محتويات
العلاج بالأكسجين المضغوط
يعرف العلاج بالأكسجين المضغوط (Hyperbaric chamber therapy) بأنّه أحد أنواع العلاجات الحديثة، إذ ظهر أول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية القرن العشرين، وقد استخدم في البداية لعلاج حالة تُسمى مرض تخفيف الضغط (Decompression Sickness)، وهو أحد مخاطر الغوص.
يتضمن هذا العلاج تنفس الأكسجين النقي في غرفة مضغوطة أو أنبوب مضغوط، ويُستخدم العلاج بالأكسجين المضغوط في الوقت الحاضر لعلاج مجموعة من المشكلات، مثل: تخفيف ضغط الغثيان، وعلاج مخاطر الغوص، والعدوى الخطيرة، وفقاعات الهواء في الأوعية الدموية، والجروح التي لا تلتئم بسبب الإصابة بداء السكري أو الإصابة الإشعاعية.
وخلال العلاج بالأكسجين يزيد ضغط الهواء في الغرفة أعلى بثلاث مرات من ضغط الهواء الطبيعي، ونتيجةً لذلك تحصل الرئتان على كمية أكبر من الأكسجين مقارنةً بالكمية التي تحصل عليها عند تنفس الأكسجين النقي في ضغط الهواء الطبيعي، وهذا يؤدي إلى نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، الذي يساهم في مكافحة البكتيريا، وتحفيز إفراز مواد تُسمى عوامل النمو والخلايا الجذعية التي تحفز الشفاء في الجسم.[١][٢]
أسباب اللجوء إلى العلاج بالأكسجين المضغوط
يُستخدم العلاج بالأكسجين المضغوط عادةً لعلاج المشكلات المتعلقة بالغطس، إذ يتعرض الغطاسون الذين ينزلون بسرعة كبيرة لخطر الإصابة بمرض تخفيف الضغط، ويحدث ذلك عندما تتكوّن فقاعات الهواء وتتوسع في الجسم، ويُعرف ذلك أيضًا بمرض انسداد الشرايين بالغازات، ودون علاج قد يكون ذلك حالةً خطيرةً، وقد يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات، ويتضمن العلاج إعطاء المصاب الأكسجين، وإذا لزم الأمر قد يقضي المصاب بعض الوقت في غرفة تخفيف الضغط، وقد يساعد العلاج بالأكسجين المضغوط في إعادة الضغط الطبيعي له، فيسمح بإزالة الضغط التدريجي، مما يقلل من حجم الفقاعات في الجسم.
ومن الاستخدامات الأخرى التي وافقت منظمة الغذاء والدواء عليها للعلاج بالأكسجين المضغوط -إذ أظهرت الأدلة أنه آمن وفعال فيها- ما يأتي:[٣]
- فقر الدم بسبب فقدان الدم الشديد.
- بعض إصابات الدماغ، وعدوى الجيوب الأنفية.
- التسمم بأول أكسيد الكربون.
- الحروق الناتجة عن الحرارة أو اللهب.
- ترقيع الجلد.
- التهابات الأنسجة الرخوة الناخر.
- التهاب العظم وعدوى نخاع العظام.
- نقص التروية الحاد الرضحي.
- قصور الشرايين، أو انخفاض تدفق الدم في الشرايين.
- الغرغرينا الغازية.
- الإصابات الإشعاعية، التي قد تحدث نتيجة علاج السرطان، وغير ذلك.
وفي الوقت الحاضر بدأ عدد كبير من مقدمي الرعاية الصحية باللجوء إلى العلاج بالأكسجين المضغوط كعلاج بديل، وعلى الرغم من أنّ بعض الاستخدامات قد تكون صحيحةً، إلا أنّ منظمة الغذاء والدواء الأمريكية أثارت بعض المخاوف حول مخاطر سُمية هذا العلاج، كما قد أشارت إلى أنها لم توافق على استخدامه لعلاج الحالات الآتية:[٣]
- الربو.
- الاكتئاب.
- شلل بيل.
- الإصابات الرياضية.
- فيروس نقص المناعة البشرية.
- الصداع النصفي.
- التهاب الكبد.
- أمراض القلب.
- التصلب المتعدد.
- الشلل الدماغي.
- السكتة الدماغية.
- مرض الشلل الرعاش المعروف بمرض باركنسون.
- مرض الزهايمر.
- الإيدز.
- إصابات الدماغ والحبل الشوكي.
الاستعداد للعلاج بالأكسجين المضغوط
قبل الخضوع للعلاج بالأكسجين المضغوط من المهم الاستحمام وتجنب استخدام جميع أنواع العطور ومزيلات العرق وبخاخات الشعر ومنتجات تصفيف الشعر، كما لا يسمح بارتداء الشعر المستعار والمجوهرات داخل غرفة العلاج، ويجب أيضًا تجنب الكحول والمشروبات الغازية مدة 4 ساعات على الأقل قبل العلاج، بالإضافة إلى ذلك يُطلب من المدخنين الإقلاع عن التدخين خلال المدة الزمنية التي يحصلون فيها على العلاج؛ لأن منتجات التبغ تؤثر في قدرة الجسم الطبيعية على نقل الأكسجين.
ويتم تعليم الشخص بعض التقنيات المتعلقة بالتثاؤب أو البلع لتقليل مشكلات الأذنين والجيوب الأنفية التي قد تحدث، وفي بعض الأحيان يتم إدخال أنابيب في الأذنين لتقليل المشكلات الناتجة عن الضغط فيهما خلال العلاج بالأكسجين.
كما يطرح اختصاصي العلاج مجموعةً من الأسئلة على الشخص قبل البدء بالعلاج، منها ما يأتي:[١]
- هل يعاني من أعراض البرد أو احتقان الأنف أو الإنفلونزا؟
- هل يعاني من الحمى؟
- إذا كانت المريضة أنثى هل هي حامل أم لا؟
- هل تناول الطعام قبل العلاج؟
- هل استخدم الإنسولين قبل العلاج في حال كان مصابًا بالسكري؟
- هل حدث أي تغيير في الأدوية مؤخرًا؟
- هل يعاني من القلق؟
نتائج العلاج بالأكسجين المضغوط
للاستفادة من العلاج بالأكسجين المضغوط قد يحتاج الشخص على الأرجح إلى أكثر من جلسة واحدة، ويعتمد عدد الجلسات على الحالة الطبية المراد علاجها؛ فقد يحتاج علاج بعض الحالات مثل التسمم بأول أكسيد الكربون إلى ثلاث زيارات، أمّا البعض الآخر مثل الجروح فقد يتطلب 20-40 جلسةً.
غالبًا ما يكون العلاج بالأكسجين المضغوط كافيًا لعلاج بعض الحالات بفعالية، مثل: تخفيف الضغط، وانسداد الشرايين بالغازات، والتسمم الشديد بأول أكسيد الكربون، لكن لعلاج الحالات الأخرى بفعالية يُستخدم هذا العلاج كجزء من خطة علاج شاملة، إذ يُعطى مع العلاجات والأدوية الأخرى التي تناسب حاجة الشخص المصاب.[٢]
مخاطر العلاج بالأكسجين المضغوط
يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المناسب للأكسجين المضغوط إلى حدوث مجموعة من التأثيرات الضارة؛ فهو يتضمن استخدام الأكسجين بضغط جوي مرتفع، ومن الآثار الجانبية المحتملة الألم أو التلف في كل من الأذنين، والجيوب الأنفية، والعيون، والأسنان، والرئتين، كما قد يعاني بعض الأشخاص من الأعراض الجانبية الآتية:[٣]
- رهاب الأماكن المغلقة.
- زيادة ضغط الدم.
- انخفاض مستويات السكر في الدم.
- الوذمة الرئوية، وهي تجمع السوائل الزائدة في الرئتين.
- انهيار الرئتين.
- تغيّرات في الرؤية.
- في حالات نادرة يمكن أن تحدث سمية الأكسجين، إذ يمكن أن تسبب زيادة الأكسجين في أنسجة الجسم حدوث تشنجات ومضاعفات أخرى.
كما يجب على الأشخاص الذين أصيبوا مؤخرًا بنزلة برد أو حمى أو صدمة في الأذن عدم الخضوع للعلاج بالأكسجين المضغوط، وقد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي متعلق بطنين الأذن أو التهابات الأذن الوسطى أو عدم تحمل الضغط أو جراحة الأذن معرّضين لخطر أكبر لتلف الأذن.[٣]
وتوجد بعض المخاطر المترتبة على استخدام مكان غير آمن وغير مؤهل مثل الغرف الخفيفة، منها ما يأتي:[٣]
- من غير المحتمل الاستمرار بالضغط الضروري للعلاج أو ضمان نقاء الأكسجين، وهذا قد يؤدي إلى أن يصبح العلاج غير فعّال.
- يمكن أن يؤدي انقطاع التيار الكهربائي إلى تفريغ الغرفة، مما قد يؤدي إلى الاختناق.
- يوجد خطر لحدوث الانفجار والحريق؛ لأنّ الأكسجين النقي شديد الانفجار وقابل للاشتعال.
المراجع
- ^ أ ب Michael Menna, DO (5-2-2020), "An Overview of Hyperbaric Chamber Treatment"، verywellhealth, Retrieved 4-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (12-1-2017), "Hyperbaric oxygen therapy"، mayoclinic., Retrieved 4-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Yvette Brazier (20-8-2019), "What is hyperbaric oxygen therapy good for?"، medicalnewstoday, Retrieved 4-7-2020. Edited.