الاشتقاق
الاشتقاق في اللغة هو الاقتطاع أو الافتعال، فيُقال انشقت العصا أي تفرّقت إلى أجزاء، أي أنّ المادة الواحدة تفرقت لألفاظ عدّة اقتطعت منها، فيناسب كل جزء منها صاحبه في الصورة والمادة، وقد جاء أنّ الشين والقاف من أصل واحد تدل في اجتماعها في كلمة واحدة على صدع في الشيء ثم يُشتق منه محمولًا على معنى الاستعارة، أمّا الاشتقاق في الاصطلاح فهو التوليد والاستحداث بالفعل، فيأتي معناه بأنّه الأخذ من كلمة لاستحداث كلمة أخرى، للتعبير عن معنًا جديد يناسب المعنى الحرفي للكلمة الأولى التي أُخذ منها، ويمكن أن تشكّل معنى جديد مقولب للمعنى الحرفي، وتتماثل الكلمة المستحدثة مع الكلمة الأصلية وترتيبها فيها، وسيتحدث هذا المقال عن المشتقات في اللغة العربية وتحديدًا الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة.[١]
تعريف اسم الفاعل
اسم الفاعل هو صفة، ويُصاغ من الفعل المبني للمعلوم، ويدل على الذي قام بالفعل، كما يدل على من وقع عليه الفعل، ويدل على ما اتّصف بالفعل على وجه حدوثه لا ثبوته، ويُصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المجرّد الصحيح على وزن "فاعل" مثل كاتب من الفعل كَتبَ، كما يُصاغ من الفعل الثلاثي الأجوف على وزن فاعل وتُقلب ألفه همزة مثل بائع من الفعل باع، ويُصاغ من الفعل فوق الثلاثي بتحويله من الماضي إلى المضارع ثم تبديل حرف المضارعة بميم مضمومة وكسر الحرف الذي يسبق الحرف الأخير إن لم يكن حرفًا مكسورًا مثال بعثَرَ اسم الفاعل منه مُبعثِر، كما يُصاغ من الفعل الرباعي أو الخماسي المعتلّ العين من خلال النظر لماضيه فإذا كانت العين معتلّة أُعللت في اسم الفاعل من أعاد اسم الفاعل منه مُعيد.[٢]
تعريف الصفة المشبهة
هي صفة مجرّدة من الزمن تصاغ من الفعل اللازم لتدلّ على معنى ثابت في الموصوف بها، فالقول: "زيد كريم" تكون كلمة "كريم هي الصفة المشبهة وقد صيغت من الفعل الثلاثي "كَرُمَ" وهو فعل لازم، فتدل هذه الصفة على هذه الصفة على أنّ صفة الكرم عند زيد ثابتة لا تتقيّد بوقت من الأوقات، وتصاغ الصفة المشبهة من بابي "فَعِلَ يَفْعَل" بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، و"فَعُلَ يفعُل" بضم العين فيهما، لكلّ من هذين البابين أوزان خاصة بهما وهي كالآتي:[٣]
- الأوزان الخاصة بباب "فَعِلَ يَفْعَل": وهي وزنان ولهما أفْعَل الذي مؤنثه فَعْلاء ويدل هذا الوزن على لون مثل أصفر وصفراء، كذلك يدل على عيب مثل أعْرَج عرجاء، وثانيهما فَعْلان الذي مؤنثه فَعْلَى ويكثر هذا الوزن فيما يدل على خُلُو مثل عَطْشان وعَطْشَى، أو يدلّ على امتلاء مثل شبعان وشبْعَى.
- الأوزان الخاصّة بباب "فَعُلَ يفعُل": وأول هذه الأوزان هو فَعَل مثل حَسَنٌ من حَسُنَ، وثاني هذه الأوزان فُعُل مثل جُنُب من جَنُبَ، وثالثها فُعَال مثل شُجَاع من شَجُعَ، ورابعهما فَعَال مثل جَبَان من جَبُن.
- أوزان تأتي من البابين السابقين معًا: وهي فُعْل مثل حُرّ من الفعل حرَّ وأصله حّرِرَ، وأيضًا الوزن فَعِل مثل فَرِحْ من الفعل فَرِحَ، والوزن فَعِيل مثل كَرِيم من الفعل كَرُمَ.
الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة
في الحديث عن الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة، فهناك فروق كثيرة بينهما، ولو أنّ اسم الفاعل والصفة المشبهة باسم الفاعل هما من المشتقات ولكنّ هذا لا يعني أنهما متشابهان تمامًا فهناك اختلافات وفروقٌ واضحة، وتتميز الصفة المشبهة عن اسم الفاعل بخصائص أهمها ما يأتي:[٤]
- أنَّ الصفة المشبهة تدل على الثبوت واسم الفاعل يدل على الحدوث، فيُقال فلانٌ كريم وهي صفة ملازمة له على الدوام، على عكس اسم الفاعل فهو مرتبط بزمن معين.
- أنّ الصفة المشبهة تؤخذ من الفعل اللازم، مثل كريم من كَرُمَ، ولا تؤخذ من الفعل المتعدي إلّا سماعًا، واسم الفاعل يؤخذ من اللازم والمتعدي.
- أنّ الصفة المشبهة تُستعمل للمعنى الدائم الحاضر، واسم الفاعل يحدث في أحد الأزمنة.
- أنّ الصفة المشبهة يجوز أن تُضاف إلى فاعلها، مثل "زيد طاهر القلب" فالقلب فاعل من حيث المعنى لأنّ الأصل طاهرٌ قلبه، أمّا اسم الفاعل فلا يُضاف إلى فاعله فلا يمكن القول "الرجل حاملُ الكلب الطائر" فيكون اسم الفاعل "حامل" مُضافًا إلى "الكلب" وهو فاعل بالمعنى، والتقدير يكون "الرجل حامل كلبه الطائر".
- أنّ الصفة المشبهة لا يتقدّم معمولها عليها، فلا يجوز القول "زيد وجهه حسنٌ"، ولكن يجوز أن يتقدَّ معمول اسم الفاعل عليه، مثل:[٥]
فَقالَت أَكُلَّ الناسِ أَصبَحتَ
- مانِعاً لِسانَكَ كَيما أَن تَغُرَّ وَتَخدَعا
المراجع
- ↑ "تعريف الاشتقاق لغة واصطلاحا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "اسم الفاعل"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "الصفة المشبهة"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "الصفة المشبهة "، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ "فقالت أكل الناس أصبحت مانعا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020.