بحث عن العمارة الإسلامية

كتابة:
بحث عن العمارة الإسلامية

فن العمارة

يعبِّر فنُّ العمارة عن الفنِّ الذي يشمل تخطيط وتصميم وبناء الأبنية والمنشآت التي يحتاجها الإنسان وتقوم تلك المنشآت بتغطية حاجة الإنسان المعنوية أو المادية، ويشمل أيضًا بشكل أوسع المجالات المختلفة من جميع نواحي العلوم والمعارف الإنسانية، فيدلُّ على علم تصميم الأبنية والأسلوب الذي يصمَّم وفقه البناء أو المنشأة ويصفُ بشكل عام الأبنية والمنشآت المادية، لذلك فإن العمارة تشكل علاقة وثيقة بما يتعلق بتخطيط المدن والمخططات العمرانية والتصميمات الداخلية وغيرها، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول بحث عن العمارة الإسلامية.[١]

بحث عن العمارة الإسلامية

في بداية بحث عن العمارة الإسلامية لا بدَّ من الإشارة إلى تعريف العمارة الإسلامية، حيثُ يدلُّ هذا المصطلح على جميع خصائص البناء التي انتهجها المسلمون في طريقتهم في تشييد الأبنية لتشكِّل الهوية الخاصة بهم على مرِّ العصور، وقد أنشأ المسلمون ذلك النوع من العمارة في جميع المناطق التي وصلوا إليها بدايةً من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ثمَّ إلى مصر وبلاد المغرب العربي ومن الشرق في تركيا وإيران وبلاد السند وبلاد ما وراء النهر، إضافة إلى المناطق التي حكموها لفترة طويلة ثمَّ أُخرجوا منها مثل الأندلس والهند، ولا شكَّ أنَّ العمارة الإسلامية قد استمدَّت خصائصها وصفاتها عامَّة بشكل واضح من الدين نفسه ومن النهضة العلمية التي عاشتها البلاد الإسلامية إبان سيطرة الإسلام وانتشاره، واختلفت من منطقة إلى منطقة أخرى نظرًا لظروف عديدة مثل الطقس والمناخ والإرث الحضاري والمعماري لكلِّ منطقة، ومثال على ذلك: أنَّ نموذج الصحن المفتوح في البناء كان قد انتشر في بلاد الشام وفي العراق أمَّا في تركيا لم يظهر بسبب برودة الجو، وكذلك فإنَّ الظروف السياسية التي كانت تضرب بالدولة والظروف المعيشية والثقافية كان لها دور كبير في تطور الأشكال المعمارية ووظائفها.[٢]

ويجدر بالذكر في بحث عن العمارة الإسلامية المرور على عناصر العمارة الإسلامية التي جسَّدت الهوية الإسلامية في الأبنية والمنشآت التي أبدعها المسلمون وأهم تلك العناصر: الجامع، المئذنة، القبة، الصحن، الإيوان، الخندق، الآبار، العقود المدببة وهي العقود المخمسة نسبة لطريقة بنائها، المحراب، المشربية، الملاقف، السرداب، الدكة، السور، القلعة، المدارس الإسلامية، الحصن، الكتَّاب، مجرى العيون، القصر، البيت الإسلامي، الخانقاه، الخان، المعهد، القباب، الأسبلة، الرباط، القناطر، السدود، الزاوية، القرافة، الحمامات العامة، المتاحف، البوابات، المكتبات الإسلامية، الحوش، الدوار، المجمع، الطاحونة، المخبز، المارستان، الأفران، وغيرها كثير.[٢]

بدأت العمارة الإسلامية منذ عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومنذ أن بدأ تشييد المساجد في أرجاء الجزيرة العربية وقد كانت العمارة في تلك الفترة متأثرة بالبناء في العصر الجاهلي، إلا أنَّ العمارة الإسلامية لم تظهر فعليًّا إلا في عصر الدولة الأموية، حيثُ جعل الأمويون من مدينة دمشق عاصمةً لهم، وقد جمعوا بين فنون العصر الجاهلي وفنون الغساسنة التي كانت متأثرة بالعمارة البيزنطية والساسانية، فحدثَ في عهد الأمويين تطوُّرٌ كبير في طرائق البناء حيثُ ابتكروا فنونًا جديدةً في تشييد الأبنية والمساجد والقصور، وقد تأثرت الحضارات الإسلامية اللاحقة بالفنون الأموية، وتمَّ في هذا العصر بناء المسجد الأموي في دمشق الذي يعدُّ جوهرة الأبنية التي بُنيت في العصر الأموي، فقد كان معبدًا قديمًا حوله المسلمون إلى مسجد، ومن أشهر أمثلة العمارة السكنية قصر الحير الغربي الذي تمَّ تشييده في بادية الشام، والرصافة التي بناها هشام بن عبد الملك ونسبت له وتمثِّل نموذجًا بديعًا من العمارة الأموية، وكذلك المسجد الأقصى في القدس الذي بنيَ في عهد عبد الملك بن مروان من أشهر الآثار العمرانية الأموية، وفي العصر العباسي تابع المسلمون حركةَ البناء وخاصةً في فترات الاستقرار والرخاء التي عاشها البلاد، فتمَّ بناء مدينة بغداد وبناء مدينة سامراء وبها مسجد سامراء وهو من أهم المباني الأثرية التي تدل على الفن العباسي، وتمَّ التخطيط للمدن بشكل كامل مثل بغداد بدلًا من النظر إلى كل مبنى بشكل مستقل، وعندما حكم أحمد بن طولون في مصر نقلَ العمارة العباسية من العراق إلى مصر، وبنى جامعًا سماه باسمه وهو فريد من نوعه في عالم البناء في ذلك العصر.[٢]

وأمَّا في الأندلس فقد ظهرت العمارة الإسلامية بشكل ملفت للنظر يأسر القلوب ويسحر الألباب، فقد أكثر الأمراء في الأندلس من بناء القصور والمساجد الأثرية، وظهر التنافس بشكل كبير بين الأمراء على الترف والبذخ والعمران، فكانت قرطبة وغرناظة وإشبيلية إحدى أهم المدن في أوروبا، ويعدُّ قصر الحمراء في غرناطة من أشهر الآثار الإسلامية في إسبانيا شاهدًا على حضارة عريقة عاشت في تلك البلاد وعلى درجة الفن والعبقرية الهندسية التي وصل إليها المسلمون في تلك المرحلة، وهذا يجب أن يتمَّ ذكره في أي بحث عن العمارة الإسلامية.[٣]

وفي بحث عن العمارة الإسلامية لا بدَّ من التطرُّق إلى الحضارة العثمانية، فقد حكم العثمانيون الدولة الإسلامية لقرون طويلة تركوا وراءهم آثارًا جليلة تدلُّ على حضارتهم الإسلامية، حيثُ يمكن القول إنَّ العثمانيين تأثروا بالعمارة البيزنطية ومزجوها في بلاد الشام ومصر مع العمارة السلجوقية، وبعد أن دخل العثمانيون إلى بلاد الشام عام 1516م، نتجت عمارة إسلامية جديدة جمعت بين الفن المملوكي والفن العثماني، فأصبح الحرم ذا شكلٍ مربع تغطيه قبة لها نوافذ للإنارة ولم يعد مقسومًا إلى أجنحة وأروقة، وتميَّزت المآذن في تلك الفترة بزيادة الارتفاع وحسن الشكل كما في مسجد السليمانية في دمشق، وظهر أيضًا بناء التكايا وغيرها.[٤]

المراجع

  1. "عمارة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-06-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "عمارة إسلامية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  3. "فن العمارة الإسلامية .. البيوت والقصور"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
  4. "عمارة إسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
5348 مشاهدة
للأعلى للسفل
×