محتويات
مرض الصرع
الصرع هو اضطراب يحدث في الجهاز العصبي المركزي حيث يكون نشاط الدماغ فيه أكبر من المعتاد، وينعكس ذلك على الفرد بسلوكات غريبة غير اعتيادية بما في ذلك الحركة وفي بعض الأحيان يتطور الأمر للوصول لغياب عن الوعي بشكلٍ كليّ، و الجدير بالذكر أن مرض الصرع لا يقتصر على فئة معينة فهو يصيب الأشخاص من كافة الأعمار والأجناس والأعراق، وتختلف أعراض الصرع من شخص لآخر ففي بعض الحالات تكون النوبة ذات طابع حركي وفي أحيان أخرى يحدّق المريض لفترة من الزمن دون حراك أو تفاعل مع من حوله، ولا يعني إصابة الفرد بواحدة من هذه النوبات أنه بالضرورة أصبح مريض صرع حيث لا يمكن تشخيص المرض إلا عند حدوث ما لا يقل عن نوبتين غير مبررتين.[١]
أسباب مرض الصرع
لابد من تأكيد حقيقة أنه لا يوجد سبب معين لنشوء مرض الصرع والنوبات التشنجيّة في ما يقارب نصف الحالات المصابة، في حين يمكن أن يُفسّر نشوء النوبات عند البعض الآخر لوجود عدة عوامل، ومن العوامل التي إذا توافرت زادت احتمال نشوء مرض الصرع ما يأتي: [١]
- التأثير الجيني: في بعض الأحيان ينشأ مرض الصرع في عائلات دون الأخرى وينتشر في عدد من الأفراد فيها، الأمر الذي يمكن تفسيره بوجود تأثيرات جينيّة وراثيّة تنتقل بين أفراد العائلة الواحدة، وعلى الرغم من أن العلم ربط بعض حالات الصرع بوجود عوامل جينيّة إلا أن معظم الحالات غير محكومة بهذا الأمر.
- الصدمات التي يتعرض لها الرأس: التعرض لضربات يتلقاها الرأس نتيجة حادث سيارة أو غيره يمكن أن يؤذي الدماغ بالتالي يسبب مرض الصرع.
- أمراض المخ: في بعض الأحيان يكون للسكتات الدماغية والأورام التي تنشأ في المخ دور في نشوء مرض الصرع تحديدًا عند الأشخاص اللذين يبلغونه من العمر ما يزيد عن 35 عام.
- الأمراض المعدية: قد تلعب الأمراض المعدية دورًا هامًا في نشوء مرض الصرع مثل التهاب السحايا والإيدز والتهاب الدماغ الفيروسي.
- إصابة قبل الولادة: ينتج الشلل الدماغي والصرع في بعض الأحيان نتيجة تعرض الجنين أثناء فترة الحمل لإصابات معينة مثل العدوى أو سوء التغذية.
- اضطرابات النمو: عند حدوث اضطرابات في أي مرحلة أثناء النمو يكون ذلك نذير خطر للإصابة بمرض الصرع، مثل مرض التوحد.
عوامل خطر الإصابة بمرض الصرع
عند حدوث تغيّرات في الأعصاب وتغيّرات في نشاط الدماغ نتيجة تأثيرات غير طبيعية تحدث للفرد، قد يؤدي ذلك إلى التعرض لنوبات، ولمرض الصرع أسباب متعددة إلا أن وجود بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالصرع ومنها:[١]
- العمر: يظهر الصرع بشكل كبير في الأطفال والمتقدمين بالعمر، ولكن يمكن أن تحدث النوبات في أي عمر.
- تاريخ العائلة: إذا كان هناك تاريخ عائلي لمرض الصرع، فقد يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصرع.
- إصابات الرأس: تعد إصابات الرأس هي المسؤولة عن بعض حالات الصرع، ويمكن التقليل من المخاطر من خلال ارتداء حزام الأمان أثناء ركوب السيارة أو ارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجات أو التزلج أو ركوب دراجة نارية.
- السكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية: يمكن أن تؤدي إلى تلف في الدماغ الذي قد يؤدي إلى الصرع، ويمكن اتخاذ عدد من الخطوات للحد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
- الأمراض العقلية: يمكن لبعض الأمراض كالخرف زيادة خطر الإصابة بالصرع عند كبار السن.
- التهابات تصيب الدماغ:مثل التهاب السحايا، المتمثل بحدوث التهاب بالدماغ.
- التعرض لنوبات تشنجية في الطفولة: ترتبط الحمى الشديدة في مرحلة الطفولة أحيانًا مع تكون النوبات التشنجية، ولا يشترط إصابتهم بالصرع ولكن يزداد الخطر إذا كانت النوبة طويلة وإذا توافر العامل الوراثي.
علاج مرض الصرع
يمكن في معظم الحالات علاج الصرع والتحكم بالنوبات التشنجية ويعتمد ذلك على شدة الأعراض ومدى الإستجابة للعلاج، وتشمل خيارات العلاج الأدوية المضادة للصرع والجراحة وإحداث تغيرات في النظام الغذائي، وتفاصيل كل منها في ما يأتي:[٢]
الأدوية
يعد استخدام الأدوية لعلاج الصرع هو الخيار الأول، فهي تساعد في التقليل من عدد النوبات التي يتعرض لها الفرد لكنها لا تعد حلًا نهائيًا للصرع، ويتم امتصاص الدواء عن طريق المعدة، ثم يتحرك بمجرى الدم إلى الدماغ ويؤثر على النواقل العصبية بطريقة تقلل من النشاط الكهربائي الذي يؤدي إلى النوبات، ومن هذه الأدوية ليفيتيراسيتام، ولاموتريجين، وتوبيراميت، وحمض فالبرويك، وكاربامازيبين، وإيثوسكسيميد، ويجب أن تؤخذ هذه الأدوية باستمرار حسب ارشادات الطبيب، وتشمل بعض الآثار الجانبية المحتملة الإعياء والدوار والطفح الجلدي ومشاكل الذاكرة.[٢]
الجراحة
يمكن إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من الدماغ المسؤول عن زيادة النشاط بالخلايا العصبية الذي أدى لظهور النوبات التشنجية، إلا أن هذا الخيار غير متاح لدى البعض إذا كانت النوبات متعددة البؤر التي نشأت منها في الخلايا العصبية، ويمكن إجراء هذه العملية باستخدام التخدير الموضعيّ، وبعد هذه العملية قد يتمكن المريض من التخلص من عدد من أدويته التي اعتاد على استخدامها، والجدير بالذكر أن هذا الإجراء كغيره يحتمل الخطورة من حيث التخدير والتغيرات التي قد تطرأ للدم.[٢]
تعليمات بشأن الغذاء الخاص بمرض الصرع
غالبًا ما يوصي الأطباء بحمية الكيتون للأطفال المصابين بالصرع، وهذا النظام الغذائي يقوم على استهلاك كمية قليلة من الكربوهيدرات وكمية كبيرة من الدهون، حيث يجبر الجسم على استخدام الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من الجلوكوز، ومن الأفضل العمل مع أخصائي التغذية، والجدير بالذكر أن هذا النظام لا يفيد الجميع، ولكن عندما يتم اتباعه بشكل صحيح، فغالبًا ما تكون ناجحة في تقليل تكرار النوبات، وغالبًا ما ينصح ببدء العمل فيه بالمستشفى.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت "Epilepsy", www.mayoclinic.org, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Everything You Need to Know About Epilepsy", www.healthline.com, Retrieved 3-12-2019. Edited.
- ↑ "Epilepsy, Children, and the Ketogenic Diet", www.webmd.com, Retrieved 3-12-2019. Edited.