتماليّة مواجهة بعض العقبات؛ كنقص كميَّة الحليب في الثدي، والتي تعدّ واحدة من أبرز المشكلات التي قد تشكوها النِّساء في هذه المرحلة، لذا، تتساءل الكثيرات منهنّ حول كيفيَّة زيادة إدرار الحليب في الثدي خلال فترة الرضاعة، وربما يقترح عليها البعض تجربة بعض أنواع الأعشاب أو النباتات، كاختيار نبات الشمر؛ وهو من الأعشاب الشائعة التي استُخدِمت منذ القِدم في الحضارة المصريَّة ويبقى السؤال هنا، هل من الآمن استخدام المُرضِع بذور الشمر؟ وما هي طبيعة الفوائد التي يمكن الحصول عليها باستخدام الشمر خلال فترة الرضاعة؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١][٢]


هل يعد تناول الشمر آمنًا خلال فترة الرضاعة؟

يُعدّ تناول الشمر آمنًا خلال الرضاعة، طالما أنه يؤخذ بكميات مناسبة للمرأة المرضع، سواءً بإضافته إلى الطعام، أو شرب شاي نبات الشمر، فهي تعدّ من أكثر طرق استهلاك للشمّر أمانًا خلال فترة الرضاعة، إذْ يبدو أنَّ وصول كميات قليلة من مكوِّناته إلى حليب الثدي لا يحمل مخاطر على الطفل.[١][٣]


ومع ذلك لا بدّ من تجنب تناول كميَّات كبيرة، أو جرعات ذات تراكيز عالية من الشمر أو غيره من المكمِّلات التي تحتوي على هذا النبات، وذلك بهدف تقليل فرصة حدوث الآثار الجانبيَّة غير المرغوب لهذا النبات على الأم أو طفلها الرضيع، ويتوجب على المرأة المُرضع مناقشة الطبيب قبل البدء باستخدام الشمر، ومعرفة الكمية التي من الآمن استخدامها، بعد أخذه بعين الاعتبار استبعاد المضار المُحتملة التي قد تؤثر عليها أو على الرضيع. وقد توصَّلت بعض الدراسات إلى نتائج معينة حول آثار تناول الشمر خلال فترة الرضاعة، سواءً على الطفل الرضيع أو الأم، نذكر منها الآتي:[١][٣]


  • تأثير الأنيثول على الرضيع: فقد وُجِد أنَّ استخدام الأم المرضع لشاي الأعشاب الذي يحتوي على الشمر وغيره من الأعشاب بصورة مُفرطة، قد سبَّب تسمَّم طفلين رضيعين نتيجة تأثير مادة الأنيثول (Anethole) المتوافرة في الشمر واليانسون، وكانت أعمار الطفلين 15 و20 يومًا، فقد لاحظ الوالدين كثرة تقيؤ الطفلين وهياجهما على إثر تناول كِلتا الوالدتين ما يزيد عن 2 لتر يوميًّا من مزيج شاي الأعشاب الذي يحتوي في مكوِّناته على الشمر وأعشاب أخرى، وقد عانت إحدى الأمهات من النعاس والضعف الجسدي.


  • النعاس: فقد يشعر الطفل بالنعاس بعد شرب حليب الثدي الذي يحتوي على الشمّر.


  • تفاعلات الحساسية: قد يسبِّب تناول الشمّر بعد استخدامه موضعيًّا أو تناوله عن طريق الفم حدوث تفاعلات حساسيّة تؤثر على الجهاز التنفسي، أو الجلد، فهو قد يكون سببًا في زيادة حساسيَّة البشرة للضوء، لذا يتوجَّب على المرأة تجنُّب التعرّض لضوء الأشعة فوق البنفسجيّة أثناء استخدام هذا النوع من الأعشاب، كما يجب على المرأة المُرضع الابتعاد عن استخدام الشمر في حالة مُعاناتها مسبقًا هي أو طفلها الرضيع من حساسية اتجاه الجزر، أو الكرفس، أو غيره من النباتات التي تنتمي لهذه العائلة، خوفًا من ظهور الحساسيَّة تجاه الشمر في هذه الحالة.


  • انخفاض السكر في الدم: ربما يسبب تناول الشمّر انخفاض مستويات السكر في الدم، لذا يجب استخدامه بحذر في حالات الإصابة بالسكري، أو انخفاض السكر في الجسم.


  • التشنجات: قد تزداد خطورة الإصابة بالتشنجات في حالة تناول الشمر، لذا يجب الابتعاد عن تناوله في حالات الصرع أو غيره من اضطرابات التشنج.


  • نقص إنتاج الحليب: من المُحتمل أنْ يسبب تناول كميات كبيرة من الشمر انخفاض إنتاج الحليب في الثدي.


  • مشكلات أخرى: عانت امرأة واحدة خلال الدراسة من أعراض الإسهال وتضخم الكبد (Hepatomegaly) عند تناولها الشمّر، بينما لوحظ في إحدى الدراسات ارتفاع إنزيمات الكبد عند إحدى النساء اللواتي يتناولن نوع من أنواع الشاي الخاصَّة بالمرأة المرضع، والتي تحتوي على الشمر. 



ما فوائد الشمر الخاصة بفترة الرضاعة؟

ارتبط تناول المرأة المرضع لنبات الشمّر منذ القِدم بزيادة إدرار الحليب، وذلك للاعتقاد السائد بأنَّه يعدّ من المواد المحفِّزة لإنتاج الحليب في الثدي، فهو يحمل خصائص شبيهة بتأثير هرمون الإستروجين الأنثوي، ويُعزى ذلك إلى احتوائه على بعض المركبات النباتية الشبيهة بالإستروجين؛ كالأنيثول (Anethole)، والإستراجول (Estragole).[٤][٣]


وبالنظر إلى إحدى المراجعات التي نشرت في عام 2019 يُمكن التوصل إلى أنَّ بعض الدراسات الصغيرة وضَّحت أهميّة بذور الشمّر في رفع مستويات هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون الذي تفرزه الغدّة النخامية لتحفيز إنتاج الحليب في الثدي بعد الولادة، غير أنَّ البيانات اللَّازمة التي تدعم استخدام الشمّر في حالة الرضاعة الطبيعية قليلة، وعليه، لا يوجد توصيات من قبل لجنة المنتجات الطبية العشبية (Committee on Herbal Medicinal Products) لوكالة الأدوية الأوربية، بشأن استخدام الشمر خلال الرضاعة، ولكنْ يُمكن استشارة الطبيب حول إمكانيَّة تناوله بجرعة محدّدة وآمنة خلال فترة الرضاعة.[٥][١]



كيف يمكن تناول الشمر؟

يمكن تناول كامل أجزاء نبات الشمر أو استخدام بذوره، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ بذور الشمّر تحتوي على تراكيز أعلى من الزيوت مقارنةً بنبات الشمّر، وهذا يعني أنَّ المستهلك بحاجة لاستخدام كمية لا تزيد عن ملعقة صغيرة إلى ملعقة كبيرة من بذور الشمّر الكاملة والجافة، أيْ حوالي 2-6 غرامات، ولكنْ يجب الأخذ بعين الاعتبار استشارة الطبيب قبل اعتماد الشمر كعلاج عشبي، والذي قد يسمح بتناول الشمر بناءً على الحالة الصحية للفرد. ومن الطرق التي يُمكن فيها استخدام الشمر ما يأتي:[٦]


  • شاي الشمر: تُستخدم ملعقة صغيرة من بذور الشمر لتحضير الشاي، وذلك عن طريق طحن البذور قبل استخدامها مُباشرةً، للمساعدة على الاحتفاظ بزيته ونكهته، ويلي ذلك إضافة الماء الساخن فوقها وتركها بعض الوقت قبل تناولها.
  • إضافة بذور الشمر للطعام: يُمكن استخدام بذور الشمر المحمَّصة وغير المحمَّصة، كإحدى التوابل الشهية والمفيدة التي تُضاف إلى الطعام.
  • مكملات غذائية تحتوي على الشمّر: إذْ تتوافر أنواع عديدة من المكمّلات الغذائية التي تحتوي على نبات الشمّر بجرعات معيّنة، والتي لا بدّ من استشارة الطبيب قبل تناولها.
  • نبات الشمر الطازج: يمكن الحصول على نبات الشمر والاحتفاظ به طازجًا في الثلاجة مدّة 4 أيام، غير أنَّ من الأفضل تناوله مباشرةً بعد شرائه، إمَّا بإضافته إلى الخضرات الأخرى الطازجة لتحضير السلطة، أو استخدامه في تحضير الحساء، أو غير ذلك.[٧]



أصناف غذائية تنصح بها المرضع

يوجد عدد قليل جدًّا من الدراسات يدعم فكرة فعاليّة بعض أنواع الطعام في تحفيز إنتاج الحليب، وعلى الرغم من ذلك، ربما يكون لها دورًا في زيادة إنتاج الحليب في الثدي، مع الأخذ بعين الاعتبار استشارة الطبيب حول إمكانية تناول هذه الأطعمة، والكميات الآمنة للاستخدام. ونذكر في الآتي بعض الأمثلة على هذه الأطعمة:[٨]

  • دقيق الشوفان الغني بالعناصر الغذائية.
  • بذور السمسم.
  • الخضروات الورقية؛ كالسبانخ، والجرجير، والكرنب، والبقدونس.
  • الأطعمة الغنية بالبروتينات، كالبيض، والمكسرات، والبذور، واللحوم الصافية، والعدس، والتوفو (Tofu).
  • الثوم، مع الانتباه إلى أنَّ تناول كميات كبيرة منه قد يتسبب بتغير طعم حليب الثدي.





المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Donna Murray, "Using Fennel While Breastfeeding", verywellfamily, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  2. Jessica Timmons (14/12/2018), "Galactagogues: 23 Foods That Increase Breast Milk", healthline, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Fennel", ncbi, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  4. "Pharmacological Overview of Galactogogues", ncbi, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  5. "Foeniculum vulgare as Valuable Plant in Management of Women's Health", ncbi, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  6. Noreen Iftikhar (23/7/2019), "Fennel Seeds for Fighting Gas", healthline, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  7. Megan Ware (23/8/2018), "Why is fennel good for you?", medicalnewstoday, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  8. "Which foods can help with lactation?", medicalnewstoday, Retrieved 10/1/2021. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×