الغدة الدرقية عند الأطفال

كتابة:
الغدة الدرقية عند الأطفال

الغدة الدرقية عند الأطفال

الغدة الدرقية هي عضو يوجد في قاعدة العنق يُطلق هرمونات تتحكم بعملية الأيض، وتنظّم أداء وظائف الجسم الحيوية؛ كالتنفس، ومعدل ضربات القلب، والوزن، وغيرها؛ لذلك تُعدّ الغدة الدرقية ضرورية للحياة والنمو. وقد تحدث اضطرابات معينة في الغدة الدرقية لأسباب مختلفة لها تأثير كبير في جسم الإنسان؛ فعندما تنتج الغدة الدرقية هرموناتها بشكل كبير تُسمّى هذه الحالة فرط نشاط الغدة الدرقية، بينما في حالة الإنتاج القليل لهرمون الغدة الدرقية تُسمّى هذه الحالة قصور الغدة الدرقية. ويجدر ذكر أنّ الأطفال معرّضون للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية بشكل كبير، وتُدار حالاتهم عن طريق أخصائيي الغدد الصماء عند الأطفال لعلاج هذه المشكلة.[١]


مشاكل الغدة الدرقية لدى الأطفال

يعاني الأطفال من العديد من مشاكل الغدة الدرقية التي تشمل ما يلي:[١]

  • قصور الغدة الدرقية الخلقي؛ هو اضطراب يصيب الأطفال الرضع عند الولادة يتضمن فقدان الغدة الدرقية لوظائفها بسبب فشلها في النمو بشكل طبيعي، وفي بعض الحالات تكون الغدة غائبة تمامًا، و10% من الحالات ناتجة من وجود عيب في إنزيم يؤدى إلى نقص إنتاج الهرمونات ونقص اليود وتشوهات الغدة النخامية في المخ، وفي هذه الحالة إذا تأخر التشخيص أو لم يُعطَ علاج فوري تحدث عيوب في النمو، ويُصاب الطفل بالتخلف العقلي الشديد؛ لذلك في الأسبوع الأول من حياة الطفل تؤخذ عينة من الدم لتقييم مستوى هرمون الغدة الدرقية لديه، وإذا عُثِر على أي خلل يعطى الرضيع علاجًا بهرمونات الغدة الدرقية بشكل فوري؛ ليعين الطفل على النمو بشكل طبيعي من دون أي آثار سلبية في القدرة العقلية لديه، وقد يعاني الطفل من العديد من الأعراض الخفية قبل فحص الغدة الدرقية لحديثي الولادة، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
  • سوء التغذية.
  • الإمساك.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم.
  • الجلد البارد.
  • النبض البطيء.
  • الإصابة باليرقان لمدة طويلة.
  • زيادة النعاس.
  • قلة نوبات البكاء.

وبعد بضعة أسابيع تصبح العلامات الجسمية أكثر وضوحًا، ومنها ما يلي:

  • ضعف النمو والتطور.
  • جفاف الجلد والشعر.
  • ضعف لون العضلات، وردود فعل بطيئة للأوتار.
  • كثرة نوبات البكاء.
  • الفتق السري.
  • الانتفاخ.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية؛ إنّ فرط نشاط الغدة الدرقية الذي يُسمّى أيضًا تسمّم الدرقية يظهر عند المواليد الجدد غالبًا، ويحدث ذلك إذا كانت الأم مصابة بمرض جريفز؛ حيث الأجسام المضادة المنشطة للغدة الدرقية في دم الأم تعبر المشيمة وتحفّز غدة الطفل الدرقية الذي لمّا يولد، بالتالي تنتج الكثير من هرمونات الغدة الدرقية، وقد لا يكون أيّ علاج ضروريًا في هذه المرحلة؛ لأنّ الأجسام المضادة للأم تتخلص من دم الطفل خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر عادةً، على الرغم من ذلك في حالات نادرة قد تكون مستويات الأجسام المضادة كافية للتسبب في الإصابة بالتسمم الدرقي، ويعطى علاج فوري بأدوية تصحّح اختلال التوازن. ومن الأعراض التي قد تظهر على الأطفال المصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية، والتي تُعدّ شبيهة لأعراض البالغين ما يلي:[٢]
  • النبض السريع.
  • التهيج.
  • الشهية الكبيرة.
  • الفشل في النمو.
  • فقدان الوزن.
  • تضخم الغدة الدرقية.
  • جحوظ العينين.
  • ضعف العضلات.
  • التعرق المفرط.
  • التهاب الجلد.


مضاعفات مشاكل الغدة الدرقية عند الأطفال

تشمل مضاعفات الغدة الدرقية لدى الأطفال ما يلي:[٢]

  • النمو البطيء؛ حيث الأطفال الذين يعانون من مرض الغدة الدرقية لا يكتمل نموهم بالشكل الأمثل إذا لم يُعالَج المرض قبل سنّ البلوغ.
  • تأخر البلوغ؛ حيث تطوّر الأولاد والبنات بطيء من ناحية الخصائص الجنسية.

*الوذمة المخاطية؛ إنّ قصور الغدة الدرقية الحاد يسبب حالة تُسمّى الوذمة المخاطية. *مشاكل في الخصوبة؛ يعاني الأولاد والبنات المصابون بمرض الغدة الدرقية من مشاكل في العقم في وقت لاحق من العمر، كما أنّ النساء اللواتي يستطعن الحمل يتعرّضن لمضاعفات أثناء الحمل والولادة.

  • مشاكل في القلب؛ إنّ ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب جميعها حالات مرتبطة بمشاكل الغدة الدرقية.
  • السرطان؛ يتطور سرطان الغدة الدرقية عند الأطفال.


علاج قصور الغدة الدرقية عند الأطفال

يُحدّد علاج قصور الغدة الدرقية لدى الطفل بالتشاور مع الطبيب، وتؤخذ بعين الاهتمام الأمور التالية لتحديد العلاج المناسب:[٣]

  • الحالة الصحية الحالية للطفل.
  • الحالة الصحية السابقة للطفل.
  • العمر.
  • القابلية لتناول الأدوية.
  • تطوّر المرض المتوقع.

إنّ الهدف من العلاج هو استعادة الغدة الدرقية لوظائفها الطبيعية وإنتاج مستويات طبيعية من هرمونات الغدة الدرقية، ويحتاج بعض الأطفال إلى العلاج بالهرمونات البديلة لبقية حيواتهم، في حين أنّ بعضهم يُشفَون من هذه الحالة. والرصد المنتظم لمستويات هرمونات الغدة الدرقية لدى الطفل أثناء العلاج يساعد الطبيب في تشخيص حالة الطفل بدقة أكبر.


علاج فرط نشاط الغدة الدرقية عند الأطفال

يبدأ علاج الأطفال من هذا المرض بإعطائهم الأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية عادةً، مثل: الميثيمازول أو البروبيل ثيوراسيل للمساعدة في منع إنتاج هرمون الغدة الدرقية، لكن إذا كان لدى الطفل رد فعل خطير على هذه الأدوية، أو إذا كان الدواء لا يقضي على الأعراض فقد يكون اليود المشع خيارًا آخر للعلاج. ومن الشائع أن يحتاج الطفل بعد اليود المشع إلى استبدال هرمون الغدة الدرقية لتجنب الإصابة بقصور الغدة الدرقية. أمّا الخيار الثالث للعلاج فهو باستئصال الغدة الدرقية جراحيًا، وتُجرى هذه الجراحة للأطفال في حال عدم استجابتهم بشكل جيد للأدوية المضادة للغدة الدرقية أو اليود المشع، وهي الحل الأخير نظرًا للمخاطر التي قد ترافق الجراحة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب Robyn Koumourou (2007-10-6), "Thyroid disease in children"، mydr, Retrieved 2019-8-25. Edited.
  2. ^ أ ب Vincent Iannelli (2019-8-7), "Symptoms of Thyroid Disease in Children"، verywellhealth, Retrieved 2019-8-25. Edited.
  3. ^ أ ب Stanford childrens team, "Hypothyroidism in Children"، stanfordchildrens, Retrieved 2019-8-25. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×