محتويات
أبو موسى الأشعري صاحب الصوت الحسن بالقرآن
أبو موسى الأشعري هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، وكان من القلائل الذين قرؤوا القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجاهد معه وأخذ منه العلم الكثير، وهاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقدم مع أهل السفينتين بعد فتح خيبر، وفي عهد الخلفاء الراشدين ولي الكوفة ثم البصرة فكان أقرأ أهل البصرة وأكثرهم فقهاً.[١]
ومن صفات أبي موسى الأشعري أنه كان من أهل العلم والعمل، كثير الصلاح،[٢] وقد اشتهر بأنه صاحب الصوت الشجي، فعن أبي موسى -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: (يا أبا موسى لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود).[٣]
صفة صوت أبي موسى بالقرآن تفصيلًا
كان صوته مزماراً كما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان صوته كالناي يخطف قلوب السامعين، فإذا بدأ قراءة القرآن يود السامعون لو أنّه لا يتوقف عن القراءة أبداً؛ لشدة حسن وجمال صوته،
وقال سعيد بن عبد العزيز: حدثني أبو يوسف حاجب معاوية: "أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية، فنزل في بعض الدور بدمشق، فخرج معاوية من الليل ليستمع قراءته".[١]
وقال العجلي: "ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتاً منه"،[٤] وقال عبد الله بن محمد: "حدثنا شاذان، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي التياح، عن الحسن، قال: ما أتاها راكب -يعني البصرة- خير لأهلها منه يعني أبا موسى"،[٥]
وقال النهدي : "ما سمعت طنبوراً ولا صنجاً ولا مزماراً أحسن من صوت أبي موسى، كان يصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة".[٢]
أبو موسى الأشعري واغتنامه حسن صوته بالقرآن
اهتم أبو موسى الأشعري بتعليم قراءة القرآن وبذَل كل جهده في ذلك، وكان أينما حلّ في أرضٍ علّم القرآن، ثم إنّ صوته الجميل وقراءته الشجية الخاشعة جمعت الناس حوله لطلب التعلّم،
فجعل من مسجد البصرة مركزاً للعلم والتعلُّم، وكان إذا سلّم من صلاة التفت إلى الناس، وسمع قراءتهم، وضبط لهم.[٦]
وكان تنظيمه في التعليم أنه قسّم الطلاب إلى حلقات، فكان يطوف بينهم وعليه بردان أبيضان فيقرأ ويسمع منهم، ويضبط لهم قراءتهم،[٧] فتخرّج من بين يديه أكثر من ثلاثمئة رجل.[٨]
ومن شدّة حرصه على تعليم القرآن كان إذا خرج إلى الجهاد يعلّم القرآن والفقه، فعن حطّاب بن عبد الله الرقاشي قال: "كنا مع أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في جيش على ساحل دجلة، إذ حضرت الصلاة، فنادى مناديه للظهر، فقام الناس للوضوء، فتوضأ ثم صلى بهم، ثم جلسوا حلقًا، فلما حضرت العصر نادى منادي العصر".[٦]
فضائل تحسين القراءة بالقرآن وترتيله
يستحب لقارئ القرآن أن يحسِّن صوته ويزينه،[٩] فهذا يبعث الطمأنينة في القلوب، والخشوع في الصلاة، ويكون أكثر وأشدّ تأثيراً في النفوس، ويساعد ترتيل القرآن على تدبّر آياته وفهم معانيه.[١٠]
قال الله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)،[١١] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن، يجهر به).[١٢]
المراجع
- ^ أ ب شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 380-382. بتصرّف.
- ^ أ ب شمس الدين الذهبي، تذكرة الحفاظ، صفحة 22-23. بتصرّف.
- ↑ رواه محمدالبخاري، في الجامع المسند الصحيح، عن أبو موسى، الصفحة أو الرقم:5048.
- ↑ علاء الدين مغلطاي، إكمال تهذيب الكمال، صفحة 535.
- ↑ البخاري، التاريخ الكبير، صفحة 22.
- ^ أ ب عبد الحميد طهماز، أبو موسى الأشعري، صفحة 123-128. بتصرّف.
- ↑ أكرم العمري، عصر الخلافة الراشدة، صفحة 296.
- ↑ صلاح الخالدي، مفاتيح للتعامل مع القرآن، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ جلال الدين السيوطي، معترك الأقران في إعجاز القرآن، صفحة 195. بتصرّف.
- ↑ سعيد صخر، فقه قراءة القرآن، صفحة 79. بتصرّف.
- ↑ سورة المزمل، آية:4
- ↑ رواه مسلم، في المسند الصحيح، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:192.