محتويات
هل تعلم ان الأطفال يصابون بالصداع أيضاً، لا بل هو شائع جداً لديهم ولدى المراهقين.. لكن معظم حالات الصداع عند الأطفال والمراهقين لا تكون ناجمة عن مرض خطير.
يصاب الأطفال بالصداع أيضاً، وإن العديد من البالغين المصابين بالصداع بدأ لديهم الصداع عندما كانوا أطفالاً. وفي الحقيقة يذكر 20% من البالغين المصابين بالصداع أن صداعهم بدأ قبل عمر 10 سنوات، و50% يذكرون أن صداعهم بدأ قبل عمر 20 عاماً.
ما مدى شيوع الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
الصداع شائع جداً عند الأطفال والمراهقين. وفي دراسة واحدة وجد أن 56% من الصبيان و 74% من البنات بين عمر 12-17 عاماً كان لديهم صداع خلال الشهر الماضي.
وبعمر 15 سنة يكون 5% من كل الأطفال والبالغين مصابين بالشقيقة، ويكون لدى 15% صداع توتري.
يقلق العديد من الأهل حول صداع الطفل ويعتقدون بأنه علامة على الورم الدماغي أو دلالة على مشكلة طبية خطيرة. لكن معظم حالات الصداع عند الأطفال والمراهقين لا تكون ناجمة عن مرض خطير.
ما هي أنماط الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
تحدث عند الأطفال نفس الأنماط من الصداع التي تحدث عند البالغين بما فيها الصداع التوتري، الشقيقة وصداع الجيوب.
ما هي أسباب الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
تكون معظم حالات الصداع عند الأطفال ناجمة عن مرض، خمج، برد، حمى أو زكام، وتشمل الحالات الأخرى المسببة للصداع التهاب الجيوب، التهاب البلعوم والتهاب الأذن الوسطى.
يمكن لالتهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب والتهاب البلعوم أن تسبب الصداع عند الأطفال.
إن السبب الحقيقي للشقيقة غير معروف رغم أنها تتعلق بالتبدلات في الدماغ إضافة لأسباب وراثية. ولعدة سنوات اعتقد العلماء أن الشقيقة مرتبطة مع توسع وتقبض الأوعية الدموية على سطح الدماغ، ولكن يعتقد الآن أنها ناجمة عن شذوذات وراثية في مناطق معينة من الدماغ.
إن 90% من الأطفال والمراهقين المصابين بالشقيقة لديهم أفراد آخرون في العائلة مصابون بالشقيقة. وإذا كان كلا الوالدين مصاباً بالشقيقة فإن هناك فرصة 70% عند الطفل لحدوث الشقيقة. أما إذا كان أحد الوالدين مصاباً فقط فإن الخطر ينخفض إلى 25-50%.
قد يرث الأطفال والمراهقون والمصابون بالشقيقة أيضاً الميل للتأثر بمثيرات معينة مثل التعب والأضواء اللماعة وتبدلات الجو.
يمكن كشف بعض مثيرات الشقيقة مثل الكرب، القلق، الاكتئاب، تبدل نمط النوم، الأضواء اللماعة، الضجيج العالي، بعض أنواع الأطعمة والمواد المضافة للأطعمة والمشروبات. إن الجهد الفيزيائي الشديد أو التعرض الكبير لأشعة الشمس يمكن أن يثير الشقيقة عند بعض الأطفال والمراهقين.
تشمل الأسباب الشائعة للصداع التوتري الامتياز الدراسي والكرب العاطفي المتعلق بالعائلة أو المدرسة أو الأصدقاء. وتشمل الأسباب الأخرى إجهاد العين وإجهاد الرقبة أو الظهر الناجم عن الوضعية السيئة. وقد يكون الاكتئاب أيضاً سبباً للصداع عند الأطفال.
إذا ساء الصداع التوتري مع الوقت وحدث مع الأعراض العصبية الأخرى مثل فقد الرؤية أو مشاكل الكلام أو الضعف العضلي فإن ذلك قد يكون العلامة على مشكلة أكثر خطورة مثل:
- موه الرأس (تجمع السوائل في الدماغ).
- خمج الدماغ.
- التهاب السحايا (التهاب الأغشية التي تغطي الدماغ).
- التهاب الدماغ.
- الورم.
- جلطات الدماغ.
- رض الرأس.
- الخراج.
يجب في حالة الاشتباه بأي من الحالات السابقة مراجعة الطبيب فوراً.
كيف يتم تقييم الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
حالما يتم تشخيص السبب الصحيح للصداع فإنه يمكن البدء بخطة المعالجة الفعالة. إذا كان لدى الطفل أعراض الصداع فإن الخطوة الأولى هي أخذ الطفل للطبيب، حيث يجرى له فحص سريري كامل لتقييم هذا الصداع، ويشمل هذا التقييم القصة المرضية المفصلة مع وصف الصداع وخصائصه ويساعد الأهل في هذا الأمر.
قد يشمل تقييم الصداع إجراء فحص CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) إذا اشتبه بوجود آفة في الجهاز العصبي المركزي، وهذان الفحصان يعطيان صوراً مقطعية للدماغ قد تظهر المنطقة المصابة في الدماغ.
إذا ساءت أعراض الصداع أو أصبحت متكررة رغم المعالجة فيجب إحالة الطفل إلى أخصائي الصداع (اختصاصي الأمراض العصبية عند الأطفال).
كيف يعالج الصداع عند الأطفال والمراهقين؟
تعتمد المعالجة المناسبة على عدة عوامل تشمل نمط الصداع وتواتره وسببه وعمر الطفل، وتشمل المعالجة التثقيف وتدبير الكرب والارتجاع البيولوجي (biofeedback) والأدوية.
التثقيف حول الصداع:
يشتمل هذا الموضوع على تحديد وتسجيل المثيرات التي تثير الصداع مثل عدم النوم وعدم تناول الطعام بأوقات منتظمة أو تناول أطعمة معينة أو مواد مضافة للأطعمة والكافئين والبيئة والكرب. ويجب مساعدة الطفل على المحافظة على مفكرة الصداع ومساعدته على تسجيل هذه المعلومات. إن تجنب مثيرات الصداع خطوة هامة في المعالجة الناجحة للصداع.
تدبير الكرب:
يجب كشف سبب أو مثيرات الصداع التوتري وتعلم الطرق المناسبة للتأقلم مع الكرب أو إزالة الفعاليات المكربة.
الأدوية:
تشتمل على مجموعات دوائية هي:
- المسكنات.
- الأدوية المجهضة للصداع.
- الأدوية الوقائية.
إن العديد من هذه الأدوية المستخدمة لصداع البالغين تستخدم بجرعات أصغر لعلاج صداع الأطفال والمراهقين. ولكن يجب تجنب الأسبرين في معالجة الصداع عند الأطفال دون عمر 15 سنة بسبب مخاطر متلازمة راي (حالة نادرة لكن مميتة).
هل يتخلص الأطفال من الصداع حالما يكبرون؟
قد يتحسن الصداع مع نمو الطفل، وقد يختفي ثم يعود في مرحلة لاحقة من العمر. وإن العديد من الصبيان الذين لديهم شقيقة يشفون منها في مرحلة المدرسة الإعدادية، أما عند البنات فيزداد تواتر الشقيقة بسبب التبدلات الهرمونية. تكون الشقيقة عند البنات أكثر شيوعا بـ 3 مرات في مرحلة المراهقة مقارنة مع الذكور.
متى يجب القلق من الصداع عند الأطفال؟
لحسن الحظ تكون أقل من 2% من حالات الصداع عند الأطفال والمراهقين ناجمة عن مرض خطير أو مشكلة فيزيائية، ولكن يجب دوماً الانتباه للعلامات التي قد تشير إلى مرض أكثر خطورة متوضع خلف صداع الطفل.
ويجب التفكير بالمشاكل الخطيرة في الحالات التالية:
- الصداع الجديد: الذي حدث منذ أقل من 6 شهور ويسوء مع الوقت ولا يتحسن بعد المعالجة.
- الصداع المترقي (المتقدم): الذي تزداد شدته وتواتره مع الوقت.
- القصة العائلية: القصة العائلية لمرض عصبي.
كذلك يجب أخذ الطفل للطبيب إذا ترافق الصداع مع:
- الغثيان والتقيؤ.
- الضعف.
- الدوخة.
- فقد التوازن أو السقوط المفاجئ.
- تبدلات الشخصية (السلوك غير المناسب).
- تبدلات الرؤية (تشوش الرؤية، الرؤية المزدوجة، بقع عمياء).
- الوسن، تغير حالة الطفل، الميل للنوم الزائد، اللامبالاة والخمول.
- التنميل والتخدر.
- الشلل.
- صعوبات الكلام.
- الاختلاج.
- التخلف العقلي.