العفوية من منظور علم النفس

كتابة:
العفوية من منظور علم النفس


العفوية من منظورعلم النفس

العفوية هي السلوك الذي يتم تنفيذه "دون أي قيد أو جهد أو سبق إصرار"، وبالتالي يمكن فهمه على أنه "سلوك غير مخطط له" أو بالأحرى "سلوك مرتجل" (قاموس ويبستر الجديد). ولذا يمكننا وصف "السلوك العفوي" أو "الضحك أو التصفيق العفوي" بأنه طبيعي تمامًا وتم فعله بنية طيبة؛ وبالتالي إنه ليس أي شيء يمكننا تقييده أو التحكم فيه.[١]


وعلى الرغم من أن الفعل العفوي قد يكون مرتجلاً أو عرضياً أو حتى غير واعٍ ، إلا أنه يُنظر إليه عمومًا على أنه فعل آمن ، وليس محفوفًا بالمخاطر، وهذا يعني أنه من غير المحتمل أن نتحدث عن "المخاطر" أو "النتائج المدمرة" للتصرف بشكل عفوي.[١]


ويمكن تعريف العفوية أيضاً على أنها القدرة على أن تكون طبيعيًا وصادقًا في طريقة تفكيرك وتصرفاتك، لا يتعلق الأمر بفعل أو قول أشياء صحيحة أوقولها وفعلها ببراعة، إنه ينطبق ببساطة على أولئك الذين يتسمون بالشفافية ويظهرون أنفسهم كما هم على طبيعتهم ، سواء في سلوكهم أو في كلماتهم، كونك عفويًا فهو مؤشر في علم النفس على أنك سوي عاطفياً.[٢]



فوائد العفوية

تؤدي العفوية إلى المرونة

كما يوضح " سيلتزر"، الدكتور والباحث في علم النفس، فإن العيش بشكل تلقائي يشجعك على عيش الحياة بطريقة أكثر"مرونة". من خلال عدم الالتزام بأي مجموعة من الخطط، فإنه وبشكل ما يتيح لك حرية اللعب كما تشاء إذا جاز التعبير، ويقترح سيلتزر أن العفوية تتيح لنا "التكيف بسهولة أكبر مع الظروف المتغيرة".[٣]


تؤدي العفوية إلى الإبداع

يواصل الدكتور في علم النفس "ليون سيلتزر" شرح الرابط بين العفوية والإبداع باستخدام قدرة الفنان على "الضياع في تدفق أفكاره" كمثال ، فيقول "عندما أفكر في الأشخاص الذين يعيشون بشكل عفوي، أرى حياتهم شديدة الانسيابية، مثل تيار المحيط تقريبًا"،" في بعض الأحيان يكون المد منخفضًا وفي أحيان أخرى يكون مرتفعًا.[٣]


ويعود السبب في صعوبة التنبؤ بدقة بالمد والجزر هو أنه يعتمد على العديد من العوامل المختلفة، يمكن النظر إلى الأشخاص العفويين بطريقة مماثلة، ففي كثير من الأحيان، يصعب التنبؤ بتصرفاتهم لأن الأشخاص العفويين ليس لديهم مناطق راحة، فهم يتماشون مع التدفق الخاص لأفكارهم.[٣]


العفوية تؤدي إلى السعادة

يشرح سيلتزر كيف أن السعادة، كالعفوية، شيء لا يمكننا التخطيط له، يكتب: "كما أنه ليس أي شيء يمكننا اختراعه أو ترتيبه أو التلاعب به". وعندما تصبح مشروطًا باتباع خطة ما، فمن الطبيعي أن تشعر بنوع من عدم الارتياح في حالة عدم التخطيط ومع ذلك، فهي علاقة يمكن أن تكون موازية لكيفية تعاملنا مع سعادتنا أيضًا.[٣]


فمن خلال التدرب على عيش حياتك بشكل عفوي، لن تتوقف سعادتك على نفس الأشياء القديمة، وإذا حدثت مصيبة ما، ستكون مستعدًا بشكل أفضل للتعامل معها بطرق عديدة مما يؤدي في نهاية الأمر إلى سعادة خالصة.[٣]


كيف تصبح أكثر عفوية

إتبع حدسك

لتكون أكثر عفوية يجب عليك دائماً الاستماع إلى حدسك والثقة به، من المهم الانتباه إلى ذلك الصوت الخافت الذي يوجهك نحو شيء ما أو شخص ما في لحظات معينة ، دون أي سبب، فالحدس الخاص بك هو مزيج من التصورات والمعلومات والخبرات السابقة، وهو أول ما يخطر ببالك قبل أن تظهر أي أحكام وتقييمات مصحوبة بمخاوف أو معتقدات خاطئة.[٢]


وعلى الرغم من أنه ليس من السهل أن تسمع حدسك لأنك غير معتاد عليه، فلا تستسلم. حاول أن تثق بنفسك أكثر قليلاً وتوقف عن المماطلة كن حذرا للغاية مع تلك القرارات والإجراءات التي تنطوي على مخاطر كبيرة، في بعض الأحيان، من الضروري أيضًا التفكير في ما سيحدث تالياً.[٢]


غادر منطقة الراحة الخاصة بك

وهذا يعني القيام بأشياء لا تفعلها عادة، زر الأماكن التي لا تعرفها، وغير حياتك اليومية بطريقة ما، وافصل هاتفك لفترة ما بعد الظهيرة، كل ما عليك فعله هو إطلاق نفسك في المجهول لترك منطقة الراحة خلفك والاستمرار في اكتشاف نفسك بطريقة ما.[٢]


مغادرة منطقة الراحة الخاصة بك هو قرار إيجابي للغاية لا يفشل أبدًا وله فوائد كبيرة (على الرغم من أنك قد لا تدرك ذلك في البداية)، واحدة من أهم تلك الفوائد هو أنه سيساعدك على أن تكون أكثر عفوية وسيزيد من ثقتك بنفسك، مما يجعلك تؤمن أكثر بنفسك، وبهذه الطريقة يظهر جانبك الطبيعي من دون تصنع أو تحفظات.[٢]


إخلق وقتاً لتكون أكثر عفوية

يبدأ الطريق إلى العفوية بإعادة تنظيم جدولنا الزمني، أول ما يجب عليك فعله وقبل كل شيء هو ترك بعض المساحات الخالية في جدول أعمالك، ويجب عليك أيضًا كل أسبوع تغيير الأوقات التي تكون فيها متفرغًا، لأن أحد أكبر القيود على أن تكون عفويًا هو الالتزام بجدول زمني صارم وضيق، نظراً لشعورنا أننا بحاجة لملء جدولنا الزمني، فنقوم بتنظيمه بحيث لا يكون لدينا ساعة فراغ واحدة، وحتى إذا كان لدينا ساعة فراغ فإننا نبحث عن طريقة لملئها في أسرع وقت ممكن.[٢]


عليك إذن التفكير في أهمية الالتزامات التي حددتها، وهل يمكن التخلص منها؟ هل يمكن تكليف شخص آخر بمهمة معينة؟ هل من الممكن ترك يوم خالٍ تماماً؟ قد تشعر ببعض الانزعاج من حيث المبدأ في بداية الأمر، ولكن إذا كنت تريد أن تكون أكثر تلقائية، فسيساعدك هذا على تحقيق ذلك.[٢]



المراجع

  1. ^ أ ب Leon F. Seltzer Ph.D (27/3/2009), "The Wisdom of Spontaneity", psychology today, Retrieved 26/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "3 Keys to Being More Spontaneous", exploring your mind, 5/2/2018, Retrieved 26/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج DAN SCOTTI (21/7/2015), "The Psychology Of Spontaneity: Why Some People Drop Everything And Go", elite daily, Retrieved 26/1/2022. Edited.
5096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×