العنف الأسري

كتابة:
العنف الأسري

ما هو العنف الأسري؟

يُعرف العنفِ الأسري (Family violence) أيضًا بالعنفِ المنزلي، والذي يشير إلى الإساءة المُتعمدة التي يُمارسها أحد أفراد الأسرة ضد فردٍ آخر، والتي قد تكون إساءة جسدية، أو جنسية، أو عاطفية أو حتى مالية، وبالتالي فهي مشكلة خطيرة وشائعة الحدوث، فوفقًا لبعض الإحصائيات الأسترالية كانت نسب حدوث العنف لمن هم دون سن 15 كالآتي:[١]

  • يتعرض 5% من الذكور و 17% من الإناث لعنف جسدي أو جنسي.
  • يتعرض 25% من الإناث و 14% من الذكور للعنف العاطفي.

ما الأسباب المؤدية للعنف الأسري؟

لا يوجد سبب واحد يؤدي للعنف الأسري، ولكن يُحتمل أن الطفل الذي شاهد العنف المنزلي يعتقد بأنّه وسيلة مقبولة لحل النزاع، كما قد تُسبب التربية المُعتمدة على التفرقة بين الأجناس نشوء سلوك تحكّم وعنيف لدى الطفل عندما يكبر، كما قد ينجم العنف الأسري نتيجة عوامل فردية، مثل:[٢]

  • عدم الحصول على قدر كافي من التعليم.
  • الإصابة بأحد اضطرابات الشخصية.
  • تعاطي المواد الممنوعة.
  • المواقف والاتجاهات الثقافية.
  • إيديولوجيات الجنس.
  • تدنّي مستوى احترام الذات.
  • عدم القدرة على التحكّم بالغضب.
  • انعدام الأمن.

كيف يؤثر العنف الأسري على الأطفال؟

يُصاب الأطفال الذين يشهدون العنف الأسري بالعديد من الآثار النفسية السيئة،[٣] بالإضافة إلى الأذى الجسدي،[٤] ممّا يجعلهم يشعرون بعدم الأمان مُستقبلاً حتى في حال عدم مواجهة هذا العنف مرةً أخرى،[٥]وقد تكون آثار العنف قصيرة الأمد أو طويلة الأمد كما هو موضّح فيما يأتي:

الآثار قصيرة الأمد للعنف الأسري على الأطفال 

قد يتضمّن العنف الأسري سلوكيات مسيئة تستهدف الأطفال بشكل مباشر أو قد تتعرض لأحد الوالدين،[٦] ممّا قد يسبب شعورهم بالخوف والقلق، كما له آثارٌ عديدة قصيرة الأم، والتي يمكن تصنيفها بناءً على المرحلة العمرية كالآتي:[٧]

  • الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة
    • قيامهم بأمور اعتادوا عليها عندما كانوا أصغر سنًا، كالتبوّل في الفراش، ومصّ الإبهام، والأنين والبكاء.
    • قد يواجهون صعوبة في النوم أو نومهم لساعات طويلة.
    • ظهور علامات الرعب عليهم، والتي تتضمّن التلعثم أو الاختباء.
    • إصابتهم بأعراض قلق الانفصال الشديد.
  • الأطفال في سن المدرسة
    • شعورهم بالذنب تجاه ذلك، كما قد يلومون أنفسهم وكأنهم السبب في حدوث هذا العنف.
    • تدنّي احترامهم لذاتهم.
    • تجنّبهم المشاركة في الأنشطة المدرسية وعدم حصولهم على درجات جيدة.
    • يكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء مقارنةً مع غيرهم.
    • تعرضهم للكثير من المشاكل.
    • إصابتهم بصداع الرأس وآلام المعدة.
  • المراهقون
    • سوء التصرّف؛ كافتعالهم المشاجرات مع الآخرين أو التغيّب عن المدرسة.
    • انخراطهم في سلوكيات سيئة وخطرة؛ كممارسة الجنس دون وقاية أو تعاطي الممنوعات؛ كالكحول والمخدرات.
    • شعورهم بتدني احترام الذات، كما قد يصعب عليهم تكوين صداقات مع الآخرين.
    • الفتيان المراهقون أكثر عرضة للوقوع في مشاكل وأعمال يُعاقب عليها من قبل القانون.
    • الفتيات المُراهقات يتعرّضن للاكتئاب والانسحاب من المجتمع.

الآثار طويلة الأمد للعنف الأسري على الأطفال

تُؤثر البيئة التي يُرتكب فيها العنف الأسري بدرجة كبيرة وطويلة الأمد على حياة الطفل، وتُلحق بهِ الأذى الجسدي، كما تُؤثر بشكل سلبي على رفاهية الطفل في مجالات الحياة المختلفة،[٦] ومن ضمن الآثار طويلة الأمد للعنف الأسري على الأطفال ما يأتي:[٧]

  • الذكور يُصبحون 10 مرات أكثر عرضة للإساءة لشريكاتهم مستقبلًا.
  • الإناث تُصبح 6 مرات أكثر عرضة للإيذاء الجنسي.
  • الإصابة باضطرابات عقلية عند كل من الأنثى والذكر؛ كالاكتئاب أو القلق.
  • خطر الإصابة بأمراضٍ جسدية؛ كالسكري، أو السمنة أو أمراض القلب.

لكن ما تأثير العنف الأسري على العائلة كاملةً؟

يُؤثر العنف الأسري على ترابط العائلة وتماسكها، كما أنّه يضر بالنمو الاجتماعي للطفل، ليُشكّل هذا العنف تحديًا اجتماعيًا يعكس بصورة مباشرة مستوى تطور المجتمع،[٨] فالعنف الأسري لا يُؤثر على الفرد وحده وإنما على كامل العائلة، وهذا يشمل الآتي:

  • الشعور بالقلق والتوتر، ومواجهة مشاعر اليأس والاكتئاب.[٥]
  • إصابة أفراد العائلة باضطرابات النوم.[٥]
  • تناولهم الكحول أو تعاطيهم المخدرات؛ كمحاولة للهروب من العنف الأسري.[٥]
  • تعرّضهم لإصابات جسدية قد تتضمّن كسور العظام.[٥]
  • الشعور بالانزعاج طوال الوقت مع جميع أفراد العائلة.[٥]
  • عدم امتلاك الطاقة اللازمة للقيام بالأمور المهمة.[٥]
  • عدم القدرة على رعاية الأطفال وتربيتهم بشكل جيد.[٥]
  • رغبة بعض أفراد الأسرة في الانتحار.[٩]
  • التأثير السلبي على نمط الحياة اليومي والاهتمام بالصحة العامة.[٩]
  • التعرض للتشتت والارتباك والوحدة.[٩]
  • عدم الحصول على عائلة متوازنة ومحبة.[٩]
  • التأثير السلبي على علاقة الآباء مع أطفالهم.[٩]

كيف يمكننا محاربة العنف الأسري وآثاره؟

يمكن محاربة العنف الأسري وآثاره من خلال تعزيز قدرات المؤسسات المسؤولة والمختصة بدعم ضحايا العنف، وتوفير العدالة لهم، بالإضافة إلى أهمية إطلاق مبادرات توعية لمكافحة مختلف أنواع العنف، ويتم ذلك على النحو الآتي:[١٠]

  • زيادة معرفة المهنيين القانونيين عن قضايا المُعنّفين، وأهمية دعمهم وتعويضهم أثناء الإجراءات مع ضرورة معاقبة ومساءلة الجناة.
  • تعزيز قدرة مؤسسات مكافحة العنف الأسري على تقديم خدماتها لضحايا العنف.
  • وضع مجموعة مبادئ توجيهية للملاجئ المُخصصة للمُعنّفين.
  • ضرورة معرفة جميع الاحتياجات ومعايير الجودة الخاصة ببرامج الجناة ومفتعلي العنف الأسري.
  • رفع مستوى الوعي لأفراد المؤسسات المعنيين بأمور حملات مكافحة العنف ووضع نهج واضح.

ملخص المقال

العنف الأسري هو الإساءة التي يتعرّض لها الفرد بمختلف أنواعها من أحد أفراد أسرته، ,ينجم عنها العديد من الآثار السلبية التي تؤثر على حياة المعنف بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة، الأمر الذي يستدعي محاربة هذا العنف ومكافحته بمختلف الوسائل المتاحة.

المراجع

  1. "What is family violence?", betterhealth, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  2. "What Causes Domestic Violence?", psychcentral, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  3. "Witnessing Domestic Violence: The Effect on Children", aafp, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  4. "The impact of family violence on children", fcfcoa, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Family violence: what to do if you’re experiencing it", raisingchildren, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "The impact of family violence on children", fcfcoa, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Effects of domestic violence on children", womenshealth, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  8. "The impact of family violence on the social and psychological development of the child", redalyc, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج "Effects of family violence", plunket, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  10. "Reinforcing the fight against violence against women and domestic violence - phase II", coe, Retrieved 15/12/2021. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×