الفرق بين التفسير التحليلي والموضوعي

كتابة:
الفرق بين التفسير التحليلي والموضوعي

الفرق بين التفسير التحليلي والموضوعي

تنقسم أنواع التفسير من حيث الطريقة إلى أربعة أنواع من أبرزها؛ التفسير التحليلي، والتفسير الموضوعي، ويُمكن تعريف كلٍّ منها كما يأتي:

التفسير التحليلي

هو تبيين معاني الكلمات القرآنية إفراداً وتركيباً من حيث؛ علم الصرف، والإعراب، والبلاغة، وبواسطة تفكيك الآيات والجمل والكلمات إلى أجزائها، ليعطي كل جزء ما تستحقه من البيان مع بيان أسباب النسخ والنزول إن وجدت. [١]

ويتميّز التفسير التحليلي عن باقي أنواع التفسير بمميزات عديدة منها:[٢]

  • اهتمامه بكل ما يخص النص وتحليل أجزائه من حيث؛ المفردات، والتراكيب، وبهذا تكثر المعاني وتتوضح مكنونات النص.
  • إنَّ المفسر الذي يسلك طريقة التفسير التحليلي لا بدّ أن يكون مُلماً بعلوم شتى غير علوم القرآن الكريم؛ مثل اللغة العربية، والسنة النبويَّة الشريفة، ومقارنة الأديان.
  • يدعو التفسير التحليلي سالكه إلى قوة الاستنباط، والقدرة على البحث، والمقارنة، والترجيح، والتوفيق بين الآراء.
  • يعطي التفسير التحليلي القدرة لسالكه على توظيف معلوماته في مجالات شتى ما بين الدعوة والخطابة وغيرها.
  • يعدُّ التفسير التحليلي مقدمة وأساساً للتفسير الموضوعي، وهو مادته الأساسية.

التفسير الموضوعي

"هو علم يبحث في قضايا القرآن الكريم، المتحدة معنى أو غاية، عن طريق جمع الآيات المتفرقة، والنظر فيها، على هيئة مخصوصة، وبشروط مخصوصة، لبيان معناها، واستخراج عناصرها، وربطها برباط موضوع جامع"،[٣]وله نوعان: التفسير الموضوعي العام؛ وهو ما تتوحد آياته في الغاية دون أصل المعنى كآيات الأحكام القرآنية، والتفسير الموضوعي الخاص؛ وهو ما توحد الآيات فيه غاية ومعنى كموضوع اليهود في ضوء القرآن الكريم.[٤]

ويتميّز التفسير الموضوعي عن باقي أنواع التفسير بما يأتي:[٥]

  • يعدُّ الاختصاص هو محور التفسير الموضوعي؛ حيث لا يتشتت سالكه بين مواضيع وعناوين عديدة، بل يكون مقصده واضحاً ومحدّد.
  • جمع الآيات الكريمة ذات المعنى الواحد، ووضعها تحت عنوان واحد، والنظر فيها مما يؤلف منها موضوعاً واحداً للبحث والدراسة والاستنتاج.
  • ظهور أسباب مستجدة لا بدّ من بيان الحكم التفصيلي للقرآن الكريم بها، وهذا لا يكون إلا من خلال البحث الشامل لكافة أطراف القضية المبحوثة من خلال جمع مواضيعها في آيات القرآن الكريم.
  • ظهور شبهات ضد الإسلام والمسلمين نتيجة اجتزاء النص القرآني من سياقهن ولا يكون الرد عليها إلا من خلال التوفيق بين الآيات القرآنية ذات الموضوع الواحد.
  • يحقق التفسير الموضوعي المقاصد الأساسية للقرآن الكريم، ويقدّمها للناس باعتباره كتاب هداية وإعجاز.
  • تظهر السنن الإلهية في الكون والحياة والعلوم والمعارف كافة من خلال مجموع الحقائق القرآنية التي يقدمها السالكون لمنهج التفسير الموضوعي.

أمثلة على تفاسير التفسير التحليلي

من أبرز أمثلة كتب التفسير التحليلي هو تفسير الطبري؛ وهو أول من سلك هذا الاتجاه في التفسير على رأي بعض الباحثين، وكتاب المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي، وتفسير البحر المحيط لأبو حيان الأندلسي الذي تتوضح فيه معالم التفسير التحليلي للنص القرآني بخطوات ومنهج محدد.[٦]

أمثلة على كتب من التفسير الموضوعي

من أبرز الأمثلة على كتب التفسير الموضوعي؛ كتاب الإمام ابن القيم- رحمه الله- وهو؛ التبيان في أقسام القرآن الكريم، وكتاب الشيخ مُحمَّد صديق خان: نيل المرام في تفسير آيات الأحكام، وكتاب الدكتور يوسف القرضاوي: الصبر في القرآن الكريم.[٧]

المراجع

  1. مُحمَّد صالح، التفسير التحليلي للشطر الأول من سورة آل عمران، صفحة 13. بتصرّف.
  2. مشعان العيساوي، التفسير التحليلي تاريخ وتطور، صفحة 62. بتصرّف.
  3. عبد الستار سعيد، المدخل إلى التفسير الموضوعي، صفحة 20.
  4. عبد الستار سعيد، المدخل إلى التفسير الموضوعي، صفحة 24-25. بتصرّف.
  5. عبد السلام حمدان (1/1/2004)، "وقفات مع نظرية التفسير الموضوعي"، الجامعة الإسلامية ، العدد 1، المجلد 12، صفحة 60-64. بتصرّف.
  6. مشعان العيساوي، التفسير التحليلي تاريخ وتطور، صفحة 12-13. بتصرّف.
  7. عبد الستار سعيد، المدخل إلى التفسير الموضوعي، صفحة 24. بتصرّف.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×