الفرق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ

كتابة:
الفرق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ

الفرق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ

يمكن توضيح الفرق بينهما على النحو الآتي:

التشبيه البليغ

التشبيه البليغ هو التّشبيه الذي حُذف منه وجه الشّبه وأداة التّشبيه، وأُبقي فيه على المشبه والمشبه به، مثل: (زيدٌ أسدٌ)، حيثُ شبه زيد بالأسد دون أن يستخدم أداة تشبيه، ودون أن يذكر وجه الشبه.[١]ومن الأمثلة على التشبيه البليغ ما يأتي:

  • هجمَ الجنديُ هجومَ الأسدِ.
  • وثب الطفلُ وثبة الغزال.
  • لبسَ بكرٌ ثوبَ العافية.
  • ابتعدوا عن ظلمات الجهل.
  • حمل القائد على أعدائه أسداً.
  • بدَتْ الطالبة على المسرح شمساً.
  • حديثُكَ شهدٌ.
  • العلمُ نورٌ.


الاستعارة المكنية

أولاً علينا أن نعرف ما المقصود بالاستعارة بشكل عام، وهو ما سنستنتجه من الجملة الآتية:[٢]


(يزأرُ القائدُ في المعركة) فهل يزأر القائد فعلاً في المعركة؟ بالتأكيد الإجابة "لا"، لأنَّ الزئير صوت يخرجه الأسد وليس الإنسان، فهو صفة من صفات الأسد، وفي هذه الجملة أعطينا القائد صفة ليست موجودة فيه؛ أي أعرناه هذه الصفة دون أن نذكر لفظ المشبه به "الأسد"، وهذا هو ما نسميه بِـ "الاستعارة"، وفي حال حُذف المشبه به، تُسمى الاستعارة بِـ "الاستعارة المكنية"، وتُعرف بأنّها تشبيه بليغ ذُكر فيه المشبه وحُذف المشبه به؛ أي يُحذَف في الاستعارة المكنية المُستعار منه ويُرمز له بشيء من لوازمه، أو صفة من صفاته، مثل:

  • (افترسَ الجندي أعداءه): حيثُ شبه الجندي بوحش مفترس، فالجندي مشبه، والوحش المفترس مشبه به، لكنَّه ذكر فقط المشبه وحذف المشبه به ودلَّ عليه بصفة من صفاته وهي "الافتراس".
  • (إذا المنية أنشبت أظفارها * * * ألفيت كل تميمة لا تنفع): حيث شبه المنية بالسبع، واستعار صفة السبع للمنية وحذفه، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهي "الأظفار".


وعليه فإنّ الفرق بين الاستعارة المكنية والتشبيه البليغ هو أنَّ الاستعارة المكنية يُحذف منها المشبه به، ولمزيد من التوضيح، انظر إلى المثالين الآتيين:

  • (الجندي أسدٌ يزأر في المعركة): في هذه الجملة يوجد تشبيه بليغ، لوجود الركنين المشبه "الجندي" والمشبه به "الأسد".
  • (زأر الجندي في المعركة): في هذه الجملة توجد استعارة مكنية؛ لأنَّه شبه الجندي بأسد يزأر، وذكر فقط المشبه "الجندي" وحذف المشبه به "الأسد".


أركان التشبيه

التشبيه لغة يعني التمثيل، فيُقال "هذا شبه هذا" أي مثيله، أمَّا اصطلاحًا فيعني عقد مقارنة بين شيئين أو أكثر، يشتركان في صفة واحدة أو أكثر، باستخدام إحدى أدوات التشبيه، مثل: (العلماء مثل المصابيح في هداية الناسِ)،[٣]وبالنظر إلى تعريف التشبيه نستنتج أنَّ له خمسة أركان، وهي:[٤][٥]

  • المُشبه: المشبه وهو الشيء الذي يُراد إلحاقه بغيره، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته).
  • المُشبه به: وهو الشيء الذي يُلحق به غيره، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته).
  • أداة التشبيه: وهي اللفظ الذي يدل على التشبيه، ويربط المشبه بالمشبه به، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته)، وقد تكون هذه الأداة حرفًا مثل: (كـَ، كأنَّ)، أو فعلًا مثل: (يُشبه، يُماثل، يُحاكي)، أو اسمًا مثل: (مثل، شبه، نظير).
  • وجه الشبه: وهو الصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به، وتكون في المشبه به أقوى منها في المشبه، مثل: (زيدٌ كالأسدِ في قوته)، فوجه الشبه بين زيد والأسد هو "القوة"، إلا أنَّ المشبه به "الأسد" أقوى من المشبه "زيد".
  • الغرض من التشبيه: وهو الهدف أو الغاية التي من أجلها يُنشئ المُتكلم التشبيه، والغرض من التشبيه لا يُذكَر في الكلام، لأنَّه أمر يضمره المُتكلم في نفسه.


المراجع

  1. أحمد الهاشمي، كتاب جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، صفحة 238. بتصرّف.
  2. جامعة المدينة العالمية، كتاب البلاغة 1 البيان والبديع جامعة المدينة، صفحة 156. بتصرّف.
  3. أحمد الهاشمي، كتاب جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، صفحة 219. بتصرّف.
  4. الدكتور عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 77. بتصرّف.
  5. جامعة المدينة العالمية، كتاب البلاغة 1 البيان والبديع جامعة المدينة، صفحة 36. بتصرّف.
4211 مشاهدة
للأعلى للسفل
×