الغدة النخامية والحمل

كتابة:
الغدة النخامية والحمل

يتعرض جسم المرأة لتغيرات هرمونية عديدة خلال فترة الحمل ما قد يؤثر على وظائف وأنسجة العديد من الغدد الصماء، تعرف على العلاقة بين اضطرابات الغدة النخامية والحمل.

إليك أهم المعلومات حول الغدة النخامية والحمل، في المقال الآتي:

الغدة النخامية والحمل

الغدة النخامية هي أحدى الغدد الصماء في الجسم التي تقع في منطقة تحت المهاد في الدماغ وتتحكم بالعديد من أجزاء الجسم، مثل: الدماغ، والأعضاء التناسلية، والجلد، والنمو، وغيرها الكثير من خلال هرموناتها المتعددة، مثل: هرمون الموجه لقشر الكظر، وهرمون البرولاكتين، وهرمون منشط الجريب، على الرغم من حجمها الصغيرالذي يٌقدر بحجم حبة البازيلاء.

تتعرض الغدد الصماء خلال فترة الحمل لتغيرات كثيرة، لكن الغدة النخامية بالذات تُعد من أكثر الغدد تأثرًا سواء من الناحية الوظيفية أو التشريحية، حيث تضطرب هرموناتها ويزداد حجمها بمقدارالثلث تقريبًا.

هناك العديد من الاضطرابات في الغدة النخامية التي تحدث في فترة الحمل حصرًا، مثل: التهاب الغدة النخامية، ومتلازمة شيهان (Sheehan's syndrome)، كما أن هناك اضطرابات نادرة جدًا خلال الحمل أو قد تكون موجودة لدى السيدة قبل الحمل مثل: مرض كوشينج، وضخامة الأطراف، وورم البرولاكتين والتي يُشكل علاجها تحديًا صعبًا لدى الطبيب.

اضطرابات الغدة النخامية خلال الحمل

بعض اضطرابات الغدة النخامية والحمل تٌعد نادرة لكنها خطيرة وقد تهدد الحياة في بعض الأحيان في حال عدم السيطرة عليها، مثل:

1. التهاب الغدة النخامية

قد تلتهب الغدة النخامية وتتأثر وظائفها بسبب تسرب أو تسلل الخلايا اللمفاوية ما يؤدي إلى تضخمها، يحدث هذا التسلل لأسباب غير معروفة بشكل واضح، لكن يُعتقد أن له علاقة باضطراب مناعي ذاتي.

يحدث الالتهاب خلال الفترة الأخيرة من الحمل أو بعد الولادة، كما قد يصيب فئات أخرى غير الحوامل، مثل: الرجال أوالفتيات قبل البلوغ أو السيدات بعد انقطاع الحيض، فتظهرأعراض، مثل:

  • الصداع في بداية المرض.
  • ضعف البصر
  • غياب الدورة الشهرية.
  • إفراز الحليب من الثدي.
  • الضعف الجنسي عند الرجال.
  • ازدواج الرؤية وهو أمر نادر.

يمكن علاج هذه الحالة بالأدوية المثبطة للمناعة والأدوية المضادة للالتهاب، مع احتمالية التدخل الجراحي في حالات محددة.

2. متلازمة شيهان

قد تموت أنسجة الغدة النخامية في حال حدوث نزيف شديد أثناء الولادة، خصوصًا في حالات الحمل بتوائم أو وجود مشكلات في المشيمة.

قد يتأخر ظهور أعراض متلازمة شيهان ما يؤدي إلى تأخر في التشخيص. وإليك أهم أعراض هذه المتلازمة:

  • عدم تشكل حليب الثدي إطلاقًا.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • تساقط في شعر الإبط العانة.
  • نزيف قليل أثناء الحيض.

يتم علاج هذه المتلازمة بهرمونات الاستروجين والبروجستيرون حتى سن انقطاع الطمث، كما يتم تعويض هرمونات الغدة النخامية مدى الحياة.

اضطرابات الغدة النخامية قبل و خلال الحمل

بعض اضطرابات الغدة النخامية قد تكون موجودة مسبقًا لدى المرأة الحامل أو تتطور خلال الحمل في حالات نادرة جدًا، مثل:

1. مرض كوشينج

يتمثل هذا المرض في ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول بالدم لفترات طويلة، ما يؤدي لأعراض ومضاعفات عديدة، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر، وهشاشة العظام.

قد يحدث هذا المرض خلال فترة الحمل الأخيرة، ما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو وفاة الجنين قبل الولاة أو الإجهاض التلقائي أو تأخر في نمو الجنين ما لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل مبكر.

2. مرض ضخامة الأطراف

يتمثل هذا المرض في فرط إنتاج هرمون النمو الذي ينتج عادةً عن ورم حميد داخل الغدة النخامية ما يؤدي إلى قصور في عملها ومشكلات في الغدد التناسلية وفرط في إفراز البرولاكتين، ويتم علاجه بعدة طرق منها: الأدوية التي تتحكم في إفراز هرمون النمو، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الجراحي.

على الرغم من ارتباط مرض ضخامة الأطراف بضعف الخصوبة إلا أنه قد يحدث حمل لدى المرأة المصابة به، لكن هذا يعرضها ويعرض الجنين لتحديات كبيرة، مثل:

تأثير هرمونات الحمل على حجم الورم الموجود لديها، وتأثير فرط إفراز هرمون النمو وعامل النمو شبيه الإنسولين على الجنين، عدا عن الأدوية والعلاجات التي قد تتعرض لها خلال فترة الحمل.

3. الورم البرولاكتيني

وهو ورم حميد في الخلايا التي تُنتج البرولاكتين في الغدة النخامية، يُمكن أن يزيد حجم هذا الورم خلال الحمل، ويتسبب بأعراض، مثل: صداع، أو تغيرات في النظر، لذا قد يطلب الطبيب استخدام الأدوية أثناء الحمل. تُستخدم العديد من الأدوية الفعّالة في العلاج، أهمها: الكابيروجولين (Cabergoline) والبروموكربتين (Bromocriptine).

2804 مشاهدة
للأعلى للسفل
×