العوامل المؤثرة في التذوق الأدبي

كتابة:
العوامل المؤثرة في التذوق الأدبي

العوامل المؤثرة في التذوق الأدبي

من العوامل التي تسهم في تكوين التذوق الأدبي ما يأتي:


الزمان

تقدم الإنسان من عصر لآخر يغير من مقوماته الحياتية، وبذلك تزداد أفكاره وتتعمق معارفه، وتتطور فنونه، ويتبين ذلك في اختلاف الأذواق عبر العصور.[١]


البيئة

للبيئة أثر كبير في نشوء الأخلاق واختلافها؛ فالذوق الحضري يختلف عن البدوي، وذوق الغني يختلف عن ذوق الفقير، وهناك الذوق الذي يركن إلى العناصر الخيالية والذوق الذي يرتكز على المعاني السطحية، وهناك من لا يقتنع إلا بصور الغنى وعمق المعاني والاحتياط في الصنعة والأداء.[١]


الشخصية

من أهم المؤثرات في التعامل مع النص تباين الميول بين الأشخاص، مما يسبب اختلافاً في التذوق الأدبي، وأيضاً في الحالة النفسية التي يمر بها المتذوق يكون لها أثر عظيم في تذوقه للنص.[١]


مستوى التفكير

يؤثر كلٌّ من التفكير الناقد والابتكاري في التذوق الأدبي بشكل كبير، ويؤدي إلى تحسين قدرة الطلاب على التذوق الأدبي، حيث أكدت إحدى الدراسات على وجود علاقة دالة وموجبة بين كل من التذوق الأدبي وقدرات التفكير الابتكاري في مستوى (الأصالة، الطلاقة، المرونة).[١]


التربية

تشمل التربية الأسرة، والتعليم، والتنشئة الخاصة، وهي مؤثرات في الذوق حسب الدراسة والتهذيب، وحسب ما يناله المتذوق من ثقافة.[١]


أسلوب النص الأدبي

إنّ انسجام المقومات الفنية في النص الأدبي من خيال مبتكر، وأفكار عميقة، وألفاظ موحية يؤدي إلى أسر المتلقي وجذب انتباهه للنص الأدبي، وتؤدي به أيضاً إلى تذوقه بالإضافة إلى تذوق مستوى الشعر ذاته (معقد، متوسط، سهل).[١]


تعدد سنوات الدراسة

ترتفع درجة التذوق بتعدد سنوات الدراسة حيث تزيد الثقافة اللغوية، وممارسة للنصوص الأدبية، ومعايشة روائع الأدب، وتكوين رؤية نقدية خاصة.[١]


أشكال الذكاءات المختلفة

تؤثر أشكال الذكاءات المختلفة التي يمتلكها كل فرد في تذوقه الأدبي؛ فأصحاب الذكاء الاجتماعي يهتمون بالتجربة الشعرية، ودوافع ومشاعر الشاعر، والحالة المزاجية له، وهكذا فإن اختلاف شكل الذكاء لدى المتذوق يؤثر على عملية التذوق، وقد يكون معياراً من معايير تباين الأذواق.[١]


يُعدُّ التذوق الأدبي أحد المكملات الأساسية لعملية القراءة في مجال الأدب؛ فعندما يقرأ الفرد يكون هدفه الحصول على أكبر فائدة ممكنة، إذ أنّ القراءة كما هو معلوم هي غذاء العقل والروح، تمامًا كما يكون الطعام غذاء الجسم.[٢]


لكن بعضنا قد يُضيع فائدة الساعات الطوال التي يقضيها في القراءة فقط لمجرد أنه لم يتذوق ما يقرأ أو يُعطيه حقه، فعملية التذوق واحدة من أهم الآليات بشكل عام، وبالطبع ليس هناك مثال أكبر من الطعام، فإذا لم تتذوق طعامك فسوف يكون هو والعدم سواء، وكذلك القراءة.[٢]


تعريف التذوق الأدبي

يمكن تعريف التذوق الأدبي بأنه حالة من السعادة البليغة التي تتولّد لدى الشخص بعد القراءة بسبب فهمه للنص أو وصوله للنقطة التي أراد الكاتب أن يوصلها له بما كتب، وبالرغم من اختلاف التعريفات واتحاد المصطلحات؛ إلا أن التذوق الأدبي نفسه قد يختلف من فرد لآخر، فالعمل الذي يُعجبك مذاقه الأدبي قد يشعر بمذاقه شخص آخر أيضًا لكنه لا يُعجبه.[٢]


أهمية التذوق الأدبي

تنتهج الأمم والشعوب في عصرنا الحاضر تنمية الذوق بجميع الطرق والأساليب، باعتبارها أنَّ الذوق الراقي يعد عنوانا للتقدم، فليست المقاييس العمرانية والصناعية هي فقط المعايير الوحيدة للرقي والتقدم، بل يعد الذوق أيضاً عاملا رئيسياً فيها.[٣]


التذوق السليم للأدب يقود لغايته المنشودة، وهي صيانة الشعور والأخلاق وتنقية النفس، ولذا كانت تنمية الذوق هي الهدف الأول في تدريس الأدب، ولا ننسى بأنَّ العمل الأدبي رسالة يجب أن يحسن فهمها .[٣]


يمثل الذوق للمبدع أهمية كبرى بوصفه أول المتذوقين لعمله، أما المتلقي فتذوق النص الأدبي يجعله يدرك الهدف منه، وصاحب الذوق السليم يستطيع تقدير الآثار الأدبية والفنية وإدراك ما في الكون من تناسق وجمال.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د رائد الزيدي (6/6/2011)، "مفهوم التذوق الادبي وطبيعته"، موقع الدكتور رائد الزيدي، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمود الدموكي (11/9/2017)، "كيف تجيد التذوق الأدبي ولا تكون مجرد قارئ له؟"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد السامي (4/4/2011)، "محاضرات تذوق أدبي"، مرسى الباحثين العرب، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2022. بتصرّف.
5229 مشاهدة
للأعلى للسفل
×