محتويات
ما هي العلامات المبكرة لالتهاب المفاصل الصدفي؟ وما الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب؟ وهل من طرق تساعد على علاجها والحد منها؟ هذا وأكثر سنتطرق له في السطور الآتية:
يُعدّ تصلب وألم المفاصل من الحالات الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأفراد، وهي غالبًا لا تستدعي القلق أو الخوف، ولكن إذا كنت تعاني من ألم أو تورّم مستمرّ في المفاصل، فقد يدلّ هذا على الإصابة بحالة صحية أكثر خطورةً.
ربّما نعرف جميعاً التهاب المفاصل التنكسي (Osteoarthritis) النوع الشائع من التهاب المفاصل والذي يحدث بسبب تآكل وضعف الغضاريف التي تحمي المفاصل، ولكن لالتهاب المفاصل أنواع أخرى أقل شيوعاً، منها ما قد يرافقه أعراض ومشاكل صحية أخرى في الجسم كما هو الحال في التهاب المفاصل الصدفي.
ما هو التهاب المفاصل الصدفي؟
التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic arthritis) هو مرض مزمن يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة السليمة الموجودة في المفاصل عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى ألم، وتورّم، وتيبّس في المفاصل.
يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض جلدية أيضاً على عكس الأنواع الأخرى من التهابات المفاصل، إذ يعاني الأشخاص المصابون به عادةً من الصدفية (Psoriasis)، وهي حالة جلدية تتسبب بظهور بقع حمراء متقشّرة على الركبتين، والمرفقين، وفروة الرأس.
أعراض التهاب المفاصل الصدفي من الممكن أن تظهر وتختفي بين حينٍ وآخر، إلا أن المرض عامةً يتطوّر بمرور الوقت، فقد يتسبب في بعض الحالات بإحداث تلفٍ دائم في المفاصل، ولكن يمكن الحفاظ على صحة المفاصل والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض وإبطاء تقدمه وتطوره من خلال تلقّي العلاج المناسب.
من الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي؟
تُشير الإحصائيات إلى أنّ ما يقارب 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من الصدفية، وأن نسبة 30% منهم معرضون للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، وهذا النوع من الأمراض الجلدية يؤثر على الرجال والنساء على حدٍ سواء.
ولكن في بعض الحالات النادرة من الممكن أن يصاب الفرد بمرض التهاب المفاصل الصدفي قبل أن تظهر عليه أيّ علامات لطفح الصدفية (Psoriasis rashes).
أما بالنسبة إلى أهم عوامل الخطر الأخرى التي قد تساهم في زيادة فرصة الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، فيمكن تلخيصها كما يأتي:
- التاريخ العائلي: أيّ وجود فرد في العائلة مصاب أيضًا بالتهاب المفاصل الصدفي.
- العمر: أن يكون عمرك ما بين 30- 50 عامًا (على الرغم من أن مرض التهاب المفاصل الصدفي يمكن أن يتطور في أي عمر).
- العرق: أن تكون من العرق القوقازي (إذ تؤثر هذه الحالة على القوقازيين أكثر بثلاث مرات من الأمريكيين الأفارقة).
- التعرض لإصابة أو عدوى في المفاصل.
ما هي العلامات المبكرة لالتهاب المفاصل الصدفي؟
إن حالة التهاب المفاصل الصدفي لا يُشار لها عادةً من خلال عرض صحي واحد محدد، فهي غالبًا ما تكون مصحوبة بمجموعة مختلفة من الأعراض، والتي يمكن أن تختلف أحيانًا من مصابٍ إلى آخر.
ومن أهم العلامات المبكرة لالتهاب المفاصل الصدفي التي قد تظهر عليك في حال كنت مصابًا بالصدفية، أو تعاني من أحد عوامل خطر الإصابة بهذا الالتهاب ما يأتي:
- الطفح الجلدي السميك الذي يتميز بلونه الأحمر، أو ظهور بقع بيضاء فضية متقشّرة على الجلد.
- تيبس وألم المفاصل وتورّمها، والشعور بدفء الجلد عند لمسها، إذ يمكن أن تلاحظ هذه الأعراض على المفاصل الكبيرة مثل؛ الركبتين، أو المفاصل الصغيرة في الأصابع.
- الشعور بالتعب.
- التهاب العين، والذي يتسبب باحمرارها وتشوش الرؤية.
- حدوث بعض التغييرات على الأظافر، مثل تنقر الأظافر (أيّ ظهور بعض الخدوش الصغيرة على سطح الظفر)، أو انفصال الأظافر عن مكانها.
- تورم في الأصبع كاملًا، وليس المفصل فقط، سواء لأصابع اليد أو القدم.
- الشعور بألم شديد في القدم نتيجة تورم أوتار وأربطة القدم والكعب.
من المهم الإشارة إلى وجود بعض المحفزات التي قد تزيد سوء الأعراض عند المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي، مثل:
- التوتر.
- الالتهابات أو الجروح.
- التدخين أو التدخين السلبي.
- الطقس البارد.
- الإفراط في شرب الكحول.
ما أعراض التهاب المفاصل الصدفي التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
ننصحك بمراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- المعاناة من أيّ من أعراض التهاب المفاصل الصدفي السابقة.
- طفح الصدفية أو حدوث بعض التغييرات الأخرى على الجلد أو الأظافر، حيث يُنصح بهذه الحالة بمراجعة أحد أخصائي الأمراض الجلدية.
- ألم وتيبس وتورم في المفاصل، وهنا يتوجب عليك مراجعة طبيب مختص بأمراض الروماتيزم.
كيف يتم تشخيص التهاب المفاصل الصدفي؟
يتم تشخيص حالة التهاب المفاصل الصدفي عادةً من خلال اتباع الإجراءات الطبية الآتية:
- سؤال المصاب: وذلك فيما يتعلّق بتاريخه وتاريخ عائلته الطبي.
- الفحص البدني العام: حيث يتم فحص المصاب بشكل كامل في البداية.
- فحص المفاصل: وذلك للبحث عن أيّ علامات للتورم، إلى جانب تقييم مدى قدرتك على تحريكها جيدًا.
- الاختبارات التصويرية: تكمن أهميتها في رؤية المفاصل بصورة أوضح لتحديد الأضرار، والتي تشمل عادةً كل من:
- الأشعة السينية (X-rays).
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
-
اختبارات الدم: للبحث عن علامات ومعاملات الالتهاب العامة في الجسم، إضافة إلى ذلك يتم إجراء تحليل عامل الروماتويد المرتبط بمرض الروماتيزم (التهاب المفاصل الروماتويدي- Rheumatoid arthritis)، فإذا كانت نتيجة تحليل عامل الروماتويد إيجابية، فذلك يدل على أن الشخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وليس التهاب المفاصل الصدفي.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد اختبار معين يحدد وجود التهاب المفاصل الصدفي بشكل أكيد، مما يستلزم حصولك على تقييم شامل من قبل طبيبك المختص للتأكد من صحة إصابتك بهذه الحالة الصحية.
ما أهمية التشخيص والعلاج المبكر لالتهاب المفاصل الصدفي؟
على الرغم من أنّ تشخيص التهاب المفاصل الصدفي صعبٌ ومعقد في بعض الحالات، إلا أنّ الحصول على تشخيص مبكر والبدء بالعلاج على الفور أمر في غاية الأهمية، لأنه مرض مزمن لا يوجد علاج نهائي له للآن، والسيطرة على الحالة تقلل من تطوّر المرض وتحمي المفاصل من التلف.
أضف إلى ذلك أنّ خضوعك للعلاج مبكرًا سيُشعرك بالتحسّن، ويحافظ على صحة مفاصلك، وقدرتك على الحركة في السنوات القادمة.
مصدر هذا المحتوى من: