العرب
العرب أمّةٌ من الأمم، وهم أحدُ فروع الشعوب السامية التي تتواجد بشكلٍ أساسيّ في الوطن العربي، كما يتواجد بعض العرب في الساحل الشرقي من قارة أفريقيا، بالإضافة إلى بعض الأقليات في تركيا وإيران، وأقليات صغيرة في بعض البلدان مثل: إندونيسيا والباكستان والهند وكازخستان وبعض دول المهجر، وبشكلٍ عام فإنّ كل شخص لغته العربية الأم هي اللغة العربية يُعتبر عربيًا من منظورٍ سياسيّ، أمّا بحسب التقاليد الإبراهيمية فإنّ العرب ينتسبون إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام-، أما النسابون العرب فينسبون العرب إلى يعرب، وهذا أيضًا مثبت من الناحية التاريخيّة، ويوجد بعض المصطلحات المتعلقة بالعرب مثل: العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب البائدة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن العرب البائدة.
أصل العرب
بشكلٍ عام يعود أصل العرب إلى منطقة شبه الجزيرة العربية، وهم متواجدون فيها إلى اليوم، حيث يستوطنون شبه الجزيرة العربية والعراق والشام والمغرب العربي ووادي النيل، بالإضافة إلى بعض المناطق الحدودية مثل منطقة الأحواز ومنطقة الأقاليم السورية، كما يتواجدون في بعض مناطق إرتريا وتشاد على شكل أقليّات، ويرى الباحثون أن العرب خرجوا من منطقة حوض الترسيب العربي الكبير، وتقول دراسة نشأة الساميين الذين يُعَدّون أصل العرب كانت في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك قبل ما يُقارب أربعة آلاف عام قبل الميلاد، ثم نزحوا إلى منطقة شبه الجزيرة العربية وإثيوبيا.[١]
طبقات العرب
ينقسم العرب بحسب تقسيم علماء الأنساب إلى ثلاث طبقات رئيسية هي: العرب البائدة والعرب العاربة والعرب المستعربة، وتنقسم طبقة، والعرب العاربة هم الراسخون، وبغض النظر عن التسميات وأسبابها، فإن بعض العرب ينتسبون إلى يعرب بن قحطان، والبعض إلى بني معد بن عدنان بن أد، وقد أخذوا اللغة العربية عن العرب البائدة، حيث تعرّب قحطان وجماعته الذين نزلوا اليمن، وخالطوا الناس فيها، وتقول بعض الروايات أن يعرب كان يتكلّم اللغة السريانية، ثم انعدل لسانه إلى اللغة العربية وتعرّب، وأطلق عليهم العرب الباقية الذين يشكلون أمة العرب بعد هلاك وإبادة الطبقة الأولى، وكتب لهم البقاء، وينتمي كلّ العرب إليهم.[٢]
أما نسبهم الأبعد فيعود إلى سام بن نوح، والعرب العاربة هم القحطانيون، الذين ينتسبون إلى قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وأما العرب المستعربة أو المتعربة ، ويُقال لهم "العدنانيون" أو "النزاريون" أو "المعديون"، وينتسبون إلى النبي إسماعيل بن إبراهيم -عليهما الصلاة والسلام- ، الذي تزوج من قبيلة جرهم، امرأة تدعى رعلة الجرهمية ، فتعلم منهم العربية، فسميوا بناءً على هذا بالعرب المستعربة، وصار نسلهم من العرب.[٢]
العرب البائدة
العرب البائدة هم العرب الهالكة التي أُبيدت ولم يبقَ منهم أحد نتيجة أسبابٍ مختلفة، وهو اسمٌ يُطلق على العرب الذين قلّت أعدادهم كثيرًا بسبب انصهارهم بالشعوب الأخرى أو بسبب موتهم نتيجة الكوارث المختلفة، وقد توقف تاريخهم وانتهت حضارتهم، لكنّ بقاياهم لم تزل موجودة، ويُقابل هذا المصطلح اسم العرب الباقية، وهم الجماعات العربية التي بقيت إلى اليوم واستمرّت حضارتها وثقافتها وتاريخها، ولم تزل تعيش في المنطقة العربية، لكنّ العرب البائدة انقطعت أخبارهم وانقطع توارث الأجيال فيهم، ويوجد الكثير من القبائل العربية التي تندرج تحت مسمى العرب البائدة.[٣]
قبائل العرب البائدة
القبائل العربية البائدة كثيرة، منها ما ورد ذكره في القرآن الكريم، وقد أبادهم الله تعالى كعقابٍ على ذنوبٍ اقترفوها، فذهبت حضارتهم ولم يبقَ منهم أحد، وقد تكون بعض آثارهم باقية إلى الآن، ومنهم من انتهوا بطرقٍ مختلفة، وأهم القبائل العربية البائدة ما يأتي:[٣]
- عاد: هم قوم عاد الذين ذُكروا في القرآن الكريم ونبيّهم هود -عليه السلام-، وهم أقدم الأقوام العربية البائدة.
- ثمود: أقاموا في منطقة الحجر في وادي القرى الواقع ما بين الحجاز والشام، وقد بقيت آثارهم ونقوشهم إألى اليوم، وذكروا في القرآن الكريم.
- طسم وجديس: ورد ذكرهم في التوراة، وقبيلة طسم البائدة هي من بطون قبيلة "ديدان"، التي كانت تسكن منطقة العلا، ثم ارتحلت إلى منطقة اليمامة، ويرجح القول ان جديس أيضًا ارتحلوا مع طسم.
- أميم: وينتسبون أيضًا إلى طبقة جديس وطسم، ويُنسبون إلى "لاوذ بن عمليق" أو "لاوذ بن سام بن نوح"، وقد انتهوا بعد انهيار الرمال عليهم بسبب كثرة معاصيهم، ولم يبقَ منهم إلا مجموعة تسمى "النسناس".
- عبيل: هم من ولد "عوص" أو عاد، ويُقال أيضًا أنهم من من مدينة يثرب، لكن العماليق طردوهم منها، فنزلوا في مكان ما بين مكة والمدينة، وقد ذكروا في التوراة.
- جرهم: ينقسمون إلى طبقتين، واحدة من العرب البائدة والثانية عاشت في مكة في عهد عاد وثمود والعماليق، ثم قضى عليهم القحطانيون، والآخرين من جرهم بن قحطان بن هود، وهم أنسباء النبي إسماعيل -عليه السلام-.
- العمالقة: ينتسبون إلى عمليق بن لوذ بن سام بن نوح شقيق طسم، وكانوا ينتشرون في مناطق شاسعة من البلاد، ومنهم أيضًا الجبابرة في الشام والفراعنة في مصر.
- حضوراء: وهم من نسل قحطان، وكانوا يقيمون في منطقة الرس التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.
- بنوعبيد: وهم بنو عبيد بن أرم بن سام بن نوح -عليه السلام-، وقيل عبيد بن شداد بن عاد بن عوص بن سام، وهلكوا بالسيل.
- بنو عبيل: وهم من بطون العمالقة، ويُعدّون من العرب البائدة التي انتهى أثرها.
المراجع
- ↑ "عرب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-07-2019.
- ^ أ ب "العرب البائدة "، www.almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-07-2019. بتصرّف.