هناك عدة اصناف من الادوية التي يمكن ان تقدم للمصاب بارتفاع ضغط الدم. لكن هل حقاً لها دور في علاج ام ان دورها يقتصر فقط على علاج الاعراض؟
الأدوية الحديثة الخافضة للضغط:
يمكن علاج ارتفاع الضغط الشرياني بأنواع مختلفة من الأدوية وهي معالجة عرضية أي أنها تخفض ضغط الدم لكنها لا تعالج السبب ونحاول من خلالها أن نخفـــض نتــــاج القلب أو المقاومة الوعائية المحيطية (أو الاثنين معاً).
يوجد في الوقت الحاضر 8-10 أصناف مختلفة من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم منها:
1. المدرات:
وقد ثبت أنها الأدوية الفعالة الأكثر ثباتاً والأكثر استعمالاً لعلاج الاضطرابات المترافقة بارتفاع ضغط الدم لا سيما حالات الوذمة في قصور القلب أو القصور الكلوي التي تحتاج لاستعمال مدر للسيطرة المثالية على ضغط الدم.
2. الأدوية الحاصرة للمستقبلات الأدرينالية:
وميزتها الأساسية في الوقاية الثانوية عند المرضى المصابين بالمرض الشرياني الإكليلي.
3. مثبطات الأنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACE):
ويتزايد استخدامها كمعالجة أولية في ارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المتوسط.
4. الأدوية الحاصرة لمستقبلات الأنجيوتنسين II:
وهي صنف حديث من الأدوية المستعملة في تخفيض ضغط الدم المرتفع.
5. الأدوية الحاصرة لقنوات الكالسيوم:
تستخدم على نطاق واسع في علاج ارتفاع ضغط الدم والحالات القلبية الوعائية مثل المرض الشرياني الإكليلي.
6. مضادات مستقبلات ألفا الأدرينالية:
وتأثيرها يعتمد على تخفيض المقاومة الوعائية المحيطية الجهازية دون تغير هام في نتاج القلب وسرعته.
7. الأدوية ذات التأثير المركزي الحال للودّي:
(شادات أو مقويات ألفا المركزية).
8. موسعات الأوعية المباشرة:
(الموسعات الشريانية).
9. المثبطات الودية المحيطية:
وهي غير مستخدمة للمعالجة الروتينية بسبب تأثيراتها الجانبية المزعجة ولا تستعمل الآن إلا بشكل استثنائي.
برمجة المعالجة الدوائية:
أ. أهداف المعالجة:
هدف المعالجة الدوائية العام هو تخفيض ضغط الدم الانقباضي إلى 140 مم ز أو أقل والانبساطي 90 مم ز أو أقل بما في ذلك حالات ارتفاع الضغط الانقباضي المعزول والحفاظ على هذا الضغط، أما أسلوب الوصول إلى هذا الهدف العلاجي فيكون بالبدء بجرعة منخفضة نسبياً من دواء وحيد بهدف إنقاص ضغط الدم بمقدار 5-10 مم ز في كل خطوة (التدبير بالخطوات) أي التخفيض التدريجي الحذر لكي نستبعد احتمال حدوث نقص تروية نسيجية (إقفار) في أعضاء الجسم كافة والتي كانت قد تعودت وتأقلمت مع مستوى ضغط الدم المرتفع المرضي قبل بدء المعالجة.
ولعل جزءاً كبيراً من الأعراض الجانبية التي تعزى للدواء المستخدم هي أصلاً ناتجة عن اضطراب الدوران الدموي المفاجئ الذي أحدثته المعالجة المفاجئة غير المتدرجة، وبذلك تكون الحكمة من عدم المعالجة الدوائية في كثير من حالات ارتفاع الضغط هي إعطاء الفرصة لتأثيرات الوقت وتعديلات نمط الحياة لتعبر عن فعاليتها وتأثيرها وبالنتيجة تجنب حدوث هبوطات سريعة جداً وكبيرة جداً في الضغط عند بدء العلاج الدوائي فالمعالجة غير الدوائية (تعديلات نمط الحياة) حتى ولو لم تحقق الهدف العلاجي (ضغط دم <140 /90مم ز) إلا أنها تخفض الضغط ولو قليلاً قبل البدء بالمعالجة الدوائية فتكون المعالجة غير الدوائية بذلك خطوة ضمن برنامج التدبير بالخطوات كما أنها يمكن أن تنقص مقدار الجرعات الدوائية اللازمة للتحكم الكافي بضغط الدم بالإضافة لكونها تحسن مستويات شحوم الدم وسكر الدم وعوامل الخطر الأخرى فتعمل بذلك كرديف متضامن فاعل للمعالجة الدوائية.
ب. التزام المريض بالمعالجة والسيطرة على ضغط الدم المرتفع:
إذا لم تتبع تعديلات نمط الحياة أو أثبتت أنها عاجزة أو كانت نتيجة المقاربة العلاجية تقضي بمعالجة دوائية مباشرة فإن الإرشادات العامة التالية ستكون مفيدة في تحسين التزام المريض بالمعالجة الخافضة لضغط الدم المرتفع المستمرة مدى الحياة، وبما أنه قد توجد آثار جانبية لكل العقاقير المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم وبما أن فوائد المعالجة الدوائية ليست فورية الظهور للمريض وبما أن معظم المرضى لا عرضيين فالتزام المريض ومطاوعته وتجاوبه هي مشكلة كبرى حقيقية.
1. لا بد للمريض أن يمتلك قدراً كافياً من الثقافة حول مرضه ومعالجته.
2. إشراك المريض في صناعة القرار وتشجيع تدخله في العناية بصحته وحثه على شراء مقياس مناسب لضغط الدم لقياسه ذاتياً في المنزل.
3. بقاء المريض على تواصل مع طبيبه.
4. إبقاء العناية والرعاية والرقابة بسيطة وغير مكلفة.
(إضافة دواء واحد في كل مرة، البدء بجرعات صغيرة، تناول الجرعة فوراً بعد الاستيقاظ صباحاً أو بعد الرابعة صباحاً إذا استيقظ المريض لقضاء حاجة. تعديل العلاج بحسب استجابة المريض أو لتحسين التأثيرات الجانبية.
وهناك عدد من الخيارات المتاحة ضمن الصفوف الستة الأساسية للمعالجة الدوائية الخافضة للضغط وهي مركبات طويلة الفعل والتأثير تؤمن فعالية علاجية كاملة لمدة 24 ساعة متواصلة.
ج. معالجة عوامل الخطر الوعائية القلبية الإضافية المرافقة:
بما أن الهدف العلاجي الأساسي هو إنقاص الإماتة والمراضة القلبية الوعائية فإن الاهتمام يجب أن يعار لتدبير عوامل الخطر الأخرى، ولا بد من القيام بالمعالجة الخافضة لضغط الدم المرتفع ضمن إطار التدبير الكلي والسيطرة على عوامل الخطر القلبية الوعائية المرافقة في نفس الوقت، وعلى وجه الخصوص يوجد دليل ساحق على أن الإنقاص لمستويات كولسترول LDL المرتفعة ينقص خطر الاحتشاء العضلي القلبي والموت لدى المرضى ذوي عوامل الخطر المتعددة، لذلك لا بد من التشديد على تعديلات نمط الحياة وخاصة الغذائية منها (الحمية) فإذا بقيت مستويات كولسترول LDL >130 ملغ/ دل بعد ذلك عندها تستطب المعالجة الدوائية الخافضة لشحوم الدم، أما بالنسبة لمرضى ارتفاع الضغط والذين لديهم مرض شرياني إكليلي أو مرض شرياني محيطي أو مرض وعائي دماغي أو السكري فلا بد من ضبط شحوم الدم ومعالجتها بحيث يبقى مستوى الكولسترول LDL < 100 مغ/دل.
ولا بد من التركيز أيضاً على عناصر تعديلات نمط الحياة مثل إيقاف التدخين والتمرين المنتظم وإنقاص الوزن.