الفرق بين الحلم والطيف

كتابة:
الفرق بين الحلم والطيف


الفرق بين الحلم والطيف

ما هو الحلم

تعددت آراء العلماء في بيان معنى الحلم فمنهم من قال بأن الحلم بضم الحاء واللام هو ما يراه الإنسان النائم، والجمع من كلمة الحلم هي الأحلام، يقال حلم إذا رأى شيء في منامه، وقيل أيضاً الحلم لغة هو ما يراه الإنسان النائم أثناء نومه.[١]


وسواء كان ذلك خير أو شر له، وقيل أن الحلم والرؤيا مترادفتان إلا أن الرؤيا يغلب عليها في الشيء الحسن والجيد والخير لذلك تسمى برؤيا الصالحة، أما الحلم يغلب عليه في أغلب الأحيان أنه شر فهو خلاف الرؤيا الصالحة التي هي من الله -عز وجل-، فيقال الحلم من الشيطان.[١]


ويكون الحلم عادة فما يكرهه الإنسان ويحزنه ويغضبه، فيقوم الشيطان بتمثيل للإنسان وهو نائم الشيء الذي يكرهه ليحزن ويصيبه الغم والهم ويكدر صفو حياته، ويكون الحلم بأمر ليس له أساس أصلا وأيضاً ليس بالشيء المعقول، فالشيطان دائما يحرص على أن يُحزن المسلم، فيخيل له في منامه أمور وأشياء تقلقه، فالغالب على أقوال العلماء بأن الحلم من الشيطان.[٢]


وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أحاديث عدة تدل على أن الحلم يكون من الشيطان ومنها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي قتادة -رضي الله عنه- فيما صح نقله عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمُ الحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ منه، فَلَنْ يَضُرَّهُ).[٣][٤]


ما هو الطيف

يُقال طاف الخيال يطيف طيفاً أَلم في النوم، وقد عرف بعض العلماء الطيف بأنه هو الخيال نفسه، وقيل أيضاً بأن الطيف هو مس من الشيطان، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم ومنه قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ).[٥][٦]


وقيل أيضاً إن الطيف هو اللمم والخطرة والوسوسة من الشيطان، وهو ما طاف بالإنسان من وسوسة الشيطان، وقيل أيضاً إن الطيف يكون بالمس واللمم وقيل هو نزع من الشيطان، وهو ما طاف حول الإنسان فيكون مقيداً به، وقد يكون تخيل في القلب أو في النوم أيضاً.[٧]


والوسوسة والغضب والخطرة يشبه بلمة الخيال أي شيء يلُم بك، وهي أيضاً تعتبر سهم عارض من الشيطان ووساوسه، فالغضب أيضاً يقال له طيف لأن عقل من استفزه الغضب يصبح في صورة المجنون الذي يزول عقله، وقيل يجوز أن يكون كالعاقبة أو العافية.[٨]


وقد قيل أن المؤمنون المتقون إذا أصابهم الطيف وهو الذي يلُم في قلوبهم من وسوسة الشيطان أو اللمم أو الخطرة، يتذكرون الله -عز وجل- ويستغفرونه، ويستعيذون من وسوسة الشيطان، ويتقربون إلى الله -تعالى- بالذكر؛ فيزول ذلك الطيف الذي ألمّ بهم، ويرون الحق فالطيف كان قد منعهم من رؤية الحق وفهمه.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب سهل بن رفاع العتيبي، الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 64-65. بتصرّف.
  2. محمد بن صالح العثيمين، فتاوى نور على درب العثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
  3. رواه سهل بن رفاع العتيبي، في الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:7005، صحيح.
  4. سهل بن رفاع العتيبي، الرؤى عن أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 66. بتصرّف.
  5. سورة الأعراف، آية:201
  6. أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده، المحكم والمحيط الأعظم، صفحة 223. بتصرّف.
  7. أبو اسحاق أحمد الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 636. بتصرّف.
  8. أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 550. بتصرّف.
  9. تقي الدين أبو العباس بن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 347. بتصرّف.
10708 مشاهدة
للأعلى للسفل
×