محتويات
نسب الصحابي جرير ولقبه
هو الصحابي جرير بن عبدالله البجلي الأحمسي اليمني،[١] كان يتمتّع هذا الصحابي بوجهٍ جميل، وكان طوله يصل إلى سنام البعير، وكان نعله ذراعاً، وكان يقول له رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- عندما يراه: على وجهك مسحة ملك، وكان يقول عمر بن الخطاب - رضيَ الله عنه-: جرير يوسف هذه الأمة، فلقّب بهذا اللّقب من بديع جماله، وشدة وسامته.[١]
إسلام الصحابي جرير
لم يكن الصحابي الجليل جرير -رضيَ الله عنه- من السابقين الذين دخلوا الإسلام كما هو كثير من الصحابة-رضي الله عنهم-، حيث أنّه أسلم قبل حجّة الوداع أي في السنة العاشرة من الهجرة،[٢]، وقد قيل إنّه أسلم قبل وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأربعين يوماً.[١]
جهاد الصحابي جرير ومواقفه في الإسلام
لم ينال الصحابي جرير شرف الجهاد مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا أنّه حظي بمنزلةٍ عند رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فأوكل إليه بعض الأعمال، وكان له مواقف عظيمة بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم، فمن أبرز مواقف الصحابي جرير في حياة الرسول وجهاده بعد وفاة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- ما يأتي:[٣]
- هدم ذي الخلصة، حيث أرسله الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- لهدم ذي الخلصة وهي أصنام تقع بين مكة واليمن، فإرسال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- لهدم هذه الأصنام دليلاً واضحاً على ثقته بإيمان الصحابي جرير-رضيَ الله عنه-، ودليلاً على تخلّي جرير-رضيَ الله عنه- عن عقيدته أيام الجاهليّة، وتمسّكه بدين الإسلام.
- بعث الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- جريراً -رضيَ الله عنه- إلى ذي الكلاع بن ناكور، وذي عمرو باليمن ليدعوهما إلى الإسلام، حيث أسلموا، وقد أسلمت ضريبة بنت أبرهة امرأة ذي الكلاع.
- كان له موقف في ردّة أهل اليمن في عهد أبي بكر الصديق -رضيَ الله عنه-، حيث إنّه بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عاد جرير إلى المدينة وأخبر أبا بكر بارتداد أهل اليمن، فقام أبو بكر بإرساله إلى بجيلة قومه؛ حتى يستنفرهم لقتال من ارتدّ عن الإسلام.
- شارك في قبض الجزية، حيث كان عاملاً عند خالد بن الوليد- رضيَ الله عنه-.
- شارك في معركة الصيخ، والتي كانت بقيادة خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- حيث قتل عبد العزى بن قرواش ولم يكن يعلم بإسلامه ولا بالوثيقة التي معه.
- كان جرير -رضيَ الله عنه- من الذي اصطحبهم خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- معه إلى بلاد الشام، فشارك بجميع المعارك التي حصلت في الطريق.
- شارك في معركة اليرموك في السنة الثالثة عشر للهجرة.
- عندما عاد من بلاد الشام ليبشّر المسلمين بانتصارهم كان أبو بكر قد فارق الحياة ، وكان عمر بن الخطاب_-رضيَ الله عنهما- هو الخليفة فأرسله إلى العراق مع قومه بجيلة.
- شارك في معركة البويب فانتصر المسلمون على الفرس انتصاراً عظيما.
- شارك في معركة القادسية تحت قيادة سعد بن أبي وقاص -رضيَ الله عنه-، فانتصر المسلمون فيها.
- شارك في معركة فتح المدائن تحت لواء سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
- شهد معركة فتح جلولاء تحت راية هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري.
- شهد سنة سبع عشرة الهجرية فتح رامهرمز والسوس، وتستر تحت لواء أبي سبرة بن أبي رهم.
- شارك في معركة نهاوند الحاسمة، تحت لواء النعمان بن مقرن المزني، فأبلى جرير بلاء عظيماً في هذه المعركة.
مناقب الصحابي جرير
تحلّى الصحابي الجليل جرير -رضيَ الله عنه- العديد من المناقب من أبرزها ما يأتي:[٤]
- أسلم في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلم-، فنال شرف صحبة رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-.
- لم يحجبه الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- يوماً من الأيام حتى فارق الحياة.
- كان كلّما رآه الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- ضحك في وجهه.
وفاة الصحابي جرير ودفنه
توفي الصحابي الجليل -رضي الله عنه- سنة 54 للهجرة على الراجح، ونزل في الكوفة قبل وفاته، وكان له دار فيها، ثم انتقل إلى قرقيسيا أيام الفتنة بين علي -رضي الله عنه- وبين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، حيث إنّه لم يشترك في هذه الواقعة، واعتزل كلا الطرفين، وبقي في قرقيسا إلى توفاه الله -عز وجل-، وقد قيل إنّه مات بالسَراة أو الشَراة في عهد ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت صلاح الصفدي (٢٠٠٠م)، الوافي بالوفيات، بيروت: دار إحياء التراث، صفحة (57-58)، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ عبدالقادر الحمد، كتاب فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 95. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 217-231. بتصرّف.
- ↑ أبو عيسى الترمذي، كتاب سنن الترمذي، صفحة 147. بتصرّف.
- ↑ أحمد أبو جلبية (1982)، مرويات الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي (الطبعة 1)، السعودية:جامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.