العمل الجماعي في الإسلام

كتابة:
العمل الجماعي في الإسلام

العمل الجماعيّ في الإسلام

حثّت الشريعة الإسلاميّة على التعاون ومساندة المسلمين لبعضهم بعضًا، وشجّعت التشارك والعمل الجماعي، وقد وردت في القرآن الكريم إشاراتٌ تدلّ على ذلك، كقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[١][٢]

وحفلت سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأمثلة والشواهد للحثّ على العمل الجماعيّ ومشاركته به، ومثال ذلك ما كان منه ومن الصحابة -رضي الله عنهم- من عملٍ جماعيٍّ في حادثة بناء المسجد النبويّ، وكذلك في حفر الخندق.[٢]

أهمية وفوائد العمل الجماعيّ في الإسلام

تظهر أهمية العمل الجماعي في الإسلام وفوائده في عدَّة أمورٍ، منها:[٣]

  • يساعد العمل الجماعيّ في الإسلام على نصرة الدين، ورفعة شأنه، والدفاع عنه، وهو سبيلٌ لنشر الدين الإسلاميّ.
  • إنّ في العمل الجماعيّ قوَّةً وثباتًا، كما أنّه سببٌ للبركة من الله تعالى، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "يدُ اللَّهِ معَ الجَماعةِ".[٤]
  • يسهم العمل الجماعيّ في توظيف طاقات كلِّ فردٍ وإمكانيّته في خدمة المجتمع الإسلاميّ.
  • يستشعر الإنسان قيمته من خلال العمل الجماعي، وكذلك يدرك حاجته للآخرين من حوله.
  • يستمر العمل الجماعي ولا ينقطع، بينما العمل الفردي ينقطع بمرض الفرد أو موته.
  • يلعب العمل الجماعي دورًا في تزكية النفس البشريّة؛ فيبعدها عن التكبر واحتقار العمل، ويدفعها للتواضع.
  • العمل الجماعيّ يدفع الإنسان إلى تغليب المصلحة العامّة على مصلحته الفرديّة التي تسهم في النهوض بالأمّة.
  • يقوي العمل الجماعي أفراد المجتمع ويشدّ الروابط بينهم.
  • تعويد الأفراد على العمل بمبدأ الشورى الذي حث عليه الإسلام.
  • تعاطف أفراد المجتمع وزيادة محبتهم لبعضهم البعض.
  • العمل الجماعيّ فيه التزامٌ وتطبيقٌ لأمر الله تعالى بالتعاون على الخير والتقوى كما ورد في الآيات الكريم سابقة الذكر.
  • يسهم العمل الجماعي في تعزيز حسن الظن بالآخرين لدى الإنسان.

ضوابط العمل الجماعيّ في الإسلام

لا بدّ من مراعاة جملةٍ من القواعد والضوابط عند المشاركة والقيام بأيّ عملٍ جماعيٍّ، ومن أهم هذه القواعد والضوابط ما يلي:[٥]
  • مشاركة قائد أفراد العمل الجماعيّ معهم في العمل؛ فمشاركة صاحب العمل مع عمّاله سبيلٌ لتحفيز الفريق وبذلهم لأقصى طاقتهم؛ لشعورهم بالتشاركيّة، وأنّ ما يقومون به عملٌ هامٌّ يعنيهم جميعًا، ومثال ذلك ما فعله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في حادثة حفر الخندق، حيث شارك المسلمين في حفره وتجهيزه.
  • تقسيم الأعمال على جميع الأفراد المشاركين في العمل الجماعي؛ إذ إنّ كثيرًا من الأعمال الجماعيّة تفشل بسبب عدم توزيع العمل على الجميع، واقتصار العمل على بعض أفراد المجموعة؛ ممّا يؤدي إلى فشله.
  • موازنة قائد العمل أو المسؤول بين اللين والحزم في التعامل مع العاملين.
  • رفع همم أفراد العمل الجماعيّ؛ من خلال بثّ الأمل في نفوسهم وتشجيعهم، ووضع أهداف العمل أمامهم وتذكيرهم بها دومًا.

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:2
  2. ^ أ ب "من طرق التشجيع على العمل الجماعي "، إسلام ويب، 17/4/2007، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  3. نجلاء جبروني (16/2/2017)، " أهمية العمل الجماعي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في الصحيح الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2166، حديث صحيح.
  5. راغب السرجاني ، كتاب السيرة النبوية، صفحة 6-9. بتصرّف.
3711 مشاهدة
للأعلى للسفل
×