الصداع النصفي

كتابة:
الصداع النصفي

الصداع النصفي

الصّداع النّصفي (Migraine) اضطراب عصبي ينجم عنه حدوث عدد من الأعراض لدى المصابين، ويختصّ هذا النوع عن غيره من أنواع الصّداع بحدوث ألم حاد وشديد يُشعِر الأشخاص بالضعف والتعب، كما يتصاحب مع عدد من الأعراض؛ مثل: الغثيان، والتقيؤ، وصعوبة في الكلام، والشعور بالتنميل أو الخدران، والتحسس تجاه الأضواء والأصوات.

يصيب الصّداع النّصفي الأشخاص من مختلف المراحل العمرية، وتُشخّص الإصابة به بالتّعرف إلى التاريخ المرضي للمصاب، والأعراض التي يعاني منها، واستبعاد الأسباب الأخرى لنشوء هذه الأعراض. ويشكّل الصداع النّصفي الذي يرافقه ظهور الهالة (الأورة) والذي لا يرافقه ظهورها النوعان الأكثر شيوعًا من الصداع النصفي. وقد يعاني بعض الأشخاص من الإصابة به منذ مرحلة الطفولة، بينما قد يصيب آخرين في وقت مبكّر من مرحلة البلوغ، ويزداد شيوعه بين الإناث مقارنة بالذكور، كما يزداد خطر الإصابة لدى الأشخاص الذين يوجد لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بهذه الحالة.[١]


أعراض الصداع النصفي

يتطوّر الصداع النصفي في أربع مراحل: البادرة، والهالة (الأورة)، والنوبة، وما بعد النوبة، ولا يشترط أن يعاني الأشخاص المصابون به جميعهم هذه المراحل كلّها، والتي تُوضّح في الآتي:[٢]

  • البادرة: فقد يلاحظ الشخص قبل يوم أو يومين من الإصابة بالصداع النصفي حدوث تغييرات طفيفة تحذيرية تشير إلى نوبة قادمة منه، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
    • الإمساك.
    • حدوث تغيُّر في المزاج من الاكتئاب إلى السعادة.
    • الرغبة إلى تناول بعض الأطعمة.
    • تيبس الرقبة.
    • زيادة الشعور بالعطش والحاجة إلى التبول.
    • كثرة التثاؤب.
  • الهالة: هي أعراض متقلبّة للجهاز العصبي تشمل الأعراض البصرية واضطرابات أخرى، وتنشأ الأورة قبل الصداع النصفي أو خلاله، وتبدأ الأعراض تدريجيًا، وتزداد في غضون عدة دقائق وتبقى لمدة تتراوح بين 20-60 دقيقةً، ومنها ما يأتي:
    • حدوث اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية أشكال مختلفة أو بقع ساطعة أو ومضات من الضوء.
    • فقدان البصر.
    • الشعور بوخز وتنميل الذراع أو الساق.
    • الإحساس بضعف أو خدران في الوجه أو جانب واحد من الجسم.
    • صعوبة في الكلام.
    • سماع صوت ضوضاء أو موسيقا.
    • الرعشة والتعرض لحركات لاإرادية أخرى.
  • النوبة: تستمر نوبة الصداع النصفي لمدة تتراوح بين 4-72 ساعة عند عدم تلقي العلاج، ويتباين عدد مرات حدوثه من شخص لآخر؛ فقد يندر حدوث هذا الصداع أو تكراره عدة مرات في الشهر، وقد يعاني الأشخاص خلال نوبة الصداع النصفي من الأعراض الآتية:
    • الشعور بألم على جانب واحد من الرأس عادةً، وقد يبدو على كلا الجانبين أحيانًا.
    • الإحساس بألم خافق أو نابض.
    • التحسُّس تجاه الضوء والصوت والروائح واللمس أحيانًا.
    • الغثيان والتقيؤ.
  • ما بعد النوبة: فقد يشعر الأشخاص بعد نوبة الصداع النصفي بالارتباك والإنهاك وعدم القدرة على التركيز لمدة يوم، وربما يشعر بعضهم بالابتهاج، كما قد يمكن الشعور بالألم مرةً أخرى لمدة قصيرة عند تحريك الرأس فجأة.


أسباب الصداع النصفي

يُعدّ السبب الدقيق الكامن وراء حدوث الصداع النصفي غير معروف حتى الآن، ويُعتقد أنّه ينشأ نتيجة حدوث نشاطٍ غير طبيعي في الدماغ، مما يؤثر في طريقة إرسال الإشارات عبر الأعصاب، كما يؤثر في النواقل العصبية والأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، وقد تؤدي الجينات والعوامل الوراثية دورًا في زيادة تحسّس الأشخاص تجاه المحفّزات التي تثير تلك الحالة، ومن محفّزات والصداع النصفي التي تؤدي إلى ظهور الأعراض في الأشخاص ذوي القابلية للأصابة به ما يأتي:[٣]

  • التغيرات الهرمونية، فقد تعاني النساء من حدوث أعراض الصداع النصفي خلال أوقات الدورة الشهرية نتيجة تغير مستويات الهرمونات.
  • المحفزات العاطفية، ربما يثير الضغط والإجهاد والاكتئاب والقلق والإثارة والصدمة الصداع النصفي لدى العديد من الأشخاص.
  • الأسباب الفيزيائية، لعلّ بعض العوامل تلعب دورًا في الإصابة بالصداع النصفي؛ مثل: التعب، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، والتوتر وشد الكتف أو الرقبة، واتخاذ وضعيات للجسم غير مناسبة، وبذل المجهود البدني، وانخفاض السكر في الدم، واضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
  • بعض الأطعمة والمشروبات، فقد يثير تناول الشوكولاتة والأجبان والحمضيات والأطعمة المضاف إليها التيرامين وشرب المشروبات الكحولية والكافيين الصداع النصفي، كما قد يسهم تناول وجبات غير منتظمة من الطعام والإصابة بـالجفاف في تشكّله لدى بعض الأشخاص.
  • الأدوية، ربما تترتّب على تناول بعض الأدوية الإصابة بالصداع النصفي في شكل أحد الآثار الجانبية؛ مثل: بعض أنواع الحبوب المنوّمة، وأدوية العلاج بالهرمونات البديلة، وحبوب منع الحمل.
  • العوامل البيئية، فقد يصاب الأشخاص بالصداع النصفي عند التعرّض للروائح القوية، والتدخين السلبي، أو مشاهدة شاشات العرض الوامضة والأضواء الساطعة، أو سماع الضوضاء الصاخبة، والوجود في غرف غير جيدة التهوية، وتغيّر درجات الحرارة.


علاج الصداع النصفي

لا يتوفر علاج شافٍ من الصداع النصفي، وقد تسهم بعض الأدوية في العلاج أو الوقاية من بعض حالاته، وقد يساعد تجنّب التعرض لمحفزاته في تقليل نوبات هذا الصداع، وتُوضّح أبرز الطرق الشائعة لعلاجه في الآتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إذ يساعد تناول مسكنات الألم غير الملزمة بوصفة طبية؛ مثل: الباراسيتامول، والأسبرين، والأيبوبروفين في تخفيف ألم الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، وينبغي عدم إعطاء الأسبرين للأشخاص دون سن 19 عامًا؛ نظرًا لتسببه في زيادة خطر الإصابة بمتلازمة راي. كما ينبغي توخي الحذر عند تناول مسكنات الألم غير الملزمة بوصفة طبية؛ لاحتمال تسببها في زيادة أعراض الصداع أحيانًا، خاصةً عند الإفراط في استخدامها، فقد تترتب على ذلك الإصابة بالصداع الارتدادي، وتنبغي للأشخاص الذين يحتاجون إلى تناول مسكنات الألم غير الملزمة بوصفة طبية أكثر من يومين في الأسبوع استشارة الطبيب لوصف أدوية ذات فاعلية أكبر.
  • أدوية التريبتان: تحتاج هذه الأدوية إلى وصفة طبية، وتعيق مسارات الألم داخل الدماغ، وبالتالي تسهم في تخفيف الألم، وتتوفر في هيئة أقراص، أو حقن، أو بخاخات للأنف، غير أنّها قد لا تبدو آمنة لأولئك المعرَّضين لخطورة الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية؛ ومن أمثلتها: سوماتريبتان (Sumatriptan) وريزاتريبتان (Rizatriptan).[٢]
  • أدوية الغثيان: فقد يصف الطبيب هذه الأدوية عند تعرض الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي للإصابة بالغثيان.
  • الأدوية الوقائية: ربما ينصح الطبيب باستخدام هذه الأدوية عند إصابة الشخص بالصداع النصفي لمدة 4 أيام أو أكثر في الشهر الواحد، مع عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى، وينبغي تناولها بانتظام للتقليل من شدة الصداع أو تكراره، ومنها أدوية علاج نوبات الصرع، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم؛ مثل: حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، بالإضافة إلى بعض مضادات الاكتئاب، وربما يوصي الطبيب باستخدام أدوية وقائية ذات صنفٍ جديد تُعرَف باسم مثبطات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين (CGRP inhibitors) عند عدم فاعلية الأدوية الأخرى.
  • الارتجاع البيولوجي: تقنية تُمكّن الأشخاص من التعرف إلى المواقف المسببة للضغط، والتي قد تثير حدوث الصداع النصفي، وربما يسهم الارتجاع البيولوجي في إيقاف نوبة الصداع من بلوغ الذروة عند تشكله ببطء.
  • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: إجراء يوضع فيه جهاز على المنطقة الخلفية من الرأس عند بداية أعراض الهالة التي ترافق الصداع النصفي، وينطوي مبدأ عمل هذا الجهاز على إرسال نبضة من الطاقة المغناطيسية إلى جزء من الدماغ، مما قد يوقف الألم أو يخففه.


ما العلاجات الطبيعية المساعدة في التخفيف من الصداع النصفي

يلجأ بعض الناس إلى تستخدام الأعشاب الطبيعية بدلًا من الأدوية، والتي تفيد بعض المصابين، وتقلل من حدة الصداع النصفي. وينصح بالإنتباه من الجرعات والاحتياط، إذ تسبب ظهور أعراض جانبية. وينصح بإستشارة الطبيب إذا كان المريض يأخذ أدوية أخرى، ومن هذه الأعشاب الطبية ما يأتي:[٥]

  • زيت النعناع لعلاج لصداع النصفي: يُستخدم زيت النعناع لعملية تخفيف مشكلات الجهاز الهضمي؛ كمتلازمة القولون العصبي؛ ولأن زيت النعناع له تأثير مهدئ؛ فإنّه يساعد في عملية التخفيف من الألم والصداع النصفي، ويُستخدم زيت النعناع بوضعه على الجبين (تركيز10%) أو في شكل مرهم موضعي أو كريم؛ ذلك لعلاج الصداع النصفي.
  • بذور الكزبرة: تُستخدَم الكزبرة لعلاج الأمراض التي تراوحت من الحساسية تجاه مرض السكري إلى الصداع النصفي بنجاح كبير، ولقد استخدم الطب التقليدي الكزبرة لعملية تخفيف الضغط على الجيوب الأنفية والصداع عن طريق سكب الماء الساخن على البذور الطازجة، ثم استنشاق البخار الناتج للتخلص من ألم الصداع.
  • الشاي الأخضر: يحتوي على مادة الكافيين، التي تساعد في التخفيف من الصداع النصفي، وقد استُخدِم الشاي الأخضر في تركيبة مع أعشاب أخرى لآلام الصداع النصفي في الطب الصيني التقليدي.
  • ورق الصفصاف: إذ يُعدّ مسكّنًا للألم، ومضادًا للالتهاب، وخافض حرارة مفيدًا.
  • الزنجبيل: يُستخدم في الطب الصيني في شكل معالج للصداع، وألم المعدة، والغثيان.
  • زيت الخزامى: الذي يُعرَف برائحته اللطيفة، وخصائصه التي تُمكّنه من تخفيف الصداع، والتعب، والتوتر.
  • إكليل الجبل: يُستخدم إكليل الجبل المعروف أيضًا باسم الروزماري في حالات ألم المفاصل، ومشكلات الجهاز العصبي؛ كالصداع، ذلك بتطبيق المحلول المخفف منه على الرأس.
  • نبات الزيزفون: أو اللايم، الذي يُشتَهَر بخصائصه الطبية، فيستخدم في علاج التوتر، والالتهابات، والصداع النصفي.
    • أعشاب أخرى: ومنها عشب الناردين المخزني، الذي يقلل من الصداع والأرق، وعشبة الملاك الصينية (Dong quai).


المراجع

  1. Rachel Nall (20-12-2017), "Everything You Want to Know About Migraine"، www.healthline.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (1-11-2019), "Migraine"، www.mayoclinic.org, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  3. Helen Webberley (22-11-2017), "Everything you need to know about migraines"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  4. "Migraine Headaches", www.webmd.com,23-5-2018، Retrieved 8-11-2019. Edited.
  5. Tracy Stickler (23-12-2016), "Migraine Herbal Home Remedies from Around the World"، www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019.Edited
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×