الفرق بين الحول والانحراف

كتابة:
الفرق بين الحول والانحراف

اضطرابات العيون

معظم الناس لديهم مشاكل في العيون أو في إحدى العينين، ومنها مشاكل أو اضطرابات تتصف بأنّها موسمية أو مؤقّتة تزول دون استخدام علاج أو باستخدام علاجات مُخففة للأعراض مثل الرمد الربيعي، ومنها اضطرابات دائمة وتحتاج لعلاج مستمر من طبيب عيون مُختص، وفي ذات الوقت، فإنّ طيف الاضطرابات العينية واسع جدًا، ويشمل أمراض القصور واعتلال الشبكية ومشاكل في القرنية والحول والانحراف وغيرها الكثير، وسيتم في هذا المقال التعريج على الفرق بين الحول والانحراف مع ذكر تنويه وافٍ على كل منهما مع التعريج على أسبابهما، بالإضافة إلى الحديث عن اضطرابات العيون الأكثر شيوعًا وسُبل الوقاية منها.

الفرق بين الحول والانحراف

قد يخلط الكثير من الناس بين مشاكل العيون المختلفة وبما فيها الحول والانحراف؛ وذلك لأنهما قد يشتركان ببعض الأعراض، ولكن ما لا يعرفه الكثير من الناس أن هناك فرق بين الحول والانحراف، خاصة في الأسباب، ويمكن ذكر أسباب كل منهما كالآتي:

أسباب الحول

الحول Squint أو كما يُطلَق عليه طبيًا Strabismus هو حالة مرضية تتمثّل في كون العينين غير متماثلات بشكل صحيح، أي أنّه من الممكن أن تنقلب العين الأولى إلى الداخل أو الأعلى أو الأسفل أو الخارج، بينما تُركّز الثانية على مكان واحد وتكون في حالة ثبات مرضيّ، يمكن أن يكون هذا الاضطراب ثابتًا ومستمرًا، ويمكن أن يكون مؤقتًا، والسبب الرئيس لذلك هو عدم التناسق بين مَهام العضلات التي تتحكّم بحركة العين الداخلية مع العضلات التي تتحكّم بحركة العين من الخارج، ونتيجة لذلك، لا تستطيع كلتا العينين النظر إلى نفس المكان في ذات الوقت، ويمكن أن يكون سبب هذا الاضطراب أيضًا مشاكل في مناطق تقاطع العصب البصري في الدماغ، أيّ أنّه يمكن أن يكون السبب اعتلال دماغي ما، وهناك أنواع مختلفة للحول، منها ما يُسمَّى بالتوتّر الشديد وهو عندما تنقلب العين إلى الأعلى، ومنها ما يُسمَّى بنقص التوتّر، وهو عندما تنقلب العين نحو الأسفل، وهناك أيضًا "Esotropia" وهو عندما تنقلب العين نحو الداخل، وعلى النقيض منه ما يُسمَّى "Exotropia" وهو عندما تنقلب العين نحو الخارج، وقبل التعريج على الفرق بين الحول والانحراف -والذي هو بالضرورة موضوع المقال الرئيس- يجدر ذكر طائفة من الأسباب الثانوية لاضطراب الحَول، وهي أسباب تُؤخَذ بعين الاعتبار بشكل دائم مع ضرورة التذكير بالسبب الرئيس الذي تمّ التنويه إليه سابقًا -وهو عدم تناسق عضلات العيون الخارجية والداخلية في انقباضها- وهي على النحو الآتي: [١]

  • اضطرابات خَلقية أو/و وراثية.
  • تفاقم اضطرابات طول النظر أو قصر النظر.
  • إصابة في منطقة العصب القحفي في الدماغ.
  • اضطراب اللابؤرية أو Astigmatism أو كما يُشاع عنه الانحراف، وهنا بادئة أو تنويه جيد سيساعد فيما بعد في تناول الفرق بين الحول والانحراف.
  • مشاكل في انكسار الضوء القادم إلى العين.
  • استسقاء الدماغ.
  • بعض الالتهابات الفيروسية مثل الحصبة أو متلازمة نونان.

أسباب الانحراف

الانحراف أو Astigmatism هو تعبير طبيّ شائع يصف بشكل رئيس حالة عدم استدارة العين بشكل طبيعي، حيث أنّ مقلة العين الطبيعية تكون على شكل كرة مستديرة، يأتي الضوء إليها من الخارج وينحني بشكلٍ متساوٍ، مما يُعطي الإنسان الرؤية الواضحة، لكن إذا كانت المقلة غير مستديرة بشكل تام، أو أنّ عين مستديرة طبيعية والعين الأخرى تأخذ شكلًا بيضويًا أو غير ذلك، فإنّ الرؤية تكون غير واضحة تمامًا، أي أنّ الرؤية قد تبدو ضبابية أو/و متموّجة، وهذا ما يتطلّب إجراء تدخّل طبيّ جراحي لتصحيح استدارة العين أو تفصيل نظارة بعدسات ذات انكسارات وأبعاد بؤرية مناسبة تساعد المريض على تصحيح النظر وإيصال كمية الضوء المناسبة للعين ذات الاستدارة غير الطبيعية لتحسين مستويات الرؤية، ويجب التنويه إلى أنّ الفرق بين الحول والانحراف يكمن في كون الانحراف هو أحد أسباب الحول في كثير من الحالات، بالإضافة إلى أنّ تفاقم حالات الانحراف -دون التدخّل العلاجي المناسب- يمكن أن تتمثّل في حدوث اضطراب الحول لكن بنسب متفاوتة لدى الناس، وبالنسبة لأسباب الانحراف، فإنّ جُلَّ ما يعرفه الطب عنه هو أنّه أمر طبيعي أو/و خلقي يلد الناس معه، وهناك بعض الآراء المغلوطة طبيًا حول أنّه قد ينتج عن القراءة لساعات طويلة في الإضاءة الخافتة أو الجلوس بالقرب أمام التلفاز لساعات طويلة. [٢]

اضطرابات العيون الأكثر شيوعًا والوقاية منها

معظم الناس يعانون من مشاكل في العيون من وقت لآخر كما تمّ التنويه لذلك آنفًا، وتميل مشاكل واضطرابات الرؤية إلى الزيادة مع تقدم العمر، وبعد أنّ تم الحديث عن الفرق بين الحول والانحراف، سيتم التعريج على أكثر اضطرابات العيون شيوعًا والتعريف بسُبل الوقاية منها: [٣]

جفاف العيون

والذي قد يترافق مع ضعف في حدّة البصر واحمرار وحساسية اتجاه الضوء ورؤية ضبابية، وهذه كلها أسباب تؤثّر سلبًا على مستويات الدموع التي تُفرزها الغُدد الدمعية، ويجدر التنويه إلى أنّ الوقاية من جفاف العيون تكون من خلال ارتداء النظارة الشمسية في الأيام الجافة وشديدة الرياح، وعدم التعرّض للأشعة الساطعة والوميض المؤذي، ومحاولة أخذ استراحات أثناء الأعمال المكتبية التي تتطلّب تركيزًا وقراءةً لفترات طويلة، ويمكن استخدام قطرات العيون لترطيب العيون وخصوصًا القطرات التي تحتوي على فيتامين أ والسيكلوسبورين.

التهاب الملتحمة التحسسي أو ما يُعرَف بالرمد الربيعي

والذي يتمثّل بتهيّج وانتفاخ الجزء الخارجي من العين كردة فعل تحسسية أثناء مواسم انتشار حبوب اللقاح في الجو أو التعرّض للوبر، حيث أنّ هذه المواد تُطلَق مادة الهيستامين مما يُسبّب الحساسية، ويبدأ المريض بالاشتكاء من حرقان في العيون وانتفاخ مؤلم واتساع الأوعية الدموية في الطبقة الخارجية للعين، وأفضل طريقة للوقاية من هذا النوع من الاضطرابات هو الابتعاد عن المواد المثيرة للحساسية واستخدام بخاخات أو مراهم موضعية للعين تحتوي على مضادات الهيسامين مثل Emedastine للتخفيف من أعراض الحساسية.

المراجع

  1. "What's to know about squint, or strabismus?", www.medicalnewstoday.com,02-06-2019، Retrieved 02-06-2019. Edited.
  2. "What Is Astigmatism?", www.webmd.com,02-06-2019، Retrieved 02-06-2019. Edited.
  3. "Preventing Eye Problems", www.healthline.com,02-06-2019، Retrieved 02-06-2019. Edited.
3826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×