العلاج الوظيفي للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الإدراك الحسي

كتابة:
العلاج الوظيفي للأطفال الذين يعانون من اضطرابات الإدراك الحسي

تستدعي عوارض اضطرابات الإدراك الحسي غالبًا العلاج الوظيفي للأطفال، لذا عليكم الانتباه جيدًا لردود أفعالهم الحسية.

ما هو اضطرابات الإدراك الحسي؟ وكيف تؤثر على الطفل؟ وكيف يمكن أن يساعد العلاج الوظيفي للأطفال في ذلك؟ إليك الإجابات في ما يأتي:

اضطرابات الإدراك الحسي

اضطرابات الإدراك الحسي هي عيوب خلقية تسبب إحدى هاتين الحالتين:

1. فرط التحسس

وهو زيادة التحسس للمنبهات الحسية عبر اللمس، أو الشم، أو الذوق والتي تتجلى في تجربة الطفل لأنه مغمور بالمنبهات التي لا يمكنه حماية نفسه منها.

على سبيل المثال قد يعاني الطفل المصاب بفرط التحسس إلى حد كبير لدى احتكاكه بمسميات الملابس كالسراويل الضيقة، والأقمشة التي تسبب الحكة، كذلك قد يتعرض الطفل لاحتكاك خفيف مؤلم وغير لطيف.

2. نقص التحسس

وهو انخفاض التحسس الذي يقلل من قدرة الطفل على مواجهة المنبهات الحسية بشكل كاف.

هؤلاء الأطفال بحاجة على سبيل المثال إلى عناق قوي جدًا أو تطوير رغبتهم في زيادة النشاط، وحتى في بعض الأحيان قد يشكل نشاطهم خطرًا على حياتهم، من أجل الشعور بخوض التجربة والتمتع بها.

الصعوبات الناتجة عن اضطرابات الإدراك الحسي

في غالبية الحالات ترافق اضطرابات الإدراك الحسي بكل واحدة من أنواعها مواجهة المتاعب في اللقاء مع المنبهات اليومية، وإزاء هذه الخلفية قد يؤدي هذا الأمر إلى الشعور بالتوتر ونشوء صعوبات في العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية، على سبيل المثال:

  • الأم التي تشعر أن طفلها المصاب بفرط التحسس لا يتحمل لمسها قد تعتقد أن طفلها ينفر منها ولا يشعر بالاكتفاء معها، مما يجعلها تنفر منه أيضًا.
  • الطفل المصاب بنقص التحسس فسيشعر أن كل احتكاك مع طفل آخر هو مؤلم وعنيف، وبالتالي فقد يصبح عدوانيًا وسيتم رفضه اجتماعيًا.

العلاج الوظيفي للأطفال الذين يعانون من صعوبات في الإدراك الحسي

في حياتنا اليومية نحن بحاجة إلى تنظيم ومواكبة المنبهات الحسية في كل لحظة، ولأن هذا التنظيم يحدث لدى معظمنا بشكل تلقائي وبلا وعي، فمن الصعب علينا تخيل حياة الأطفال الذين يتعرضون في كل لحظة تقريبًا لفرط المنبه أو نقص المنبه المرضي، لذا تطورت طرق العلاج الوظيفي الملائمة لعلاج الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الإدراك الحسي.

يشكل العلاج الوظيفي للأطفال الذين يعانون من صعوبات في الإدراك الحسي نموذجًا فعالًا يساهم في مساعدة الأهل والأطفال ويستند على العديد من العناصر الأساسية، وهي كالآتي:

1. بدء التجارب الحسية

قد يرغب الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الإدراك الحسي بتجنب المنبهات أو التوجه للمنبهات غير المناسبة، وهنا يتم إجراء الآتي:

  • يتيح العلاج الوظيفي للأطفال الفرصة لإجراء مواجهة مدققة والتي تم الاتفاق عليها مسبقًا مع المنبهات المختلفة، مثل: بركة الكرات، أو الأرجوحة، والتي يقوم المعالج المهني بها بمساعدة الطفل على تعلم كيفية تنظيم المنبه بشكل تلاؤمي.
  • قد يحصل الطفل في بعض الحالات على واجبات منزلية تمكنه من ممارسة المهارات المكتسبة في جلسة المعالجة المهنية.

2. إجراء التشييد البيئي

حيث يتم إرشاد الطفل ووالديه إلى كيفية ملاءمة البيئة المحاطة بالطفل لاحتياجاته وكيفية التأقلم مع المواقف والمناسبات الخاصة كحفلة عيد ميلاد، أو الرحلات، أو الأماكن المزدحمة بالناس وغيرها.

3. تنمية المهارات الاجتماعية

قد يمكن العلاج الوظيفي للأطفال في بعض الحالات من ممارسة المهارات الاجتماعية التي يستصعب الطفل اكتسابها نظرًا للصعوبات في الإدراك الحسي.

فعلى سبيل المثال يمكن للمعالجة المهنية أن تعلم الطفل كيفية تنظيم احتكاكه مع الآخرين.

4. تقديم الإرشاد للوالدين

يرافق العلاج الوظيفي للأطفال أيضًا إرشاد الوالدين، والذي يتركز على الآتي:

  • مرافقة الطفل في ممارسة الواجبات المنزلية.
  • التأقلم مع المواقف الصعبة، مثل: الاغتسال بالشامبو، أو حضور الاحتفالات.
  • توطيد العلاقة مع الطفل على الرغم من التحديات الأبوية الفريدة التي سيواجهونها نتيجة لتفاعلهم معه.
5220 مشاهدة
للأعلى للسفل
×