محتويات
الخادمات
خلق الله تعالى النّاس متساوين، لا فرق بينهم بشكل عام على مستوى الحقوق، والواجبات، والأفضلية، وما هذا التساوي إلا إظهاراً لأهميّة الإنسان، فالإنسان عملة نادرة في هذا الكون، وهو وحده الكائن المُكَرَّم بالعقل، والحكمة، والروح، ومن هنا فإنّه وعلى الرغم من اختلاف المستويات الاجتماعية بين الناس، فإنّ قيمة الإنسان تبقى محفوظة مهما كان وضعه.
للأسف، فإنّ الأوضاع الاقتصادية لبعض الناس اضطرتهم للعمل في بعض الأعمال الشاقة، بحيث صاروا مجبرين على مغادرة أوطانهم، ومنازلهم، وقراهم، ومدنهم، الّتي نشؤوا وترعرعوا فيها من أجل تحصيل لقمة العيش الصعبة، والأدهى من ذلك كله أنّهم فضلوا الذهاب إلى المجهول الّذي لا يعرفون ماذا يخبئ لهم، خاصّة على صعيد الأشخاص الّذين سيتعاملون معهم.
لعلَّ المثال الأوضح على هذه الفئة من النّاس الخادمات اللّواتي تركن بلدانهنّ المنكوبة، أو شبه المنكوبة للعمل في بلدان أخرى نظير رواتب شهريّة بسيطة ينفقنها على أسرهنّ، وفيما يلي بعض أشكال العنف التي قد يتعرّضن لها.
العنف ضد الخادمات
تلجأ العديد من الأسر إلى استقدام خادمة أو مجموعة من الخادمات من عدد من الدول للمساعدة في تدبير المنزل، ورعاية شؤونه، وتلبية احتياجاته، ومتطلبات من يعيشون فيه، غير أنّ بعض هذه الأسر قد تسيئ معاملة الخادمة، أو ربما الخادم في بعض الأحيان.
من بين أبرز أشكال العنف ضد الخادمات الإساءة المعنويّة لهنّ سواءً بالشتم، أو التحقير، أو التوبيخ المستمر في الخلوة والعلن، أو تلقيبهنَّ بأبشع الألقاب، أو إطلاق تسميات عنصرية تقلل من شأنهنّ، أو جرح مشاعرهنّ من خلال معاملتهنّ بدونية كإطعامهنّ بقايا الطعام، أو وضع الطعام لهنَّ جانباً وبعيداً عن مكان تجمع أفراد العائلة، إلى جانب العديد من الأشكال الأخرى.
من أشكال العنف أيضاً الإيذاء الجسدي؛ كالضرب، أو الحبس، أو إقدام ضعيفي النفوس من أرباب الأسر على الاعتداء جنسياً على الخادمة، وهذه الأشكال من العنف تتسبب للخادمة بآثار نفسيّة، وجسديّة لا تحمد عقباها، فقد تحيلها إلى كائن عدواني يُحدِث مشاكل كبيرة في المجتمع، وقد تُقدم الخادمة بدافع الانتقام على الإساءة لأطفال العائلة الّذين لا ناقة لهم ولا جمل.
أيضاً، فإنّ تحميل الخادمة أكثر ممّا قد تحتمل من الأعمال اليومية المنزلية، أو جعلها تعمل في العديد من المنازل دون أخذ رأيها، أو استشارتها، ودون تقديم مردود مالي مناسب لها لقاء ما تقوم به من أعمال إضافية لهو من أبرز أنواع الإساءة الّتي قد لا يلقي لها الكثيرون بالاً. كما أنّ تأخير دفع الراتب الشهري هو أيضاً ضرب من ضروب الإساءة والعنف المنتشرة بكثرة بين الناس.