العلاج السلوكي لبعض المشاكل السلوكية لمرضى التوحد

كتابة:
العلاج السلوكي لبعض المشاكل السلوكية لمرضى التوحد

يقدم المقال التالي لآباء وأمهات مرضى التوحد حلول وأساليب علاجية سريعة لمشكلات أطفالهم السلوكية.. تعرفوا عليها فقد تفيدكم

غالبا ما يأمل الآباء والأمهات في حلول وأساليب علاجية سريعة لمشكلات أطفالهم السلوكية غير أن معالجة بعض المشاكل السلوكية المصاحبة للتوحد تتطلب عناية فردية متأنية تختلف من حالة لأخرى.

فيما يلي بعض المشكلات السلوكية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال التوحديين وأساليب التعامل معها.

صعوبات دورة المياه:

يمثل عدم القدرة على التحكم في الإخراج مشكلة كبيرة لدى بعض الأطفال التوحديين مما يحتم إجراء تقييم دقيق لمعرفة أسباب التبول اللاإرادي أو عدم القدرة على التحكم في إخراج البراز.

وعلى سبيل المثال قد يعود السبب في ذلك إلى تأخر اكتساب القدرة على التحكم في الإخراج وفي مثل هذه الحالات ينصح بتكثيف التدريب على استخدام دورة المياه.

وإذا كان الطفل يبلل نفسه أثناء النوم فهناك بعض الأساليب التي يمكن الاستعانة بها في مثل هذه الحالات ومنها مثلاً استخدام النجوم التشجيعية أو غيرها من المعززات السلوكية لمكافأة الطفل على فترات الجفاف أثناء النهار والليل.

ومن المستحسن أن يتم اختيار البرامج الأكثر ملائمة للطفل ولذلك لابد من استشارة الأخصائي النفسي والذي يكون في الغالب مطلعاً على مختلف الأساليب والبرامج.

ومن جهة أخرى يلاحظ أن قليلاً من الأطفال التوحديين يتعودون على تلويث وجوههم أثناء وجودهم داخل دورة المياه وما من شك في أن مثل هذا السلوك في حاجة لتدخل سريع من خلال إتباع الأساليب السلوكية التي يتم بموجبها مكافأة الطفل على عدم تلويث وجهه. وغني عن القول ما يمثله هذا السلوك من خطر على صحة الطفل وعائلته.

السلوك العدواني:

لحسن الحظ أن غالبية التوحديين لا يظهر عليهم زيادة واضحة في السلوك العدواني. وهذا لا يعني أنهم لا يمرون بحالات غضب شأنهم شأن غيرهم عندما يتعرضون لمواقف محبطة.

ويبقى الاحتمال قائماً لممارسة بعض الأطفال التوحديين سلوكاً عدوانياً كأن يضرب أو يؤذي غيره وفي الغالب يتضح أن الطفل التوحدي لا يدرك مدى التأثير العاطفي على ضحيته حتى وإن كان يلاحظ الأثر المادي عليه (مثل البكاء).

ولذلك يكون من المجدي تعليم الطفل التوحدي أهمية تقدير مشاعر الأشخاص الآخرين واحترامهم، وقد يكون من الضروري في بعض حالات السلوك العدواني الاستعانة بإرشادات الأخصائي النفسي لتحديد أفضل الأساليب والبرامج السلوكية للتغلب على سلوك الطفل التوحدي ذو النزعة العدوانية.

أنماط السلوك الاستحواذية المتكررة:

يعتبر السلوك الاستحواذي من أبرز الأنماط السلوكية المصاحبة للإصابة بالتوحد.

فهل يجب تعديل هذا السلوك لمجرد كونه غير عادي؟

هناك من يعتقد أن مجرد كون السلوك الاستحواذي يمثل سلوكاً غير عادي يعتبر سبباً كافيا لطلب المساعدة في تعديله أو علاجه. فكل واحد منا لديه جوانب شخصية غير طبيعية ولكل منا الحق في أن يكون الشخص الذي يريد بما في ذلك ما تشمل عليه شخصيته من غرابة في السلوك، هذا بشكل عام. ولكن إذا كان السلوك الاستحواذي يعرقل أو يعوق نمو الطفل وتطوره عندها يجب البحث عن مساعدة أو علاج ولابد من التدخل ومحاولة خفض وتقليص الوقت الذي يمضيه التوحدي في ممارسة السلوك الاستحواذي بشكل تدريجي. وهنا يجب التنويه إلى أن ما نحن بصدد تغييره ليس الاستحواذ بحد ذاته وإنما موضوع السلوك الاستحواذي. والدليل على ذلك هو أن بعض الأطفال التوحديين يتمكنون من تطوير أنماط جديدة من السلوكيات الاستحواذية على حساب الأنماط القديمة ولكنهم يعودون إليها في مواقف وأوقات معينة.

الأنماط السلوكية المخجلة:

من السلوكيات التي يمكن أن ينظر لها على أنها نوع من أنواع الساذجة الاجتماعية المصاحبة للتوحد أن يقوم الطفل التوحدي ببعض التصرفات المخجلة. عندما يحدث ذلك يجب أن ندرك انه سلوك غير مقصود كما يعتقد البعض أو أن الهدف منه إزعاج الأب أو الأم كما يتصور بعض الآباء والأمهات، إنه ببساطة تجسيد لعدم قدرة الطفل التوحدي على تقدير واحترام أفكار الآخرين ومشاعرهم.

ومن أمثلة السلوكيات المخجلة الأكثر حدوثاً أن يعبِّـر الشخص التوحدي عما يجول في خاطره دون أن يقدر مشاعر من حوله أو أن يتصرف بطريقة لا تليق بالموقف الذي هو فيه ولا تنسجم مع المعايير الاجتماعية التي تحدد طبيعة السلوك أو التصرف الملائم. ولابد من التأكيد على أن تعليم الطفل التوحدي طريقة التصرف الملائمة أو السلوك المناسب يجب أن يتم أثناء قيامه بالسلوك المخجل وأن تتكرر محاولة تعليمه بتكرر سلوكه المخجل.

ومن هنا يتضح أن التدريب على المهارات الاجتماعية يحتاج إلى عمل فردي مكثف لأن قدرة الأطفال التوحديين على تمييز وتفسير المؤشرات المصاحبة للمواقف الاجتماعية هذه القدرة لا تنمو أو تتطور بشكل طبيعي.

إيـذاء النفـس:

يتصرف بعض التوحديين بطريقة تلحق الأذى والضرر بأنفسهم مثل ضرب الرأس في الأرض أو الحائط أو أن يضرب نفسه في مواقع مختلفة من جسمه أو أن يعض نفسه.

وتعتمد أفضل طريقة للتعامل مع السلوكيات المؤذية للنفس على تقييم العوامل التي تدفع الشخص التوحدي للبدء بممارسة إيذاء النفس وتلك التي تجعله يستمر في عملية الإيذاء.

ويعتبر العلاج السلوكي أفضل الأساليب العلاجية جدوى وفائدة، وريثما تتم السيطرة على السلوكيات المؤذية بمساعدة الأخصائي النفسي يمكن استخدام بعض أدوات الحماية كخوذة الرأس أو قفازات الأيدي أو جبائر اليدين للحيلولة أو التخفيف من أثار السلوكات المؤذية. وما من شك في أن منظر الطفل وهو يؤذي نفسه يعتبر من المناظر المزعجة سواء للشخص نفسه أو لمن حوله من أفراد العائلة أو من يقومون على رعايته ولذلك فإن من الأهمية بمكان أن يتم التقيد بتنفيذ البرنامج السلوكي المطبق بانتظام قبل أن نتوقع إحراز أي نجاح في معالجة السلوك المؤذي. وعلى سبيل المثال إذا اتضح من عملية التقييم أن الطفل يستمر في ممارسة السلوك المؤذي لأنه نجح في جذب انتباه من حوله فقد يتطلب البرنامج السلوكي من أفراد العائلة أو من يقوم برعاية الطفل مغادرة المكان الذي يوجد فيه الطفل فوراً وعدم الالتفات إليه وهو يؤذي نفسه وان يقتصر منحه الانتباه اللازم فقط عندما يتوقف عن إيذاء نفسه.

إن التعامل مع الموقف بهذه الطريقة لا يخلو من بعض الصعوبة لأنه لا يمثل التصرف الطبيعي المتوقع في مثل هذه المواقف التي ربما تطلبت المساعدة وعلى الرغم من ذلك فإن تنفيذ البرنامج السلوكي بمنتهى الدقة هو الخيار الوحيد الذي نستطيع من خلاله معرفة ما إذا كان جذب الانتباه هو إيذاء النفس. وعندما نتعرف على السبب نبدأ في تعليم الطفل وتدريبه على استراتيجيات بديلة تمكنه من الحصول على الانتباه الذي يريده دون أن يؤذي نفسه.

مثال آخر للأسباب الأكثر شيوعاً لممارسة السلوك المؤذي يتمثل في لجوء الشخص التوحدي الذي لا يستطيع الكلام إلى ضرب رأسه في الحائط أو الأرض كوسيلة للتخلص من الاستمرار في أداء واجب صعب.

في مثل هذه الحالة يمكن تعليم الشخص التوحدي أن يستخدم إشارة معينة للتعبير عن رغبته في أخذ قسط من الراحة من الواجب الذي يؤديه. وخلاصة القول انه يمكن علاج اغلب حالات إيذاء النفس بإتباع أساليب العلاج السلوكي وتنفيذها بمنتهى الدقة ويفضل أن يتم ذلك بمعرفة واستشارة أخصائي نفسي واسع الإطلاع والتجربة.

نوبــات الغضــب:

تحدث نوبات الغضب عندما يطرأ تغيير على بيئة الطفل لاسيما إذا كان التغيير يمس جوانب السلوكيات الاستحواذية التي اعتادها الطفل مثل طريقة أو أنواع الأكل الذي يفضله.

وقد ثبت أن أفضل الطرق للتعامل مع نوبات الغضب هو إهمالها، فمتى أيقن الطفل أن سلوكه لن يمكنه من تحقيق ما يريد فإن هذا السلوك يتلاشى أو يختفي.

ويخشى بعض الأباء والأمهات من تطور نوبات الغضب أو أن تتسبب في وقوع أذى أو مكروه للطفل وفي مثل هذه الحالات ينصح الأهل أو من يقومون برعاية الطفل بضرورة التأكد من توفر عوامل السلامة في المكان الذي يوجد فيه الطفل أثناء نوبات الغضب وعليهم أن يقوموا بإبعاد الكراسي أو قطع الأثاث ذات الزوايا الحادة وان يقوموا بنقل الطفل إلى مكان أو غرفة أخرى تكون اكثر أماناً. وبهذه الطريقة تقل مخاوفهم ولكنهم لا يستسلمون لسلوك الطفل وبالتالي فإن سلوك نوبات الغضب لا يلبث أن يتلاشى.

ومن الأهمية أن تتم ملاحظة الطفل أثناء نوبة الغضب خشية أن يؤذي نفسه، ومن الأساليب المفيدة في التعامل مع نوبات الغضب أن يمسك الأهل بالطفل أثناء النوبة بطريقة لا تسمح له بان يؤذي نفسه أو غيره.

4202 مشاهدة
للأعلى للسفل
×