الغدة المخاطية موقعها، أهميتها، أمراضها، ماذا تفرز وهل يمكن الاستئصال

كتابة:
الغدة المخاطية موقعها، أهميتها، أمراضها، ماذا تفرز وهل يمكن الاستئصال

الغدة المخاطية

تكون الغدَّد المخاطيّة أكثر شيوعًا في الحنجرة والجزء القريب من القصبات الهوائيّة، متموضعةً على بطانة الحلقات الغضروفيّة حيث تكوِّن جزءًا من الجهاز المخاطي الهدبي، وهذه الغدّد المخاطيّة المفصّصة أو المخاطيّة المصليّة تكون ذات خلايا إفرازيّة تحتوى على نُوى قاعديّةٍ صغيرةٍ داكنةٍ ومحاطة بعدّد من الخلايا الظهاريّة العضليّة، حيث إنَّ هذه الخلايا تَظهر بتلوين الهيماتوكسيلين أيوزين H&E بسيتوبلازما شاحبةٍ مليئةٍ بحبيباتٍ إفرازيّة تتلون بتقنية PSA، وتحتوي هذه الحبيباتُ على موادٍ مخاطيّة حمضيّة معظمها يتكوّن من الكبريتات والكربوكسيل، وتقوم القنيات المركزيّة في هذه الغدّد بتصريف الإفرازات من الخلايا في الفصيصات المتعدّدة، ويتناول هذا المقال أهمَّ المعلومات عن الغدّد المخاطيّة من حيث الأهميّة ومواقع توزّعها وأهمُّ الأمراض التي تصيبها.[١]


موقع الغدة المخاطية

بسبّب أهميّة الغدّد المخاطيّة للجسم فإنِّها تتوزع في أماكن مختلفة ومتنوعة وحيوية من الجسم لضمان قيام أجهزة الجسم المختلفة بوظائفها بالشكل الأمثل، وأهمُّ هذه المناطق:

  • الجهاز الهضمي: حيث إنَّ المريء مبطنٌ بظهارةٍ حرشفيّة مطبقة مع كميّة وفيرةٍ من الغدّد المخاطيّة ومن الناحية النسيجيّة توجد كميّة أقلَّ من هذه الغدّد عند الوصل المريئي المعدي، وتتواجد الغدّد البوابية في المعدة وهذه الغدّد غنيةٌ جدًا بالخلايا المخاطيّة وقد يتمُّ الخلط بينها وبين الغدد المخاطيِّة في القولون لغزارتها، ولكن تتميز الغدّد المخاطيّة في القولون بأنَّها أقلُّ التفافًا وتشعبًا.[٢]
  • الغدد اللعابية:  يحتوي الفم على ثلاث غددٍ لعابيّة رئيسة بالإضافة إلى عددٍ كبير من الغدد المخاطيّة الصغيرة جدًا والمنتشرة في جميع أنحاء الغشاء المخاطي للفم، وتُنتج هذه الغدّد ما يقارب 1 لتر من اللعاب يوميًا وبدونه ستتوقف جميع وظائف الفم تقريبًا، ويتنوع إنتاج الغدّد اللعابيّة للمخاط حيث تُعد الغدّة النكافيّة غدّة مصليّة الإفراز وتُعد الغدّة تحت الفك غدّة ذات إفرازٍ مصلي مخاطي بينما تُعد الغدّة تحت اللسان غدّة ذات إفراز مخاطي.[٢]
  • الغدد تحت المخاطية للجهاز التنفسي: وهي هياكل متخصصة ضرورية للحفاظ على توازن مجرى الهواء، وتبرز أهميتها لمشاركتها بالآلية الإمراضية لعدّد منأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن.[٣]


أهمية الغدة المخاطية

ينتج المخاط من خلال الغدّد المخاطيّة وهو سائل لزج يرطب ويحمي العديد من ممرات الجهاز الهضمي والتنفسي في الجسم، حيث يتكون من الماء والخلايا الظهاريّة والكريات البيض الميتة وكميات من الموسين والأملاح غير العضوية، وتوجد أعداد كبيرة من الخلايا المخاطية في الفم حيث يُستخدم المخاط لترطيب الطعام والحفاظ على رطوبة أغشية الفم أثناء ملامستها للهواء، كما يساعد المخاط في الأنف على حبس الغبار والبكتريا والجزيئات الصغيرة المُستنشقة، وتحتوي المعدة أيضًا على أعداد كبيرة من الخلايا المخاطيّة حيث يشكل المخاط فيها طبقةً سُمكها 1ملم تُبطن كامل السطح الداخلي للمعدة وتحميها من العصارة المعدية شديدة الحموضة حتى لا تهضم المعدة نفسها[٤].


كما يعلب مخاط المجرى الهوائي دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن عمل الجهاز التنفسي، حيث يوفر خط الدفاع الأول ضد المهيجات المحمولة في الجو، كما إنَّه ضروريٌ لعمل الغشاء المخاطي الهدبي الذي يضمن عدم وصول جزيئاتٍ غريبةٍ غير مرغوبة إلى الرئتين، كما إنَّه يحتوي بتكوينه البروتيني على أنزيماتٍ مبيدة للجراثيم ممِّا يقلِّل من خطر الإصابة بالإنتان التنفسي، وعند البشر تكون 5% من خلايا الجهاز التنفسي هي خلايا كأسية مفرزة للمخاط.[٥]


أمراض الغدة المخاطية

تعد متلازمة شوغرن المرض المناعي الذاتي الذي تهاجم فيه الخلايا المناعية الخلايا المخاطيّة الموجودة في الجسم، والتي غالبًا ما تتواجد بالترافق مع التهاب المفاصل الروماتويدي وتصلب الجلد والذئبة، حيث قد تؤثر هذه المتلازمة على العينين فقط أو الفم فقط أو تظهر بعدّد أكبر من أجهزة الجسم، وبسبّب تلف الغدّد التي تمد الفم باللعاب والعيون بالدمع يحدث لدى المريض جفافٌ في قرنية العين ويحدث التهيج فيها ومع تطور الحالة قد تتلف القرنية وتضعف الرؤيا.[٦]


تتسبَّب هذه المتلازمة بحدوث جفاف في الفم والشفتين، ويصبح المضغ والبلع لدى المريض أكثر صعوبةً، كما قد تتأثر قدرة الشخص على تذوّق وشمِّ الطعام، وقد تظهر أعراض هذه المتلازمة في أي مكان من الجسم، ويحتوي على أغشية مخاطية مثل الحنجرة والرئتين والفرج والمهبل، ويمكن أن يؤدي هذا الجفاف في الرئة لحدوث الالتهاب الرئوي وقد يحدث أيضًا زيادة في تساقط الشعر من الجسم، ويشمل العلاج الأمّثل لهذه الحالة المعالجة العرضيّة التي تشمل:[٦]

  • احتساء السوائل طوال اليوم.
  • مضغ علكة خالية من السكر.
  • استخدام غسولات الفم كبديل للعاب.
  • تجنب الأدوية التي تسبِّب جفاف الأغشية المخاطية كمضادات الهيستامين.
  • العناية المنتظمة بالفم والأسنان.
  • استخدام قطرات العين.
  • قد يمكن لعقار البيلوكاربين تحريض الغدد اللعابيّة على إنتاج كميات إضافيّة من اللعاب


ماذا تفرز الغدة المخاطية؟

تفرز الغدة المخاطية من اسمها المخاط، وقد يبدو المخاط مزعجًا في العادة ولكن لا أحد يستطيع العيش بدون وظائفه المهمّة لاستمرار عمل أجهزة الجسم بالطريقة الأمثل، حيث إنَّه سائل لزج شفاف تفرزه الغدد المخاطية الموزعة بين خلايا القصبات في الرئتين وخلايا المعدة والأمعاء والمسالك البوليّة والتناسليّة والعينين والأذنين، ويحتوي على مجموعة متنوعة من المواد المهمّة للجسم مثل الإنزيمات المطهرة والأجسام المضادة والموسين الذي يعطي المخاط شكله المميز.[٧]


هل يمكن استئصال الغدة المخاطية؟

حيث يحافظ المخاط على بطانة الجهاز التنفسي من الجفاف، كما يعمل على تصفية الغبار والعوامل الممرضة في الهواء المُتنفس، ويساعد الغشاء المخاطي للمجرى التنفسي في هذه العملية حيث يحتوي على شعيرات صغيرة تخرج من الخلايا المبطنة للمجرى الهوائي تَعمَل على دفع المخاط المُحمَّل بالمواد الغريبة عن الجسم إلى الفم مرةً أخرى حيث يمكن ابتلاعه أو طرده خارج الجسم، ويعاني المرضى المصابون بالتليف الكيسي من حدوث طفرة جينيِّة تجعل المخاط لديهم سميكًا جدًا ممِّا يعوض من وظائف المخاط المهمِّة لديهم ويزيد من معدَّل حدوث الأمراض، وبالتالي ممِّا سبق فإنِّه لا يمكن استئصال الغدد المخاطية أو العيش من دون مخاط.[٧]

المراجع

  1. "Mucous Gland", www.sciencedirect.com, 2020-08-13. Edited.
  2. ^ أ ب "Mucous Gland", www.sciencedirect.com, 2020-08-13. Edited.
  3. "Understanding the development of the respiratory glandS", anatomypubs.onlinelibrary.wiley.com, 2020-08-13. Edited.
  4. "Mucus", www.britannica.com, 2020-08-13. Edited.
  5. "Understanding the development of the respiratory glands", anatomypubs.onlinelibrary.wiley.com, 2020-08-13. Edited.
  6. ^ أ ب "Sjogrens syndrome", www.cedars-sinai.org, 2020-08-13. Edited.
  7. ^ أ ب "Eleven body fluids we couldnt live without", medicalxpress.com, 2020-08-13. Edited.
4454 مشاهدة
للأعلى للسفل
×