الفرق بين الإطناب والإسهاب

كتابة:
الفرق بين الإطناب والإسهاب

مفهوم الإسهاب

علم البلاغة واسع بمصطلحاته وتعريفاته وتفاصيله التي اتفق عليها أهل العلم والمختصين به، ولما كانت المعاني التي تدور في نفس الإنسان وعقله وتفكيره كثيرة، كان لا بدّ لعلم البلاغة الدقيق من التعبير عن هذه المعاني بمصطلحات ثلاثة وهي المساواة والإطناب والإسهاب، ولكل مصطلح منها دوره في أداء المعاني المراد إيصالها، فالإسهاب هو مصدر الفعل أسهب، وهو يعني في معجم اللغة الإطالة والتوسع، فعندما يُقال: أسهب زيدٌ في حديثه، أي أطال واتسع في تفاصيله الدقيقة، ويمكن القول لمزيد من التوضيح أنّه الاستفاضة والبسط في الكلام، وقد يكون هذا الكلام الكثير للتعبير عن فكرة بسيطة يمكن شرحها بكلام وجيز قصير، والإطناب والإسهاب متقاربان إلى حد ما، ولكن لكلّ منهما ميزاته، واختلافاته عن الآخر.[١]


مفهوم الإطناب

في كثير من مواضع الكلام يحتاج المرسِل أن يؤدي المعنى بعبارة زائدة عنه وذلك بهدف التوضيح وتأكيد المعنى وتثبيته، وهذا ما يسمى بالإطناب في علم البلاغة، والأمثلة عليه في كلام العرب كثيرة، ومنه قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}،[٢] ففي هذه الآية المعنى المراد إيصاله هو كبر السن، وجاءت العبارة زائدة عن المعنى بهدف الكناية عن كبر السن بوضوح وتأكيد، فلو كان الكلام فقط عن وهن العظام لما اتضحت الدلالة على التقدم بالسن؛ لأن وهن العظام ممكن أن يصيب الشباب، وكذلك الشيب مع أنه غالبًا يكون علامة للتقدم في السن إلّا أنّه من الممكن أن يصيب الشاب أو الصغير لأسباب معينة، ولكن عندما اجتمع وهن العظم مع شيب الرأس كان التأكيد على التقدم في السن، فهنا جاء الإطناب بعبارة زائدة على المعنى، ولا يمكن أن يُقال عنه إسهاب، وكثيرًا ما يحصل المزج بين الإطناب والإسهاب دون معرفة الفرق بينهما.[٣]


الفرق بين الإطناب والإسهاب

ختامًا لا بد في الحديث عن الإطناب والإسهاب من توضيح للفرق الدقيق بين كل منهما، وكما يُقال "الضد يُظهر حسنه الضد"، ومع أنّ كلًا من الإطناب والإسهاب يقومان على مبدأ الإطالة في الكلام وبسطه، إلّا أنّ الفارق يكمن في أنّ الإطناب هو إطالة الكلام وبسطه لتكثير الفائدة، وتوضيح المعنى وتأكيده، في حين أنّ الإسهاب هو بسط الكلام وإطالته من دون فائدة تحصل من هذا الإكثار وتلك الإطالة، وبذلك يمكن القول إنّ الإطناب من البلاغة، وإن الإسهاب من العي؛ يعني العجز عن إيصال المعنى الذي يدور في النفس بإيجاز، ومن الممكن أن يُستخدم الإطناب أكثر ما يُستخدم في شرح فكرة وتوضيحها من متعلم لشخص يجهل الفكرة ولا يدركها تمامًا، فيحتاج المتكلم أن يطيل الكلام بهدف التثبيت والتوضيح، بينما من يسهب في كلامه يكون هو العاجز عن التعبير عن فكرته وما يدور في ذهنه.[٤]

المراجع

  1. "تعريف و معنى إسهاب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
  2. سورة مريم، آية:4
  3. "الإيجاز والإطناب والمساواة في البلاغة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
  4. "الفرق بين الإطناب والإسهاب"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-16. بتصرّف.
4334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×