الفرق بين التوابين والأوابين

كتابة:
الفرق بين التوابين والأوابين

الفرق بين الأوّابين والتوابين

فيما يأتي توضيحٌ للفرق بين الأوّابين والتوّابين:

  • الأوّابون والتوّابون درجتان ينبغي علينا السعي للوصول إلى هاتين الدرجتين "نصّ تأليفي"، وفيما يأتي بيان معنى هذين المصطلحين:
  • الأوّابون: جمع أوّابٍ؛ وهو الرجوع إِلى رضا الله تعالى،[١] التوّابون: جمع توَّابٍ؛ أي الندم على فعل المعصية والإقلاع عنها، أي كثير التوبة.[٢]
  • قيل الأوّابون هم التائبون إلى الله -عزّ وجلّ- في جميع الأوقات.[٣]
  • في قوله -جلّ جلاله-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)،[٤] فسر الإمام الثعلبيّ التوابين بأنّهم الذين يتوبون من الكبائر والآثام، وما ارتكبه من الأقوال والأفعال التي لا ترضِ الله، والتوّاب هو الذي كلّما أذنب تاب ورجع إلى الله تعالى، ونظيره قوله -عزّ وجلّ-: (فَإِنَّهُ كانَ لِلأَوّابينَ غَفورًا).[٥][٦]
  • فسّر الطبري قوله -تعالى-: (فَإِنَّهُ كانَ لِلأَوّابينَ غَفورًا)،[٧] الأوّاب: هو التائب من الذنب، الراجع من المعصية إلى طاعة الله -عزّ وجلّ-، وممّا يكرهه إلى ما يرضاه، فالأوّاب إنّما هو فعَّالٌ؛ أي: أوَّابٌ من ذنوبه.[٨]

صفات الأوّابين

ثمّة صفاتٌ يتحلّون بها الأوّابون، وفيما يأتي ذكر بعضٍ من هذه الصفات:[٩]

  • عندما يذنب العبد ذنبًا سواءً أكان صغيرًا أم كبيرًا، فإنّه لا يصبح يائسًا، بل يسارع بالاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى-.
  • حينما يتذكّر الأوابون الذنب وما اقترفوه في حقّ الله -تبارك وتعالى-؛ فإنّه يعود ويستغفر مرَّةً أخرى.
  • يعلن الأوّاب حين عودته من السفر أوبته لله كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم من سفرٍ، قال: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[١٠]
  • من صفات الأوّابين أنّهم قبل قيامهم من مجلسٍ فإنّهم يقولون كما جاء في رواية ابن مسعودٍ: (كفارةُ المجلِسِ أنْ يقولَ العبدُ: سبحانَكَ اللهمَّ وبحمدك، أشهدُ أن لَّا إلهَ إلَّا أنتَ. وحدَكَ، لا شريكَ لكَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ).[١١]

صلاة الأوابين

تعتبر صلاة الضحى من السنن الرواتب، وأيضًا صلاة الضحى هي صلاة الأوابين؛ لقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُحَافِظُ على صلاةِ الضُّحَى إلا أَوَّابٌ وهي صلاةُ الأَوَّابِينَ)،[١٢] وفيما يأتي بيان هذه الصلاة:

  • جاء في حديث زيد بن أرقم أنّه رأى قومًا يصلّون الضحى، فقال: (أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل؛ إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)،[١٣] ومعنى رمضت أي: احترقت أخفافها من شدّة الحر، والرمضاء التراب الساخن من شدّة حرّ الشمس.
  • استدل الإمام ابن الأثير على فضل تأخير الضحى إلى شدّة الحر، وهذا هو المراد بصلاة الأوابين التي هي صلاة الضحى عند ارتفاع الشمس واشتداد الحر.
  • قال ابن دقيق العيد في مشروعيّة صلاة الضحى أنّها مستحبَّةٌ، وأقلّها ركعتان، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الضحى، قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يصلّي الضحى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ ما شَاءَ اللَّهُ).[١٤][١٥]

المراجع

  1. عبد القادر شيبة الحمد، فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 77. بتصرّف.
  2. عبد القادر شيبة الحمد، فقه الإسلام شرح بلوغ المرام، صفحة 57. بتصرّف.
  3. أبو طالب المكي، قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، صفحة 33. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:222
  5. سورة الإسراء، آية:25
  6. الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير، صفحة 70. بتصرّف.
  7. سورة الإسراء، آية:25
  8. ابن جرير الطبري، تفسير الطبري، صفحة 425-426. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم النعيم (26/11/2018)، "كيف تكون أوابا؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/2/2022. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1345، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله ابن مسعود، الصفحة أو الرقم:4487، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7628، خلاصة حكم الحديث حسن.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:748، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:719، خلاصة حكم الحديث صحيح.
  15. محمد الصنعاني، سبل السلام، صفحة 354. بتصرّف.
4337 مشاهدة
للأعلى للسفل
×