إليك أيها الرجل الدليل للتعامل مع زوجتك الحامل وكل ما يخص العلاقة الزوجية أثناء الحمل في المقال الآتي:
يحمل الحمل الأول في داخله فترة رائعة، مثيرة وفريدة من نوعها. ومع ذلك، كثيرًا ما ترتبط المشاعر الإيجابية للزوجين أيضًا بالإحباط والمخاوف الناجمة عن التغيرات الفسيولوجية والعاطفية للمرأة الحامل. والشكوك والقلق بشأن صحة الجنين وصعوبة التعامل مع التغيير الجديدة في نمط الحياة. جميع هذه يمكن أن تؤدي إلى صعوبات وصراعات بين الزوجين خاصة في الفترة التي يكونان بحاجة للدعم من بعضهم البعض.
بين الغثيان والتقيؤ، الركض من فحص لآخر وصعوبات في النوم ليلًا، هناك بعض الأشياء الأساسية المطلوبة من الزوج حتى يتحقق الحمل بسلام، التخفيف عن المرأة وتحضير بيئة مثالية للحمل والحفاظ على العلاقة الزوجية أثناء الحمل:
الجانب الإداري
أثناء فترة الحمل، على المرأة اجتياز عدد غير قليل من اختبارات الحمل. يمكنك أن تجعل الأمر أكثر سهولة من خلال تنظيم إضبارة متابعة الحمل، التي سوف تشمل نتائج الاختبارات التي أجريت وخطة الاختبارات المستقبلية بما في ذلك التواريخ والمكان. ستساعد الإضبارة في الحصول على متابعة مشتركة للاختبارات، التي يتم بعضها خلال فترة زمنية قصيرة أثناء فترة الحمل. في لحظات الولادة من المهم جدًا أن تتصرف بشكل سريع وفعال من أجل التخفيف عن زوجتك قدر الإمكان. لذلك، يُنصح بإجراء جولة في المستشفى الذي اخترتموه للولادة والاهتمام بكل ما يتعلق بالولادة واللحظات التي تليها وحجز غرفة في المستشفى مبكرا.
الجانب الطبي
حضورك في الاختبارات والمراجعات الطبية قد يعزز من روح التضامن وكونك جزء من الحمل، وأيضًا لتكون بمثابة دعم لزوجتك. وبالإضافة إلى ذلك، المشاعر والأحداث المختلفة التي قد تظهر أثناء الحمل، يمكن أن تضغط المرأة وهنا يأتي بالضبط دور الزوج بالتهدئة. اذ يجب عليك التعلم والتعرف على الأعراض الشائعة التي يمكن أن تحاكي الحمل، وأن تكون مدركًا للمشاعر، الآلام والعلامات التي تتطلب الذهاب للطبيب.
قد يكون الشعور بانخفاض حركات الجنين نابع من دورات استيقاظه ونومه، ولكن في الحالات التي تكون فيها الحركة غير محسوسة خلال اليوم، قد يكون هناك شيئ خاطئ ويجب التوجه للطبيب المعالج.
قد يكون الشعور برطوبة في الملابس الداخلية نابع من السلس البولي (Urinary incontinence) أو من إفرازات مهبلية أخرى التي لا تشكل خطرًا على الحمل، ولكن قد يكون الإفراز ناتج عن نزول السائل السلوي (Amniotic fluid). من أجل التخفيف عن زوجتك وتهدئة مخاوفها في حالة الرطوبة، يمكن قبل الهلع إلى المستشفى فحص ما إذا كانت الرطوبة نتيجة لتسرب البول أو السائل السلوي عن طريق استخدام ادوات الفحص المنزلي الخاصة بذلك.
إذا كشفت هذه الاختبارات أن هذا بالفعل تسرب السائل السلوي، يجب الذهاب على الفور للطبيب حتى لا يعرض الأم والجنين لخطر العدوى. طريقة أخرى للتحديد هي لون السائل المُفرز. إذا كان شفافًا إلى أصفر وله رائحة الحيوانات المنوية أو الخروب، قد يكون ذلك تسرب السائل المنوي.
الشعور بآلام في منطقة الحوض أو آلام البطن، خاصة في الأسابيع الأخيرة من الحمل، قد يضلل المرأة ويُفسر على أنه المخاض. أثناء المخاض، الذي ما يميزه هو الألم المنتشر من الظهر الى البطن، يحدث تصلب الرحم (يمكنك وضع يدك على بطنك والشعور بذلك)، بينما في آلام الحوض أو آلام البطن لا يحدث مثل هذا التصلب.
ظاهرة أخرى شائعة في الحمل والتي يُنظر إليها كالمخاض هي التهاب المسالك البولية، والتي يمكن أن تسبب آلام في البطن (والتي إذا لم يتم علاجها يمكن أن تؤدي الى المخاض). يمكن التمييز بين التهاب المسالك البولية وبين المخاض بسبب الشعور بحرقان عند التبول، وهو ما يحدث عادة في الإلتهاب فقط، بالإضافة الى التواتر والإلحاح بالتبول.
الحالات والعلامات الأخرى التي تتطلب الانتباه هي النزف، الذي قد يشير الى الإجهاض الطبيعي عندما يظهر في الثلث الأول من الحمل كما أنه يمكن أن يشير الى مشاكل في المشيمة، مثل: انفصال المشيمة (Placental abruption)، المشيمة المنزاحة (Placenta praevia. أو يشير الى بداية الولادة عندما يظهر في نهاية الحمل.
الجانب المهني
إن فهم تجارب ومشاعر زوجتك أثناء الحمل مهم وضروري، هي كتجربة زوجية التي تقوي العلاقة وأيضًا كمصدر للمعلومات عن الحمل والولادة، وخاصة في حالة الحمل الأول للزوجين. دورة الاستعداد للولادة تمنح الزوجين المعرفة والأدوات اللازمة لمراحل الحمل والولادة، الأمر الذي سيتيح تعامل الزوجين بشكل أفضل مع الحالات المختلفة أثناء الحمل والولادة والمحافظة على استقرار العلاقة الزوجية أثناء الحمل. بالإضافة الى ذلك، يُنصح بقراءة ومشاهدة المواد المرجعية (الكتب، المجلات والأفلام) والمشاركة بمنتديات الحمل والولادة التي ستساعدكم على فهم أفضل لما يجري من تغيرات في نفسية المرأة الحامل والمخاوف والأحداث المختلفة التي عليها التعامل معها.
كن الصوت العاقل والمهدئ وتذكر دائما بأن الحمل لا يعد مرضًا، وهناك اختبارات ليس من الضروري إجرائها خلال فترة الحمل، والذي إجرائها يمكن أن يشكل المخاطر. في هذه القرارات، على كلا الزوجين أن يكونوا شركاء.
الدعم العاطفي والنفسي
يمكن أن يكون الحمل الفترة التي يخرج منها الزوجينسعيدين وبعلاقة أقوى وأكثر استقرارا، أو بدلا من ذلك خلق الصعوبات وحتى تحطيم العلاقة الزوجية. فمن المهم محاولة فهم جانبكم في عملية الحمل واتخاذ بعضاً من هذا العبء، ولا تفكر بطريقة أنانية وخالية من المسؤولية، وبأن المرأة هي الحامل ولذلك عليها الإهتمام بكل اللازم، وأكثر من ذلك فمن المهم عدم إلقاء اللوم عليها في حالة أنها نسيت تحديد موعد للمراجعة أو أي شيء آخر.
قد يثير الحمل لدى النساء صعوبة بدنية، مثل: التهاب المسالك البولية، آلام الحوض، صعوبة في النوم وما إلى ذلك، وصعوبة نفسية مثل: القلق على صحة الجنين، الخوف من الولادة، الإرتباك، الإكتئاب، الإحباط وغيرها.
وهنا أنتم تدخلون في الصورة فحاولوا فهم مخاوفها ودعمها. ويمكن التعبير عن الدعم بالتشجيع وغالبًا ما يكفي الاستماع.
التدليك والتدليل!
بدءًا من ستة أسابيع ما قبل الولادة، يُنصح بإجراء تدليك منطقة العجان بالزيت. التدليك يخفف من المنطقة الفاصلة ويحضرها للتوسع المكثف أثناء الولادة. وفضلًا عن الفائدة الفسيولوجية، فإنها تجربة زوجية وحميمية التي يمكن أن تدلل المرأة الحامل، حيث أن التوصية هي إجراء التدليك مرتين في الأسبوع لمدة عشر دقائق في كل مرة.