الطباق في الشعر

كتابة:
الطباق في الشعر

الطباق في الشعر

تنقسم المحسنّات البديعية في اللغة العربية إلى محسنات لفظية، ومحسنات معنوية، ويعد الطباق أحد أنواع المحسنات المعنوية، ويمكن تعريفه لغةً على أنّه: المطابقة والموافقة بين شيئين، أي جعلهما على نحو واحد، فالمطابقة لغةً هي المشي في القيد، أمّا اصطلاحاً فيعرّف على أنّه الجمع بين معنيين متقابلين،[١] فهو الجمع بين الشيء وضدّه في الجملة.[٢] وهو يقسم إلى نوعين هما: طباق حقيقي ومجازي، وكل منهما إما أن يكون لفظياً أو معنوياً، وأما أن يكون طباق إيجاب أو طباق سلب.[٣]

وفي العموم للطباق أثر فني في النصوص الأدبية سواء كانت هذه النصوص شعرية أم نثرية، وقد استخدم الشعراء الطباق كأحد المحسنات البديعية، وفيما يلي توضيح لأنواع الطباق التي استخدمها الشعراء:

الطباق الحقيقي

هو ما كان طرفاه عبارة عن لفظين متضادين حقيقيين، وقد يكون اللفظان إمّا اسمين، أو فعلين، أو حرفين،[١] وفيما يلي أمثلة توضيحية:[٤]

بيت الشعر
الطباق
نوعه
نعوذ بالله من عيش الحسود فما يمسي ويصبح إلّا ساخطا كمدا
بين اللفظين (يمسي ويصبح)
حقيقي (بين فعلين)
والصمت حكم نجاة والكلام ردى فاخش اللسان وكن في الصمت مجتهدا
بين اللفظين (الصمت والكلام)
حقيقي (بين اسمين)
أقول له لما أتاني نعيه به لا بظبي بالصرائم أعفرا[٥]
جاء الطباق في حرف الجر الباء، فقد جاء مرة مثبتًا (به) ومرة أخرى منفيًّا (لا بظني)، وإن اختلف مجروره في الحالين
حقيقي (بين حرفين)

الطباق المجازي

هو ما كان طرفاه عبارة عن لفظين متضادين غير حقيقيين،[١] وفيما يلي مثال توضيحي:[٤][٦]

بيت الشعر
التوضيح
نوعه
إذا نحن سرنا بين شرق ومغرب تَحَرَّك يقظان التراب ونائمُه
المطابقة بين "يقظان، نائم" ونسبتهما إلى التراب على سبيل المجاز لا الحقيقة.
طباق مجازي
والذكرُ فيه حياةٌ للقلوب كما يُحيي البلاد إذا ما ماتت المطر
دلّ البيت على أنّ الذكر يحيي القلوب الميتة، ومعنى ذلك أنّه يهديها بعد أن كانت ضالة، فالحياة هنا معناها الهداية، والموت هو الضلالة.
طباق مجازي

أقسام الطباق

يقسم الطباق إلى قسمين، وهما طباق السلب، وطباق الإيجاب، وقد تمّ استخدامهما كلاهما في الشعر، وفيما يلي توضيح لهما:

طباق السّلب

وهو الطباق الذي يكون بين معنيين متضادين، بحيث يكون أحد المعنيين مثبتًا والآخر منفيًا، كما قد يكون طباق السلب بين أمر ونهي،[٥] فهو الطباق الذي يختلف فيه الضّدان إيجاباً وسلباً.[٢] ففي قول الشاعر: (خفيف الحاذي نثال الفيافي وعبد للصحابة غير عبدي)، فكلمة عبد جاءت المرة الأولى مثبتة، وفي المرة الثانية جاءت منفية.[٥]

طباق الإيجاب

وهو الطباق الذي لا يختلف فيه الضدّان إيجابًا وسلبًا،[٢] كأن تقول: (خير المال عين ساهرة لعين نائمة) فالعبارة اشتملت على الشيء وضدّه (ساهرة ونائمة).[٧]

مثال تدريبي على طباق السلب والإيجاب

استخرج الطباق في الأبيات الشعرية التالية وبيّن نوعه:

بيت الشعر
الطباق
نوعه
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلق اللجم
بين الإثبات (صائمة) والنفي (غير صائمة)
طباق سلب
الكِبْرُ والحمْدُ ضِدّانِ اتّفاقُهما مثْلُ اتّفاقِ فَتَاءِ السّنّ والكِبَرِ
بين كلمة الكبر والحمد، وبين كلمة فتاء السن والكبر
طباق إيجاب
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
بين الإثبات (ننكر) والنفي (ولا ينكرون)
طباق سلب

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمّد أحمد قاسم، محيي الدين ديب، علوم البلاغة: البديع والبيان والمعاني، صفحة 65 - 67. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علي الحازم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، صفحة 281. بتصرّف.
  3. "الطباق في العربية"، كلية التربية الأساسية، 2012، العدد 76، صفحة 8. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عكرمي عبد القادر، "الطباق في شعر الزهد المغربي"، مجلة المقري للدراسات اللغوية النظرية والتطبيقية، العدد 2، صفحة 103 - 105. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت جامعة المدينة العالمية، البلاغة 1 : البيان والبديع، صفحة 348. بتصرّف.
  6. محمد أحمد قاسم، محيي الدين ديب، علوم البلاغة، صفحة 67. بتصرّف.
  7. محمّد أحمد قاسم، محيي الدين ديب، علوم البلاغة: البديع والبيان والمعاني، صفحة 68. بتصرّف.
9047 مشاهدة
للأعلى للسفل
×