الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب

كتابة:
الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب

ما الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب؟

التصوير المقطعي المحوسب (Computerized Tomography Scan) إجراء يُنفّذ باستخدام جهاز الحاسوب وأجهزة الأشعة السينية الدوارة لإنشاء صور مقطعية مستعرضة للجسم وبدرجةٍ عالية الدقة، فتوفر هذه الصور تفصيلًا أوضح من التصوير بالأشعة السينية العادية (X-ray)، فتظهر الأنسجة الرخوة والأوعية الدموية والعظام في أجزاءٍ مختلفة من الجسم؛ كالرأس، والكتفين، والعمود الفقري، والقلب، والبطن، والركبتين، والصدر.

وفي أثناء التصوير المقطعي المحوسب يستلقي المريض على جهاز يشبه النفق، ويدور في الجزء الداخلي منه ماسح موصولٌ بجهاز الحاسوب تأخذ فيه الأشعة السينية صورًا مختلفة للجسم يجرى إرسالها إلى جهاز الحاسوب؛ لتجسيد الصور وتحليلها إلى مقاطع عرضية، كما تُجسّد لعمل صورة ثلاثية الأبعاد لمنطقة محدّدة في الجسم.[١]


استخدامات الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب

يطلب الأطباء إجراء الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب لتشخيص عدد من الحالات أو التحقق منها، ويُذكَر ذلك في الآتي:[٢]

  • الكشف عن اضطرابات وكسور المفاصل والعظام، أو انتشار الأورام فيها.
  • الكشف عن حالات السرطانات أو أمراض القلب أو الإصابة بالنفاخ الرئوي (Emphysema) أو ظهور كتل غير طبيعية في الكبد، ومساعدة الطبيب في ملاحظة أيّ تغييرات ومراقبة تطوّرها.
  • إظهار حالات النزيف والإصابات الداخلية؛ مثل: التي تنتج من حوادث السيارات.
  • تحديد مواضع الأورام أو الجلطات الدموية أو تراكم السوائل أو وجود العدوى.
  • توجيه الخطط والإجراءات العلاجية؛ مثل: الخزعات، والعمليات الجراحية، والعلاج الإشعاعي.
  • الكشف عن مدى استجابة المريض لبعض العلاجات وفاعليتها؛ كالاستجابة للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.


طريقة إجراء الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب

الاستعداد للفحص

ينزع المريض ملابسه قبل الدخول لإجراء الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، ويرتدي الملابس الخاصة بالمشفى، كما يُزيل أيّ أجسامٍ معدنية؛ كالأحزمة، والمجوهرات، والنظارات الطبية، وأطقم الأسنان التي قد تعيق نتائج الفحص، بالإضافة إلى الصيام لعدة ساعاتٍ قبل عمل التصوير.

قبل البدء بعمل الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب يحقن الطبيب الأطفال بمهدّئ لتقليل حركته وتهدئته خلال التصوير، إذ إنّ الحركة تسبب عدم وضوح الصور، وإعطاء نتائج غير دقيقة، كما يعطي الطبيب للمريض صبغة خاصة تسمّى صبغة التباين في بعض الحالات؛ للمساعدة في إبراز الهياكل الداخلية من الجسم المراد فحصها، ولتكون في حالة أكثر وضوحًا على صور الأشعة السينية، إذ تحجب مادة التباين الأشعة السينية وتظهر في شكل مناطق بيضاء في الصور، مما يساعد في تسليط الضوء على الأمعاء والأوعية الدموية أو الهياكل الأخرى في المنطقة التي تُفحَص، وتبدو طريقة إعطاء مادة التباين بالاعتماد على الجزء المُراد فحصه في الجسم وفق الآتي:[٣]

  • صبغة التباين في شكل شراب عبر الفم: قد يحتاج المريض إلى شرب سائل ذي مذاقٍ مزعج يحتوي على صبغة التباين في حالة إجراء الفحص للمعدة أو المريء.
  • الحقن: قد يلزم حقن صبغة التباين في وريد الذراع إذ كان الفحص موجّهًا للمرارة أو المسالك البولية أو الكبد أو الأوعية الدموية، وفي هذا قد يشعر المريض أيضًا بطعم معدني في الفم.
  • الحقن الشرجية: تُعطَى صبغة التباين في المستقيم باستخدام حقنة شرجية لتصوير الأمعاء، وإذا كان الطبيب يخطط لاستخدام مادة متباينة.


أثناء الفحص

عندما يحين الوقت لإجراء الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب سيطلب الطبيب من المُصاب الاستلقاء على طاولة تتحرك ببطءٍ، وربما قد يطلب الطبيب حبس النفس قليلًا في محاولة منع حركة الصدر صعودًا وهبوطًا واهتزاز الصور، وخلال ذلك قد يسمع المريض ضجيج نقر أو طنينًا أثناء الفحص، لكن من الضروري التنويه إلى بقاء المُصاب ساكنًا دون حراك سوف يتحرك الماسح بضعة مليمترات في كل مرة ليلتقط العديد من الصور حتى ينتهي الاختبار، وقد يستغرق الإجراء بأكمله من 20 دقيقة إلى ساعة واحدة، ويستطيع خلالها الطبيب أو الفنيّ الاختصاصي سماع المريض من الداخل عن طريق جهاز اتصال داخلي خاص.[١]


بعد الفحص

بمجرد انتهاء التصوير المقطعي المحوسب تُرسَل الصور إلى اختصاصي الأشعة لتحليلها، الأمر الذي يساعد في التشخيص وتحديد خطة العلاج المناسبة والمتابعة مع المريض لشرح النتائج.[١]


مخاطر الفحص المقطعي المحوسب

يُستخدَم في الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب الأشعّة السينية، وهذه الأشعة قد تؤدي في بعض الأحيان عند كثرة التعرّض لها إلى إتلاف الحمض النووي للخلايا، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان، لكنّ نسبة الإصابة في ذلك صغيرة للغاية تصل إلى مصاب واحد بسرطان مُميت لكلّ 2000 حالة.[٢]


الفئة المعرضة لمخاطر الفحص المقطعي المحوسب

يزيد تعرّض بعض الفئات لأشعة الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب للخطر، وهذه الفئات هي:[٢][٣]

  • الأطفال: يؤدي تعرّض الأطفال للإشعاع أثناء الفحص إلى الإصابة باضطراب النمو؛ لذلك يضبط الفني الاختصاصي الأشعة السينية في جهاز الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب حسب ما يناسب عمر الطفل.
  • الحوامل: لا يُحبّذ تعرّض النساء الحوامل لأشعة الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب؛ لأنّ الأشعة المنبعثة من جهاز الفحص تُشكّل خطرًا على الأجنّة؛ لذلك ينصح الأطباء بأنواعٍ أخرى من الفحوصات؛ مثل: التصوير بالموجات فوق الصوتية، أو استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لحماية الجنين من التعرّض للإشعاعات، مع ضرورة التنويه إلى أنّه لم يُسجَل أيّ أثر جانبي عند النساء الحوامل أو الأجنّة عند التعرُّض لجرعات صغيرة من الإشعاع.
  • الاضطرابات الناتجة من مادة التباين: يتعرّض بعض الأشخاص بنسبة نادرة لردود فعل تحسسي على صبغة التباين، وقد ترافق ردود الفعل هذه طفحًا جلديًا، أو الشعور بـالحكة، وفي حالات أكثر ندرة قد تبدو صبغة التباين أمرًا مهددًا للحياة وخطيرًا أيضًا، إذ إنّها قد تُسبِّب اضطرابات في الكلى.


ما الفرق بين التصوير المقطعي المحوسب والرنين المغناطيسي؟

يُعدّ التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي طريقتان مختلفتان للحصول على الصور التشخيصية والمفصّلة لأجزاء الجسم الداخلية.[٤]

وعلى الرغم من التشابه في استخداماتهما، لكنّ نوع الأشعة المُستخدَمة في كلٍّ منهما مختلفًا، لكنّهما يختلفان في الاستخدام لكل منهما، إذ إنّ الأشعة المُستخدمة في التصوير المقطعي المحوسب هي السينية، بينما الأشعة المستخدمة في تصوير الرنين المغناطيسي هي المجالات المغناطيسية القوية والترددات الراديوية التي ترتدّ عن الخلايا الدهنية وجزيئات الماء في الأنسجة الرخوة للجسم لتصوّرها بدقةٍ عالية، وخلال هذا الفحص فإنّ الصوت الصادر قد يبدو شديد الإزعاج؛ لذلك فإنّ المريض قد يرتدي سدادت للأذن عند الخضوع لهذا الفحص. والفحص بالتصوير المقطعي المحوسب أكثر شيوعًا وأقل كلفةً، لكنّ الطبيب قد يطلب أحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي لإعطاء صورًا أكثر وضوحًا وأكثر دقة، وللكشف عن مشكلات العظام والمفاصل والأعضاء الداخلية؛ بما في ذلك: الدماغ، والقلب، والمفاصل والمعصمان والثديان والكاحلان. ويختار الطبيب نوع الفحص المناسب تبعًا لعدة عوامل؛ هي:[٤]

  • سبب عمل الفحص.
  • الحالة الصحية للشخص وعمره؛ كأن تكون المرأة حاملاً أو الأطفال، او أن يعاني الشخص من رهاب الأماكن المغلقة قد يسبب صعوبة في عمل فحص التصوير بالرنين المغناطيسي.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "CT (Computed Tomography) Scan", healthline, Retrieved 16/6/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is a CT Scan?", webmd, Retrieved 16/6/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "CT scan", mayoclinic, Retrieved 17/6/2020. Edited.
  4. ^ أ ب "What is the difference between CT scans and MRI scans?", medicalnewstoday, Retrieved 17/6/2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×