ما هو العلاج الطبي للتوحد؟ وما مدى فعاليته في العلاج؟ الإجابات وأكثر تجدونها في المقال.
هل يُمكن أن يُشفي العلاج الطبي للتوحد المرض؟ الإجابة وأكثر سنُفصلها في ما يأتي:
العلاج الطبي للتوحد: هل يُمكن أن يُشفي؟
مع ازدياد القناعة بأن عوامل البيولوجية تلعب دورًا في حدوث الإصابة بالتوحد فإن المحاولات جادة لاكتشاف الأدوية الملائمة لعلاجه، لكن للأسف حتى الآن لا يوجد عقار طبي يؤدي بشكل واضح إلى تحسن الأعراض الأساسية المصاحبة للإصابة بالتوحد.
لهذا فإن الجواب عن سؤال هل يُمكن للعلاج الطبي للتوحد أن يُشفي؟ هو لا، حيث إن حالة التوحد سوف تلازم الشخص المُصاب إلى نهاية حياته، لكن قد يُسهم نوع من التطور في تخفيف هذه الحالة خصوصًا إذا كانت هناك برامج متطورة ويقوم بها أفراد مدربون في النطق واللغة والمهارات الاجتماعية؛ لأن اللغة والتواصل الاجتماعي هي العقبة الوحيدة أمام أطفال التوحد للتفاعل مع المجتمع.
العلاج الطبي للتوحد يكمن بإعطاء المريض أدوية قد تحد أحيانًا وليس دائمًا من الأعراض الثانوية للمرض، وتمثلت هذه الأدوية في ما يأتي:
1. دواء فينفلورامين (Fenfluramine)
هذا العقار يخفض مستوى السيروتونين في الدم والسيروتونين عنصر كيميائي طبيعي لُوحظ ارتفاع مستواه في الدم لدى ثلث الأطفال التوحديين تقريبًا، وثبت إلى الآن أن فائدة هذا العقار إن كانت موجودة فهي ضئيلة ومحدودة ولهذا يبقى دواء الفنفلورامين في مراحله التجريبية.
2. الفيتامينات بجرعات عالية
الجرعات الكبيرة من المكملات الغذائية من فيتامين ب6 مع المغنيسيوم تُعد ضمن العلاج الطبي للتوحد، لكن يجب أن يتم تناول هذه العناصر بعد استشارة طبيب وتحت إشرافه ومتابعته.
3. الأدوية المهدئة
يوجد العديد من العقاقير المهدئة والتي من شأنها أن تُخفف مؤقتًا مظاهر الأرق والعدوانية والسلوكيات الاستحواذية وفرط النشاط الذي يُصاحب التوحد، ومن أبرز هذه الأدوية:
- هالوبيريدول (Haloperidol).
- كلوربرومازين (Chlorpromazine).
- ثيوريدازين (Thioridazine).
4. دواء نالتريكسون (Naltrexone)
نالتريكسون هو دواء لا يزال هذا العقار في مراحله التجريبية لمعرفة مدى تأثيره في علاج التوحد.
قضايا أخرى ذات علاقة بعلاج التوحد
العلاج الطبي للتوحد لا يكمن بالأدوية فقط، وإنما يُراعي جوانب أخرى متعددة، وهي:
1. الاهتمام بصحة المُصاب بالتوحد
لا يختلف التوحديين عن غيرهم في ما يتعلق بأهمية الاعتناء بالجوانب الصحية في حياتهم اليومية، ولذلك يجب الاعتناء بهم من حيث إعطائهم حقوقهم في كل مما يأتي:
- تناول الطعام بشكل منظم.
- المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية.
- إجراء الفحوص الطبية الشاملة بما في ذلك الكشف على سلامة الأسنان بشكل منتظم أمر هام.
يجب التأكيد على الجوانب السابقة في ما يخص الأطفال التوحديين بشكل أكبر من الأطفال الآخرين، وذلك لأن قدرتهم على التعبير عن أنهم يُعانون من مشكلات تكون في الغالب محدودة جدًا.
يجدر الذكر أن الصحة هنا لا تقتصر على صحة البدن بل تتعداها إلى الصحة النفسية ولاسيما أن العناية بالطفل التوحدي أو غيره من الفئات الخاصة تُعد من الواجبات المضنية (المجهدة) التي يُمكن أن ينتج عنها شعور بالتوتر والقلق.
2. فهم حقيقة العلاجات البديلة
العلاج الطبي للتوحد يجب أن يكون دقيق، ولا يجب التطرق للعلاجات البديلة لمجرد السماع عنها، فهي قد تضر المُصاب بالتوحد أكثر من أن تُفيده.
مثال على ذلك: يعتقد البعض أن الأدوية المُستخدمة في علاج الالتهابات الفطرية تُفيد في علاج حالات التوحد، إلا أن العاملين في المجال الطبي لم يختبروا صحة هذه التوجهات؛ لذلك فإن الحكم على جدواها يصدر من قبل أفراد قاموا بتجربة هذه الأساليب أو بعضها فقط، ويجب أن لا يؤدي ذلك إلى تعميم فائدتها لأن تعلق الآباء والأمهات بآمال وهمية عادةً ما تكون له مردودات سلبية.
من هنا نذكر مرة أخرى بضرورة عدم الانسياق خلف الإشاعات والإدعاءات التي لا تدعمها الدراسات والبحوث العلمية.