محتويات
الغدد الصماء
يضم نظام الغدد الصماء (Endocrine glands system) الغدد التي تفرز الهرمونات مباشرةً في الدم وليس من خلال القنوات؛ إذ تنتقل هذه الهرمونات في جميع أنحاء الجسم، لكنّها لا تُؤثر إلّا في الخلايا التي تحتوي على مستقبلات هذه الهرمونات، وبالرغم من وجود ثماني غدد صماء رئيسة منتشرة في جميع أنحاء الجسم، إلّا أنّها لا تزال تُعد نظامًا واحدًا؛ لأنّ لها وظائف متشابهة وآليات متماثلة في التأثير في أجزاء الجسم، كما ترتبط مع بعضها بعدة طرق.
تُقسم هرمونات الغدد إلى هرمونات بروتينية، وهرمونات دُهنية، وهرمونات مُشتقة من الأحماض الأمينية، وتُفرز هذه الهرمونات إلى أعضاء الجسم أو الأنسجة أو الخلايا، وتمتلك بعض الغدد الصماء بعض الوظائف إلى جانب إفراز الهرمونات؛ إذ يُفرز البنكرياس جزءًا كبيرًا من الإنزيمات الهضمية، وتُنتج المبايض البويضات، والخصيتان تُنتجان الحيوانات المنوية، لكنّ الوظيفة الأساسية لهذه الغُدد هي إفراز الهرمونات، كما توجد بعض الأعضاء الأخرى في الجسم مفرزة للهرمونات؛ كالمعدة والقلب إلّا أنَّ ذلك لا يُعد وظيفتها الأساسية.[١][٢]
نظام الغدد الصماء
تتضمن الغدد الرئيسة في جهاز الغدد الصماء ما يأتي:[٣]
- الغدة النخامية: توجد الغدة النخامية داخل المخ، وتكمن وظيفتها في الحفاظ على مستوى الهرمونات في الجسم، وتُشرف على الغُدد الأخرى؛ إذ يُمكنها إحداث تغيير في إنتاج الهرمونات في مكان آخر في نظام الغدد الصماء من خلال إفراز هرموناتها المحفزة، وترتبط الغدة النخامية أيضًا بالجهاز العصبي من خلال جزء من الدماغ يسمى ما تحت المهاد، كما تعمل على إفراز الهرمونات الآتية؛ هرمون المُنشِّط للجسم الأصفر (LH)، والهرمون المنشط للحوصلة (FSH)، وهرمون النمو، والهرمون المنشط للغدة الدرقية(TSH)، بالإضافة إلى الهرمون المنشط لقشرة الكظرية (ACTH)، وهرمون الحليب، والهرمون المضاد لإدرار البول، والأوكسيتوسين.
- الغدة الدرقية: تقع الغدة الدرقية في الرقبة أمام القصبة الهوائية، وتُفرز هرموني ثلاثي يودوثيرونين (T3)، وهرمون الثيروكسين (T4)، وهما يلعبان دورًا أساسيًا في عملية التمثيل الغذائي وحفظ التوازن في الجسم، ويُتحكم بإفراز هذه الهرمونات عبر الهرمون المُحفِّز للدُرقية (TSH) الذي يُفرز من الغدة النخامية.
- الغدد جارات الدرقية: توجد أربع غدد بجوار الغدة الدرقية، تُسهم في تنظيم مستويات الكالسيوم، والفوسفات، وفيتامين (د) داخل الجسم.
- الغدد الكظرية: توجد غدتان كظريتان واحدة فوق كل كلية، تُفرزان العديد من الهرمونات، فالجزء الخارجي من الغدة الذي يُدعى قشرة الغدة الكظرية يصنع الكورتيزول والألدوستيرون والهرمونات الجنسية، والجزء الداخلي الذي يُدعى نخاع الغدة الكظرية يُفرز الأدرينالين؛ وهو من الهرمونات التي يتحكَّم بإفرازها الجهاز العصبي.
- البنكرياس: وهو أحد أعضاء الجهاز الهضمي، يُفرز هرمون الأنسولين الذي يتحكم بنسبة السكر في الدم، كما أنه يُفرز هرمونات أخرى، مثل؛ الجلوكاجون، والسوماتوستاتين.
- المبايض: توجد المبايض في الحوض الأنثوي، وتفرز الهرمونات الجنسية الأنثوية، مثل؛ الإستروجين.
- الخصيتان: هما مُعلَّقتان في كيس الصفن عند الذكور، وتُفرزان هرمونات الذكورة، مثل؛ التستوستيرون.
- تحت المهاد: هي جزء موجود في المخ يقوم بربط نظام الغدد الصماء مع الجهاز العصبي، وتتمثل مهمتها الرئيسية في التحكُم بالغدة النخامية لبدء أو إيقاف صنع الهرمونات.[٤]
- الغدة الزعترية: تصنع هذه الغدة خلايا دم بيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية التائية التي تحارب العدوى، وتُعد ضروريةً بنسبة كبيرة لتطور الجهاز المناعي للطفل، وتبدأ بالتقلُص بعد البلوغ.[٤]
- الغدة الصنوبرية: تفرز هذه الغدة الميلاتونين المساعد على الاستعداد للنوم.[٤]
وظائف الغدد الصماء
تُعد الغدد الصماء المسؤولة عن تنظيم مجموعة من الوظائف الجسدية من خلال إفراز الهرمونات التي تنتقل عبر مجرى الدم إلى أنسجة الجسم وأعضائه المختلفة، ومن الأمثلة على الوظائف التي تتحكم بها هذه الغدد ما يأتي:[٥]
- عملية الأيض أو ما يُدعى التمثيل الغذائي.
- النمو والتطور.
- النمو الجنسي والتكاثر.
- معدل ضربات القلب.
- التحكم بالشهية.
- تنظيم دورات النوم والاستيقاظ.
- تنظيم درجة حرارة الجسم.
- ضغط الدم.
اضطرابات الغدد الصماء
يوجد العديد من الاضطرابات التي تُصيب الغُدد الصماء في الجسم التي تُؤثر في عدة وظائف، ومن هذه الاضطرابات ما يأتي:[٦][٤]
- قصور الغدة الكظرية: يحدث قصور الغدة الكظرية عندما لا تنتج كميات كافيةً من الهرمونات الستيرويدية، مثل؛ الكورتيزول، إذ تنظم هذه الهرمونات عملية توازن أملاح الصوديوم والبوتاسيوم، واحتباس السوائل.
- تضخم الغدة الكظرية الخلقي: هو مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تصيب الغدد الكظرية، ويفتقر الشخص المصاب بهذا الاضطراب إلى أحد الإنزيمات التي تُساعد على إنتاج الهرمونات داخل الغدة الكظرية، التي تقوم بتنظيم التمثيل الغذائي، والجهاز المناعي، وضغط الدم، وغيرها من الوظائف الأساسية الأخرى.
- فرط الألدوستيرونية : هو حدوث زيادة في إفراز هرمون الألدوستيرون (Aldosterone) من الغدة الكظرية، الذي تكمن وظيفته في تحفيز امتصاص الصوديوم عن طريق الكلى، والمساعدة على تنظيم توازن الماء والأملاح في الجسم، وتؤدي زيادة إفرازه إلى ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم.
- اضطرابات الغدة النخامية: تُصاب الغدة النخامية بأورام تؤدي إلى إفراز الكثير من الهرمونات أو تُقللها.
- اضطرابات الغدة الدرقية: تؤثر هرمونات الغدة الدرقية في عمليات الأيض، وعند إصابتها بأحد الاضطرابات أو الأورام؛ فإنها تتأثر ويختلف معدل إفراز هرموناتها، ومن أهم الاضطرابات التي تُصيب الغدة الدرقية ما يأتي:
- قصور الغدة الدرقية، لا تستطيع الغدة الدرقية إنتاج ما يكفي من هرموناتها للحفاظ على عمل الجسم طبيعيًا، ويُمكن أن يحدث هذا الاضطراب نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية، أو استئصال الغدة الدرقية، أو العلاج الإشعاعي.
- فرط نشاط الغدة الدرقية؛ هو حالة تنتج فيها الغدة الدرقية كميات كبيرةً من هرمونتها، ويؤدي ذلك إلى تسارع العمليات الحيوية في الجسم، وقد يعاني الأفراد من التوتر، والقلق، وزيادة في نبض القلب، وارتعاش اليد، والتعرق الزائد، بالإضافة إلى فقدان الوزن، واضطرابات في النوم.
- تضخُم الأطراف: يحدث هذا الاضطراب بسبب زيادة إفراز هرمون النمو، ممّا يُؤدي إلى زيادة نمو العظام وضخامة حجمها، وعادةً ما يُؤثر في القدمين، واليدين، والوجه.
- داء كوشينغ: يُفرَز في هذا الاضطراب الكثير من هرمون الكورتيزول، ممّا يُؤدي إلى زيادة الوزن، وسهولة ظهور الكدمات، وضعف العضلات والعظام.
- متلازمة تكيس المبايض: تنتج متلازمة تكيُّس المبايض عن عدم توازن الهرمونات التناسلية، ممّا يُؤدي إلى عدم تكوُن البويضة أو عدم انطلاقها أثناء الإباضة، وما ينتج عن ذلك من غياب الدورة الشهرية، وظهور حب الشباب، وزيادة نمو الشعر على الوجه أو الذقن.
- البلوغ المبكر: عندما لا تعمل الغدد التي تتحكم بالتكاثر بطريقة صحيحة، يبلغ بعض الأطفال في سن مبكرة.
أسباب أمراض الغدد الصماء
توجد أسباب تُسهم في زيادة مستويات هرمونات الغدد الصّماء أو انخفاضها، ومنها:[٧]
- اضطراب التّغذية الرّاجعة للغدد الصماء.
- اضطرابات وراثيّة، مثل؛ قصور الغدّة الدّرقية الخَلقي.
- أورام الغدد الصّماء، وتجدر الإشارة أن معظمها غير سرطانيّة، وعادةً لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
المراجع
- ↑ "Endocrine Glands & Their Hormones", /training.seer.cancer.gov, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Chapter 13 - Endocrine Glands", www.histologyguide.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Hormonal (endocrine) system ", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "The Endocrine System and Glands of the Human Body", www.webmd.com,2-6-2019، Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ ill Seladi-Schulman, PhD (22-4-2019), "Endocrine System Overview"، www.healthline.com, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Types of Endocrine Disorders", hospital.uillinois.edu, Retrieved 11-11-2019. Edited.
- ↑ "Endocrine Diseases", medlineplus, Retrieved 2019-4-4. Edited.