العصر العباسي الثاني

كتابة:
العصر العباسي الثاني

العصر العباسي الثاني

تعد الخلافة العباسية هي ثالث خلافة في التاريخ الإسلامي بعد الخلافة الراشدة والخلافة الأموية، وظهرت بعد أن استطاع بني العباس الانقلاب على بني أمية وإزاحتهم عن الحكم، وقام العباسيون بعد نجاح انقلابهم بجعل بغداد عاصمة لهم بعد نقلها من دمشق إلى الكوفة، ثم الأنبار، وبعد ذلك قاموا بتشييد مدينة بغداد لتصبح فيما بعد عاصمة لدولتهم.[١]


ازدهرت الخلافة العباسية فيما بعد على مرّ ثلاثة قرون، وأصبحت بغداد عاصمة العلوم والأدب، ونتج عن قيام الدولة العباسية حدوث تغييرات اقتصادية وسياسية واجتماعية واسعة في البلاد الإسلامية، وارتقت تلك الخلافة إلى أعلى مستويات الازدهار في عهد الخليفة هارون الرشيد وابنه عبد الله المأمون من بعده.[١]


في أواخر القرن التاسع الميلادي، فقد العباسيون السيطرة على الحكم، وانتهى عهد الخلافة العباسية عندما دخلت جيوش المغول بغداد، وقامت بتدميرها وإحراقها وقتلت الخليفة المستعصم.[١]


أقسام الدولة العباسية

قسم المؤرخون الدولة العباسية إلى ثلاثة عصور قبل أن تشهد الدولة العباسية انهيارها على يد المغول، وهي كالآتي:


نشأة العصر العباسي الثاني

نشأ العصر العباسي الثاني بخلافة المتوكل على الله سنة 232هـ، وقد انتهى بظهور الدولة البويهية في عام 334هـ، وشهد العصر العباسي الثاني بروز النفوذ السياسي للأتراك عبر تحكمهم الواضح في الخلفاء مما أدى لإضعاف الدولة العباسية.


معالم العصر العباسي الثاني

يختلف العصر العباسي الثاني في كثير من معالمه عن العصر العباسي الأول، فقد تميّز العصر الأول بالقوة في أداء سلطة الخلافة، وتركيزها في يد الخلفاء الذين تميزوا بقوة الشخصية والبراعة السياسية، وقاموا بالمحافظة على العلاقات القوية مع الدول التي ساندتهم في فترة التحضير للانقلاب.[٢]


كما أظهروا كفاءة منقطعة النظير في وقف العناصر المتطلعة إلى النفوذ والسلطان، بغض النظر عمّا جرى في الأندلس وبعض الأقاليم في شمالي أفريقيا، وتمكنوا من خلق نوع من التوازن بين التيارات السياسية المتعددة التي برزت بعد قيام الدولة.[٢]


أمَّا في العصر العباسي الثاني؛ فقد تغيرت كل هذه المعالم حين انتقلت الدولة من المركزية إلى اللامركزية في نظام الحكم، ونشأت دول منفصلة ومُستقلة استقلالاً تاماً أو جزئياً مع الاعتراف بسلطان الخلافة الروحي.[٢]


إضافة إلى دخول شعوب جديدة في المجتمع الإسلامي تمكنت من النفوذ إلى الحكم، ووقع الخلفاء تحت ذلك النفوذ، الأمر الذي أدى إلى تحجيم دورهم السياسي المؤثر، فافتقروا إلى الاحترام الذي كان موجوداً عند أسلافهم خلفاء العصر العباسي الأول.[٢]


الأدب في العصر العباسي الثاني

بالرغم من الانهيار السياسي الذي رافق العصر العباسي الثاني إلا أن الأدب ظل متطوراً، بسبب عوامل عدة منها ما يأتي:

  • بروز عدة عواصم أدبية وهي: بغداد، والقاهرة، ودمشق، وحلب، والكوفة، وقرطبة.
  • اهتمام الخلفاء بالعلم والأدب والثقافة والفن.
  • تسابق ولاة وحكام الولايات والدويلات لجذب العلماء والشعراء والأدباء.


الشعر في العصر العباسي الثاني

تطور الشعر في العصر العباسي الثاني تبعاً لوجود عوامل عدة منها ما يأتي:

  • النضج العلمي والعقلي الذي كان أمراً تميّز به ذلك العصر.
  • اندماج الثقافة العربية بالكثير من الثقافات الأخرى.
  • اتّصف الشعر في العصر العباسي الثاني بالتجديد في الأمور القديمة، وابتكار أمور جديدة، مثل: الشعر التعليمي، وشكوى الدهر، والوصف.


تطور النثر في العصر العباسي الثاني

من مظاهر نهضة النثر في هذا العصر توسع موضوعاته، وكثرة مذاهبه، وتنوع فنونه، ومنافسته للشعر، وبسبب هذا الازدهار تنوعت فنون النثر؛ حيث برز النثر الأدبي والعلمي المتأدب، كما تم تقسيم النثر الأدبي إلى: الكتابة الأدبية وشملت النثر الاجتماعي، والنثر القصصي، والتوقيعات، والرسائل، وقد ساهم في تطور النثر في هذا العصر العديد من العوامل، منها ما يأتي:

  • الاختلاط بشعوب وحضارات جديدة ومختلفة.
  • توسع الثقافة العربية نتيجة الاندماج والاحتكاك بالثقافات الأخرى.
  • نمو مستمر لحركة الترجمة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة -. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "Abbasid Dynasty", worldhistory, Retrieved 4/4/2022. Edited.
4973 مشاهدة
للأعلى للسفل
×