الغضب يحفز أسباب الألم العضلي الليفي لدى النساء

كتابة:
الغضب يحفز أسباب الألم العضلي الليفي لدى النساء

الأحاسيس السلبية، مثل الغضب والحزن، تؤدي إلى تفاقم الأوجاع لدى النساء، سواء كنّ يعانين من أسباب الألم العضلي الليفي أم لا - هذا ما يقوله الباحثون في جامعة أوترخت في هولندا.

الأحاسيس السلبية، مثل الغضب والحزن، تؤدي إلى تفاقم الأوجاع لدى النساء، سواء كنّ يعانين من أسباب الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) أم لا - هذا ما يقوله الباحثون في جامعة أوترخت في هولندا.

وقد أجرى الباحثون تجربة شملت 121 امرأة، 62 منهن يعانين من متلازمة الألم العضلي الليفي و-59 لم يعانين من هذه المتلازمة.

الألم العضلي الليفي هو متلازمة مزمنة، سببها غير معروف، وهي عبارة عن شعور عام بالألم، ونقاط حساسة منتشرة في الجسم. ترافق المتلازمة في عدة أحيان اضطرابات في النوم، تعب، صداع وتوتر. نسبة انتشار المرض لدى النساء تبلغ عشرة أضعاف نسبة انتشارها بين الرجال، أما نسبة انتىشار المرض في المجتمع فتبلغ 3,5% بين النساء و 0,5% بين الرجال. والمريضة النموذجية هي امرأة في سن 20 - 50 عاما.

في العديد من الأحيان، يشكو المرضى من أوجاع في الظهر، تنتشر إلى الردفين أو الرجلين. وتشمل الأعراض الأخرى أوجاعا وضغطا في منطقة العنق وحول الكتفين. يمكن أن يظهر تيبس في الصباح يتحسن بمرور الساعات. العديد من المرضى يستيقظون عدة مرات خلال النوم، ويجدون صعوبة في النوم من جديد. المرضى الذين يعانون من متلازمة الألم العضلي الليفي هم أكثر عرضة لظهور اضطرابات أخرى مثل اضطرابات النوم، الاكتئاب والتوتر، أوجاع الرأس ومتلازمة الأمعاء المتهيجة.

في هذه التجربة، طلب من النساء في المجموعتين المذكورتين التفكير بموقف محايد، وبعد ذلك تذكر موقف يؤدي  إلى شعور بالغضب أو الحزن لديهن، ثم فحص الباحثون تأثير هذه الأحاسيس السلبيية على الاستجابة للألم. بالاضافة إلى ذلك، تعرضت المشاركات في التجربة إلى منبه كهربائي مؤلم، وضغطن على زر عندما شعرن بالتيار الكهربائي، ثم ضغطن مرة أخرى عندما اشتد الألم وأصبح غير محتمل.

وظهر من نتائج البحث أن الإحساس بالغضب أو الحزن أدى إلى تفاقم الاستجابة للألم، سواء لدى النساء اللواتي عانين من الألم العضلي الليفي  أم لدى اللواتي لم يعانين منه. وكلما كان هذا الشعور أقوى أدى إلى رد فعل أشد من الألم. ويعتقد الخبراء في هذا المجال أن هذه النتائج صحيحة بالأساس لدى النساء اللواتي يعانين من أسباب الألم العضلي الليفي ، لأنهن يشعرن بالأحاسيس السلبية أكثر من النساء اللواتي لا يعانين من هذا المرض. 

ونظرا لأن الاحاسيس السلبية هي جزء لا يتجزأ من حياتنا، وخاصة لدى المرضى والمريضات الذين يعانون من الألم المزمن، فمن الممكن أن تكون هنالك فائدة من استثمار الجهود في محاولة تغيير طريقة تعامل الناس مع أحاسيسهم، بهدف تغيير تأثير هذه الأحاسيس السلبية على الألم.

على سبيل المثال، ارشاد المرضى والمريضات لأن يدركوا أحاسيسهم ويعبّروا عنها، وهذا قد يخفف من شدة هذه الأحاسيس، ونتيجة لذلك قد يؤدي إلى تقليص تأثيرها على الألم.

في الأبحاث الطبية، هنالك اثباتات على أن النساء المصابات بالألم الليفي العضلي يجدن صعوبة في فهم مشاعرهن والتعبير عنها، وعلى أن كبت الغضب هو مشكلة هامة خاصة لدى النساء المصابات بالألم الليفي العضلي، لأن هنالك ميلا أكبر في هذه المجموعة للأحاسيس السلبية.

وفي بحث آخر أجري في هولندا، أيضا، وجد الباحثون أن العلاج الذهني السلوكي والتمرين الجسدي الملائم يمكن أن تساعد في التخفيف من الشعور بالألم ويمكن أن تعود بفائدة على المرضى والمريضات المصابات بالألم الليفي العضلي. وقد كان تأثير العلاج ملحوظا، مع تحسن كبير في الألم، الضعف وعدم القدرة على االأداء الوظيفي. كما يؤدي هذا العلاج، أيضا، إلى تحسن في حالة التوتر وفي المزاج السيء. بفضل هذه النتائج، يعتقد الباحثون أنه من الممكن اقتراح علاج ملائم للنموذج الذهني - السلوكي لدى النساء المصابات بالألم العضلي الليفي  في مرحلة مبكرة بعد التشخيص. هذه الامكانية يمكن أن تحسن النتائج الجسدية والنفسية، سواء على المدى القريب أو على المدى البعيد. 

4077 مشاهدة
للأعلى للسفل
×