الفاعلون في العلاقات الدولية

كتابة:
الفاعلون في العلاقات الدولية


الفاعلون في العلاقات الدولية

الفاعلون الدوليون، أو اللاعبون الدوليّون، مُسميات لمكونات النظام العالمي الجديد، والذي برزت فيه جماعات متعددة تقوم بمهام متنوعة، مكتسبة قوتها من القانون الدولي والتشريعات والمعاهدات الدولية المساندة له، وخاصة بعد 1950م، ورافق هذا المصطلح المدرسة الإنجليزية في العلوم السياسية،[١] وينقسم الفاعلون الدوليون، إلى قسمين هُما الفاعلون الرئيسيون، والثانويون، وهم على النحو الآتي:[٢]


الفاعلون الرئيسيون

الفاعلون الرئيسيون في العلاقات الدولية هم كما يأتي:


الدول

تُعدّ الدولة، أهم اللاعبيّن الدولييّن، إذ هي التي تسيطر على جغرافية معينة، وتكون مسؤولة بصبغةٍ قانونية عن المجتمع المدني "السُكان" في تلك الرقعة الجغرافية، وتقوم بوظائف وأدوار مُختلفة بالنسبة للمجتمع،[٣] وتصنف الدول، ضمن عدة معايير إلى الدول العظمى والكبرى والمتوسطة والصغرى على أساس القوة.[٤]


من أمثلة الدول العظمى وفق هذا التصنيف الولايات المتحدة كدولة عظمى، وفرنسا عن الدول الكبرى، وتركيا عن الوسطى، وبوركينا فاسو عن الصغرى، بالإضافة إلى معيار القوة، فإن معايير التكنولوجيا والتنمية والنظم الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والعلمية كلها معايير باتت تصنف الدول ضمنها وفق المجتمع الدولي.[٤]


المنظمات الدولية

تعودُ ظاهرة المنظمات الدولية، إلى العام 1815م، وكانت اللجنة المركزية لتنظيم الملاحة في الراين نواتها، وارتبطت المنظمات الدولية، بالمؤتمرات الدولية التي نجمت عنها، وكانت بداياتها لدوافع تجارية، من أبرزها: (اللجان الدولية للملاحة واتحاد البريد العالمي والمكتب الدولي للموازين والمقاييس والمكتب الدولي لحماية الملكية الصناعية والمعهد الدولي للزراعة)، وكانت فيما بين 1815م-1905م.[٥]


فيما بعد 1919م وكنتيجة للحرب العالمية الأولى، ظهرت المنظمات السياسية، وعلى رأسها عصبة الأمم المتحدة، ومكتب العمل الدولي، واللجنة الدولية للملاحة الجوية، ومحكمة العدل الدائمة، وتعرف المنظمات الدولية على أنها هيئة أنشئت بموجب اتفاق الدول الأعضاء لممارسة اختصاصات دولية معينة، ومن أمثلتها اليوم البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومجلس الأمن الدولي، والجمعية العمومية، والمحكمة الجنائية الدولية.[٥]


الفاعلون الثانويون

يتعدد الفاعلون الثانويون في العلاقات الدولية، وهم كما يأتي:


المنظمات غير الحكومية

هي تجمع مُشكل، من قبل أفراد، ينتمون إلى عدة دول، لتحقيق أغراض ليس من بينها الربح، وتتسم بروح المبادرة، ومنها مثلاً الأحزاب والتي تتفرع في عدة دول، والاتحادات الدولية، أو اتحادات دينية، ومن الأمثلة الواقعية عليها الهلال الأحمر والصليب الأحمر في مجال الإغاثة.[٦]


الشركات متعددة الجنسيات

هي شركات تخضع لملكية وإدارة أشخاص متعددي الجنسيات، وتمارس الشركات متعددة الجنسيات نشاطها في عدة دول، تتسم بضخامتها، وتنوع أنشطتها، ومن الأمثلة عليها مجموعة مطاعم ماكدونالدز العالمية والتي تملك أفرع في مختلف دول العالم بالإضافة إلى شركة هواوي، وغيرها.[٦]


قد تعمل بعض الشركات، مدفوعةً بدولها الأم، إلى التوسع بفتح فروع لها في دولٍ أخرى، بغية تعزيز إمدادات الموارد، ودعم نفوذ الدولة الأم، وزيادة الدخل القومي، وعلاوة على ذلك فهي توفر المزيد من فرص العمل.[٧]


حركات التحرر الوطني

هي جماعات تتشكل، وتنطلق من جذر شعبي ذات سيادة، حيث تقوم بالعمل المسلح والمكافح من أجل نيل الاستقلال، والتخلص من سلطة غير مرغوبة، ونشطت مثل هذه الجماعات في الساحة الدولية في أعقاب إقرار مبدأ حق تقرير المصير في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ومن أمثلتها حركة الانفصال التي تمت ما بين 1967 إلى 1970 في إقليم بيافرا في نيجيريا، وانفصال دولة جنوب السودان عن السودان العام 2011م.[٧]

المراجع

  1. مروة مصطفى، المدرسة الإنجليزية في تحليل العلاقات الدولية دراسة في الأصول و المنطلقات النظرية، صفحة 15. بتصرّف.
  2. سعد توفيق (2012)، مبادئ العلاقات الدولية (الطبعة 4)، الاردن عمان:دار وائل للنشر، صفحة 50-70. بتصرّف.
  3. إحسان الحسن (2005)، علم الاجتماع السياسي (الطبعة 1)، الاردن عمان :دار وائل للنشر ، صفحة 143. بتصرّف.
  4. ^ أ ب سعد توفيق (2012)، مبادئ العلاقات الدولية (الطبعة 4)، الاردن عمان:دار وائل للنشر، صفحة 53. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مروة مصطفى، المدرسة الإنجليزية في تحليل العلاقات الدولية دراسة في الأصول و المنطلقات النظرية، صفحة 109. بتصرّف.
  6. ^ أ ب سعد توفيق (2012)، مبادئ العلاقات الدولية (الطبعة 4)، الاردن عمان:دار وائل للنشر، صفحة 63. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سعد توفيق (2012)، مبادئ العلاقات الدولية (الطبعة 4)، الاردن عمان:دار وائل للنشر، صفحة 68. بتصرّف.
5360 مشاهدة
للأعلى للسفل
×