تنتج تقرِيباً 50% من غيابات العَمَل طويلة الأجل عن مشاكل الصِحَة النَّفسيَّة بما فيها الاكْتِئاب أو القَلَق أو الاضْطِرابٌ فكيف يتم التكيف مع ذلك؟
غالباً ما يقلق من ترك العَمَل بسبب إصابته بمشكلة نفسية من العَودَة إليه. تَشمَل المخاوف الشائعة عَلَى التعرض للتمييز والإرهاب وسرعة التعود والخوف من سوء الحالة الصِحيَّة مجدداً.
تبعاً لتقرير الجامعة الملكية للأطباء النفسيين للصِحَة النَّفسيَّة والعَمَل: "يخاف عديدٌ من النَّاس المُصَابِين بمشاكل في الصِّحَّةُ النَّفْسِيَّة من ذلك، وتزيد أعراضهم سوءاً بالعَودَة إلى العَمَل بغض النظر عن مقدار تعافيهم ".
كيف يفيد العَمَل الصِّحَّةُ النَّفْسِيَّة
عَلَى الرغم من تسبيب العَمَل التوتر لبَعض النَّاس في بَعض الحالات إلا أن الأبحاث الأخيرة تشير إلى أنَّه:
- يحسن العَمَل من الصِحة والعافية.
- يضر عدم الذهاب إلى العَمَل بالصِحَة والعافية.
- يؤدي العَودَة للوظيفة بعد فترة من الابتعاد عن العَمَل إلى تحسن الصِحة والعافية.
تَشمَل فوائد العَمَل عَلَى:
- شُعُور أكبر بالذّات والهدف من الحياة.
- فرصة لتكوين الصداقات.
- تحسين الحالة المالية والحالة الأمنية.
- الشُعُور بلعب دور فعَّال في المُجتَمَع.
عادة ما تكون العَودَة إلى العَمَل بعد فترة من المرض الصحي تجربةً إيجابية. يطبق ذَلِكَ عَلَى المُصَابِين بمشاكل الصِّحَّةُ النَّفْسِيَّة مثل الاضْطِرابٌ ذو الاتِّجاهَين، بالإضافة للناس الذين يعانون من مشاكل أكثر شيوعاً مثل القَلَق.
اعرف شخصيتك هل تعاني من التوتر في مكان العمل؟
العَودَة إلى الوظيفة بعد مغادرة مرضية
ليس من الضروري أن يتحسن الشَّخص 100% أو أن يكون بتمام عافيته للعودة إلى العَمَل (أو عَلَى الأقل بَعض منه)، حيث تطغى فوائد العَودَة إلى العَمَل عَلَى مساوئها.
يُمكِن التَحَدُث مع الطَّبيب عن العَودَة إلى العَمَل في حال كَان العَمَل السابق ما زال متوافراً. حيث قَد يقدم بَعض النصائح كجزءٍ من ملاحظات التأقلم. يجب أن يَشمَل دفتر ملاحظات التأقلم عَلَى مساحة مخصصة لنصائح الطَّبيب لتقديم نصائح عامة عن تأثير المرض وليقترح بَعض الطرق لدَعم العَودَة إلى العَمَل.
وقَد يرغب المريض بعد ذَلِكَ بترتيب لقاء مع المدير أو ناصح في الصِّحَةُ المِهْنِيَّة لمناقشة أي شيء مقلق عن العَودَة إلى العَمَل بما فيها نصائح الطَّبيب وطلب بَعض التعديلات التي تيسر العَودَة إلى العَمَل.
وبموجب اِتِّفَاقيَّة تمييز العجز (1995) واِتِّفَاقيَّة عدم المساواة (2010) يقع عَلَى المدير واجب قانوني في عمل "تعديلات منطقية" في عمل الشَّخص.
قَد يرغب المَرء تبعاً لظروفه الشَّخصية بطلب:
- ساعات عمل مرنة: قَد يرغب عَلَى سَبِيل المثال بالعَودَة إلى عمل جزئي أو البدء بالعَمَل بوَقت متأخر من النهار في حال كَان يأخذ أدويةً تزيد من فترة النوم صباحاً.
- يحصل عَلَى الدَّعم من الزملاء عَلَى المدى البعيد والقصير.
- مكَان يُمكِن أخذ استراحة فيه عند الحاجة.
البدء بعمل
تقدم الحكومية في بعض الدول دَعماً للمُصَابِين بمشاكل صِحَة نفسية لمتابعة العَمَل أو إيجاد عمل جديد.
البحث عن عَمَل جديد
يُمكِن للموظفين في مركز العَمَل المحلي أو الطَّبيب أو عامل الصِحَة النَّفسيَّة تقديم نصائح عن العَودَة إلى العَمَل.
كما يُمكِن التحدث مع مرشد توظيف العجز في مركز العَمَل المحلي في حال كَانت مشكلة الصِحَة النَّفسيَّة ما زالت قائمة. حيث يستطيع عرض الفرص المتاحة لمساعدة المُصَابِين بمشاكل في الصِحَة النَّفسيَّة.
يوجد عدد من القضايا المختلفة يجب أخذها بعين الاعتبار والبحث في التوقيت الذي يرغب به الشَّخص العَودَة إلى العَمَل بما فيها:
- مكَان العَمَل الذي يرغب به الشَّخص.
- نوع العَمَل الذي يرغب به.
- نوع الدَّعم الذي قَد يحتاجه.
- الحالة المالية الحالية بما فيها أي منافع يتلقاها المَرء تتعلق بصحته.
لا يُعَدُّ التوظيف المأجور بدوام كاملٍ الخيار الوحيد المتوافر. حيث يوجد عدد من الاحتمالات التي تناسب المَرء مثل العَمَل التطوعي أو الجزئي.
التَّطَوُّع
يُعَدُّ التَّطَوُّع طريقة مألوفة للعودة إلى الحَيَاة العَمَليَّة. حيث تُعَدُّ مساعدة الناس في احتياجاتهم طريقةً عظيماً لتعزيز تَقدِير الذّات ويُمكِن أن تُسَاعِد بإزالة المخاوف الشَّخصية.
بالإضافة لذلك، يُمكِن أن يحسن العَمَل التطوعي فرص الحُصُول عَلَى عمل مدفوع عندما يكون المَرء جاهزاً لذلك.
الحقوق والقانون
يقلق بَعض النَّاس عند التقدم لعمل ما من مواجهة التَّمييز ضدهم عند اعترافهم بإصابتهم بمشاكل في الصِحَة النَّفسيَّة أو العاطفية.
مِن نَاحِيةٍ أُخرَى جعلت اِتِّفَاقيَّة عدم المساواة (2010) السؤال عن الصِحة أو المتعلق بالصِحَة قبل تقديم عرض شرطي من قبل الموظف غير قانونيٍّ. كما أنَّه من غير المشروع التَّمييز ضد أي نوع من العجز بما فيها الصِّحَّةُ النَّفْسِيَّة.