محتويات
مفهوم الاقتصاد
الاقتصاد عِلم له قواعد وقوانين محددة تسمّى بالنظريات الاقتصادية، وللاقتصاد أكثر من تعريف حيث لا يوجد تعريف جامِع وشامِل بِسبَب اختِلاف التوجّهات الفِكرية ووجهات النّظر بالنسبة للاقتصاديين والمُهتمين بعِلم الاقتصاد، فقد يعرّف الاقتصاد أنه ذلك العِلم الذي يهتم بدِراسة ومعرِفة كيفية انتاج السّلع والخدمات وكيفية توزيع هذه السّلع والخدمات واستهلاكِها، كما يمكن أن يعرّف بدراسة العرض والطلب[١]، ولمعرفة وفهم عِلم الاقتصاد يجب دراسته بشقّيه الكلي والجزئي ومعرفة الفرق وأوجه التشابه والتداخل بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي وتعريف كل منهما، فالاقتصاد عِلم واسع يرتبط بعلاقات الأفراد ونفسياتهم، وتجارة العملات، والأهم أنه يرتبط بسياسات الدول حيث تعتبر السياسة والاقتصاد وجهين لعملة واحدة فعلاقات الدول مع بعضها تقوم على المصالح الاقتصادية والتجارة الدولية.
تطوّر عِلم الاقتصاد
مرّ عِلم الاقتصاد بعدّة مراحل ساهمَت بنشأة مدارس اقتصادية قامت بمُناقشة ووضع الآراء والنظريات لتوضيح هذا العِلم، ومن أبرز هذه المدارس الاقتصادية:[٢]
- المدرسة التجارية "المركنتيلية": اعتبرت هذه المدرسة أن النّشاطات كالزراعة نشاط عقيم لا يقدم أي شيء خاصة مع ظهور عصر النهضة والتطور التكنولوجي وازياد النشاطات التجارية وتدفق المعادن الثمينة مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد أن الدول سوف تهيمن من خلال سيطرتها على أكبر قدر من المعادن الثمينة، فعمِلت على تقوية سلطة ونفوذ الدولة من خلال تسخير الموارد لخدمة الدول فقط، ومن أبرز مفكري هذه المدرسة الإنجليزي وليام بيتي William Petty.
- المدرسة الطبيعية "الفيزوقراطية": ظهرت هذه المدرسة بسبب فشل المدرسة التجارية التي كانت الدول فيها تتدخل في النشاطات الاقتصادية، حيث دعت المدرسة الطبيعية إلى إعطاء الأفراد فرصة وحرية التّملك، وبعكس المدرسة التجارية اعتبرت أن الزراعة هي النشاط الأهم والمُنتِج الوحيد وأن النقود والمعادن الثمينة مجرد وسيلة تبادل بين الأفراد كما واعتبرت أن الاستمرار بالأنشطة الأخرى يقف حائلًا بينها وبين التقدم بالإضافة أنها اعتبرت النشاطات الأخرى غير منتجة، ومن أبرز مفكري هذه المدرسة الفرنسي فرنسوا كيناي.
- المدرسة الكلاسيكية "التقليدية": ركزت هذه المدرسة على النظام الطبيعي متأثرة بأفكار المدرسة الطبيعية حيث اعتبرته المسيطر على الحياة الاقتصادية، وأن الدولة ينحصر دورها في وضع الأنظمة وتقديم خدمات متنوعة في سبيل التطور الاقتصادي بالإضافة لإقامة العدل بين الأفراد، ومن أبرز مفكري هذه المدرسة الاسكتلندي آدم سميث Adam Smith.
- المدرسة الحديثة "الكلاسيكية الحديثة": قدمت أفكار هذه المدرسة مفهوم جديد للاقتصاد الحديث أدى إلى اختفاء مفهوم الاقتصاد السياسي تدريجيًا، وكان تركيزها أن الأفراد يندفعون خلف العوائد النقدية من خلال النشاطات التجارية، وخلال الأزمة الاقتصادية 1929-1932 ظهرت نقاط ضعف النظريات السابقة كما وفشلت في معالجة مشاكل كالتّضخم والبطالة بسبب التركيز على حل المشاكل الجزئية، مما دفع العالِم البريطاني جون كينز John Keynes لابتكار أحدث أساليب التحليل العِلمي حيث انتقل بالتحليل الاقتصادي من تحليل الاقتصاد الجزئي إلى تحليل الاقتصاد الكلي.
الكساد الكبير
ولمعرفة التاريخ والتطور الاقتصادي بشكل جلي يجب المرور على أحداث الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام 1929 واستمرت 10 سنوات ويعتقد الكثير من الناس أن انهيار أسواق الأسهم هو ما تسبب بالكساد الكبير، فقد انهارت الأسهم وفقدت 23% من قيمتها خلال الأيام الأولى للأزمة وبلغت نسبة البطالة 25% في عام 1933، وانخفضت أجور الأفراد الذين لا زال لديهم وظائف، كما أن التجارة العالمية انخفضت حوالي 65% بين عامي 1930-1932، ووفقًا للرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي بن برنانكي أن البنك المركزي وبسبب سياساته النقدية الصارمة ساعد على خلق الكساد، انتهى الكساد الكبير في عهد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت حيث استخدم الاقتصاد الكينزي لبرنامج الصفقة الجديدية New Deal في أول 100 يوم من توليه الرئاسة[٣].
الفرق بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي
ينقسم الاقتصاد الى قسمين رئيسين، الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي وللتفرقة بينهما يجب معرفة الاختصاصات، الاهتمامات والنظريات لكل قسم:[٤]
الاقتصاد الجزئي Microeconomics
يهتم الاقتصاد الجزئي بسلوك المستهلك بالإضافة لدراسة القرارات التي تتخذها الشركات بالنسبة لأسعار السلع والخدمات، كما ويهتم الاقتصاد الجزئي بنظرية العرض والطلب والتوازن الاقتصادي الذي تخلقه نظرية العرض والطلب حيث يقوم الموردون بتقديم السعر الذي يطلبه المستهلكون في سوق تنافسية، كما ويهتم بنظرية الانتاج والتكاليف والايرادات حيث يعرّف الانتاج بأنه خلق المنافع سواء كانت سلع أو خدمات لإشباع الاحتياجات البشرية ووفقًا لنظرية تكاليف الإنتاج فإن تكلفة المواد المستخدمة أثناء الإنتاج هي التي تحدد سعر السلع والخدمات.[٤]
الاقتصاد الكلي Macroeconomics
يهتم الاقتصاد الكلي بدراسة سلوك الدولة وكيف ستؤثر سياساتها على الاقتصاد، حيث أن الاقتصاد الكلي لا يقوم بتحليل أفراد أو شركات محددة بل يقوم بتحليل صناعات واقتصادات بأكملها والمشكلات الاقتصادية الكلية مثل التضخم والبطالة، بالإضافة لدراسة الدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي، يركز الاقتصاد الكلي على العلاقات الاقتصادية لهذا تستخدمه الحكومات لبناء السياسات االاقتصادية والمالية، وتنقسم السياسات الاقتصادية الي نوعين، السياسة المالية كالإنقاق والضرائب والسياسة النقدية ويقوم بتنفيذها عادة البنك المركزي مثل قرار سعر الفائدة وسعر الخصم، وللاقتصاد الكلي تأثير كبير على سوق تجارة العملات، خاصة عند صدور بيانات مثل سعر الفائدة أو البطالة حيث تصبح حركة السوق عنيفة جدًا.[٤]
المراجع
- ↑ "What is Economics?", www.edx.org, Retrieved 27-05-2019. Edited.
- ↑ الأستاذ الدكتور محمد طاقة، الدكتور محمد الزيود، الدكتور وليد صافي وآخرون (2008)، أساسيات علم الاقتصاد (الجزئي والكلي) (الطبعة الأولى)، الأردن: إثراء للنشر والتوزيع، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ "Keynesian Economics Theory", www.thebalance.com, Retrieved 27-05-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Microeconomics vs. Macroeconomics: What's the Difference?", www.investopedia.com, Retrieved 27-05-2019. Edited.