الغدة والسمنة

كتابة:
الغدة والسمنة

السمنة

تُعد السمنة من الاضطرابات التي تحدث بسبب تراكم كمية كبيرة من الدهون في الجسم، ولا يقتصر تأثير السُمنة على الجانب الجمالي للشخص فحسب، لكنها تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية، كأمراض القلب، وداء السُّكري، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، كما يوجد العديد من الأسباب للإصابة بالسمنة، منها حدوث انخفاض في إفراز هرمونات الغدة الدُّرقية بما يُدعى قصور الغدة الدُرقية.[١][٢]


الغدة الدرقية والسمنة

تقع الغدة الدرقية في منتصف الجزء السفلي من الرقبة، وتشبه الفراشة من ناحية الشكل، وهي مسؤولة بصورة رئيسة عن التحكم بعمليات الأيض في الجسم؛ أي الطريقة التي تستهلك بها خلايا الجسم الطاقة التي تحصل عليها من المواد الغذائية المختلفة التي يتم تناولها.TSH،[٣][٤]

وتقوم الغدة بعملها من خلال إفراز نوعين رئيسين من الهرمونات، وهما: الهرمون ثلاثي يود الثيرونين T3، وهرمون الثيروكسين T4، وتُؤثر هذه الهرمونات في خلايا الجسم وأعضائه المختلفة؛ فهي المسؤولة عن تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم كعملية الأيض، وضبط درجة حرارة الجسم، وتنظيم معدل سرعة ضربات القلب، وتنظيم عملية انقباض العضلات، وعمل الجهاز الهضمي وغير ذلك الكثير.TSH،[٣][٤]

تجدر الإشارة إلى أنّ الغدة النخامية قادرة على استشعار مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الدم، وفي حال حدوث انخفاض أو ارتفاع في مستوياتها عن الحدّ الطبيعيّ تُعيده إلى الوضع المقبول، وذلك عن طريق التحكُّم بكمية إفرازها لهرمونها الذي يُعرف بالهرمون منبه الدرقية أو الهرمون المنشط للدرقية.TSH،[٣][٤]

توجد بعض الحالات التي يُعاني فيها المصاب من قصور الغدة الدرقية، وتتمثل هذه الحالة بانخفاض مستوى هرموناتها دون الحدّ الطبيعيّ، ويرافق ذلك الإصابة بالسُمنة وانخفاض معدل الأيض، إذ تُعد السُمنة من الأمراض التي تُرافق التغيرات الهرمونية في الجسم، كما أنه يوجد احتمال أن تؤدي إلى اضطرابات الغدة الدُّرقية؛ أي أن العلاقة بين السُمنة وأمراض الغدة الدُرقية ثنائية الاتجاه.[٥]


أسباب قصور الغدة الدرقية

يوجد العديد من الأسباب والعوامل التي تكمن وراء الإصابة بقصور الغدة الدرقية، ومن أهمّها ما يأتي:[٦]

  • أمراض المناعة الذاتية: في بعض الاحيان يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا الجسم عن طريق الخطأ باعتبارها أجسامًا غريبةً يجب التخلُص منها، مما يؤدي إلى الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، ومنها مرض هاشيموتو الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا الغدة الدُّرقية، مما يُسبب التهابها المُزمن.
  • استئصال الغدة الدرقية: تؤدي إزالة الغدة الدرقية إلى انخفاض في مستوى الهرمونات، ويتم في هذه الحالة وصف الأدوية البديلة لهرموناتها ليتناولها المُصاب مدى الحياة.
  • العلاج الإشعاعي: يؤدي علاج بعض أمراض السرطان مثل سرطان الرقبة، وسرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية إلى إيقاف أو إبطاء إفراز هرمون الغدة الدُرقية، مما يتسبب بحدوث قصور فيها.
  • الأدوية: بعض أنواع الأدوية، مثل: أدوية علاج الأمراض النفسية، وأدوية علاج السرطان، وأدوية علاج أمراض القلب تؤدي إلى قصور الغدة الدرقية.


أعراض قصور الغدة الدرقية

تتضمن أعراض قصور الغدة الدرقية ما يأتي:[٧]

  • الإعياء.
  • الإصابة بالإمساك.
  • زيادة في الوزن.
  • تباطؤ في معدل ضربات القلب، والحركات، والكلام.
  • الشعور بألم في المفاصل والعضلات، وحدوث التشنجات والضعف فيها.
  • تكرار الإصابة بالتهابات المسالك البولية والجهاز التنفسي.
  • جفاف في الجلد.
  • غزارة في نزيف الدورة.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • الشعور بالوخز والتنميل.
  • حدوث هشاشة وترقق في الشعر والأظافر.
  • عدم تحمُل البرد.
  • الشعور بالضعف.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • حدوث انتفاخ في الوجه والقدمين واليدين.
  • الإصابة بالأرق.
  • اختلال في التوازن.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • انخفاض نسبة التعرق.

وفي حال عدم الخضوع للعلاج يُمكن أن تظهر المضاعفات الآتية:[٧]


علاج قصور الغدة الدرقية

يتضمن علاج قصورة الغدة الدرقية الخيارات الآتية:[٦]

  • الأدوية: قصور الغدة الدرقية هو حالة تستمر مدى الحياة، ويُقلل الدواء من الأعراض أو يخففها، وأفضل علاج لهذه الحالة هو استخدام ليفوثيروكسين، وهو النسخة الاصطناعية من هرمون T4، إذ يعمل كبديل للهرمون الطبيعي.
  • العلاج البديل: يُمكن أن تُساعد بعض المُستخلصات الحيوانية التي تحتوي على بدائل لهرمونات الدُرقية في علاج قصور الغدة الدرقية.
  • النظام الغذائي: لا يوجد نظام غذائي مُعين للمُصابين بقصور الغدة الدُرقية، لكن توجد بعض الأطعمة التي يُمكن أن تُساعد في العلاج، ومنها ما يلي:
    • تناول الأطعمة الغنية باليود، مثل: الحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبروتينات الخالية من الدهون، والفواكه والخضروات الملونة.
    • تقليل استهلاك الصويا؛ إذ يمنع امتصاص الأدوية المماثلة لهرمونات الغدة الدرقية في الجسم.
    • عدم استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف لعدة ساعات قبل تناول الأدوية الهرمونية المعالجة لقصور الغدة الدرقية؛ إذ تُقلل الألياف من امتصاص الهرمونات التي يحتاجها الجسم.
    • تجنُب تناول دواء الغدة الدُرقية في نفس وقت تناول المكملات الغذائية، ويجب ترك ساعات بين الدواء والمكمل.


أسباب الإصابة بالسمنة

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسُمنة، منها ما يأتي:[٨]

  • الوراثة: تُعد الوراثة من العوامل الأساسية للإصابة بالسُمنة، إذ تنتقل عبر الجينات من الوالدين إلى الأبناء.
  • الأطعمة المُصنَّعة: معظم الأطعمة المُصنعة الموجودة في الأسواق تؤدي إلى الإصابة بالسُمنة؛ وذلك لأنها مُعدة خصوصًا لتكون لذيذةً قدر الإمكان، مما يؤدي إلى تناول المزيد منها والإفراط في تناول الطعام والإصابة بالسمنة.
  • إدمان الطعام: بعض الأشخاص يُعانون من الرغبة المتزايدة بتناول الأطعمة، خاصّةً الأطعمة المُحلاة بالسكر وعالية الدهون، وتُشبه هذه الرغبة المُلحة الإدمان، إذ لا يستطيع الشخص منع نفسه من مقاومة تناول الطعام.
  • الإنسولين: يُعد الإنسولين من الهرمونات الضرورية لعملية تنظيم الطاقة وتخزين الدهون في الخلايا الدهنية، وتؤدي زيادته في الجسم إلى زيادة تخزين الدهون في الخلايا والإصابة بالسمنة، كما تؤدي السمنة إلى زيادة مقاومته من قِبَل خلايا الجسم، ويمكن خفض نسبة الإنسولين في الجسم بتقليل تناول الكربوهيدرات البسيطة والمكررة، وزيادة تناول الألياف.
  • الأدوية: تؤدي بعض الأدوية إلى الإصابة بالسمنة كأحد الآثار الجانبية لها، مثل: مضادات الاكتئاب، وأدوية السكري، ومضادات الذهان.
  • السكر: يُعد السكر المُضاف من أسوأ الإضافات إلى الأطعمة؛ لأنه يُغير من الهرمونات والوظائف الحيوية في الجسم عند استهلاكه بكميات كبيرة، إذ يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين، ويُسبب الإفراط في تناول الطعام.


المراجع

  1. "Obesity", www.mayoclinic.org, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  2. Danielle Moores (16-7-2018), "Obesity"، www.healthline.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Thyroid Disease ", my.clevelandclinic.org, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Kathleen Romito (6-11-2018), "Thyroid Hormone Production and Function"، uofmhealth, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  5. "The Impact of Obesity on Thyroid Autoimmunity and Dysfunction: A Systematic Review and Meta-Analysis", www.frontiersin.org,1-10-2019، Retrieved 11-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Kimberly Holland (3-4-2017), "Everything You Need to Know About Hypothyroidism"، www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب James McIntosh (2-1-2018), "What is hypothyroidism?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
  8. Kris Gunnars, BSc (4-5-2018), "10 Leading Causes of Weight Gain and Obesity"، www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×