الفرق بين الرواية الغربية والعربية

كتابة:
الفرق بين الرواية الغربية والعربية

الفرق بين الرواية الغربية والعربية

ينبع الاختلاف بين الروايتين الغربية والعربية بشكل أساسي من اختلاف الثقافة العامة لدى الغرب والعرب، وما ترتكز عليه البيئتان من اعتقادات وعادات وتقاليد، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الرواية ولدت من رحم القصص التراثية العربية، وتشير غيرها إلى أن الأساطير والحكايا الموجودة منذ ما قبل التاريخ هي أصل الرواية، وتشير غيرها إلى أنها فن مستحدث بالكامل، غربي النشأة. [١][٢]

نقاط الاختلاف بين الروايتين العربية والغربية

لما يمعن الباحث النظر جيدًا سيرى أن هناك فرقاً كبيراً بين الرواية العربية والغربية، فهي تختلف من حيث ما يأتي:[٣]


المحتوى والمضمون

يختلف المحتوى بين الرواية العربية والغربية على نحو كبير، فنجد معظم الأعمال الغربية أكثر جاذبية في مضمونها من العربية، يعود هذا إلى طبيعة الثقافتين والفرق بينهما، فطبيعة المواضيع التي تناقشها معظم الروايات الغربية تعتبر في مجتمعنا إحدى المحرمات. لا ريب أن المهتمين في مجال الأدب الروائي يعرفون مصطلح الثالوث المحرم المكون من ثلاثة محرمات كان يُحظر على العرب استعمالها، وهي: الدين والسياسة والجنس.


على العكس من الأدب الروائي الغربي الذي تعرض لكل عناصر هذا الثالوث المحرم بطرق مختلفة، والأمثلة على هذا كثيرة من الأعمال العالمية الغربية، ففي السياسة مثلًا تناول الكاتب ميخائيل بولغاكوف في روايته المعلم ومارغريتا أفعال الاتحاد السوفييتي في روسيا وانتقده انتقادًا لاذعًا، كذلك الأمر مع كتاب عديدين تحدثوا بحرية عن الدين والجنس بشكل كبير.


أما على صعيد الرواية العربية، فنجد أنها في الحقبة الحديثة من تطورها بدأت بتناول عنصرين فقط من هذه العناصر وهما: الدين والجنس، أما السياسة فما زالت أحد المحرمات إلا في بعض الأعمال لكتاب قليلين جدًا، وضمن تحجيمات كثيرة جدًا، كالروائي نجيب محفوظ الذي نقد مجلس قيادة ما سُمي بثورة الضباط الأحرار في خمسينيات القرن العشرين من خلال روايته أولاد حارتنا.


وعلى هذا فإن الروايات العربية التي تناولت هذا الثالوث تفتقر للنضج والكمال في أغلبها، على عكس الرواية الغربية التي وظفت عناصره توظيفًا حقيقيًا ولم يكن الأمر لديها مجرد إثارة للجدل ورفع لمعدل المبيعات.


السرد

تعد تقنيات السرد من العناصر المهمة التي يجب على الروائي مراعاتها، وهي أعلى في الرواية الغربية مقابل العربية، قد يعود هذا لسبب استحداث هذا اللون الأدبي أساسًا في الغرب، ثم تصديره إلى الأدب العربي، فكان أهله أقدر على إجادته.[١]


الهدف

على أن الرواية في مفهومها الأساسي قصة تتميز بطولها عن القصة التقليدية ومقدرتها على استيعاب شتى أنواع الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية، إلا أنها في الأدب الغربي لا تكون مجرد قصة للمتعة فقط، فلا تكاد تخلو الرواية الغربية من هدف أساسي يبني الروائي عليه قصة الرواية، ومن خلال تناول الثالوث المحرم المذكور، تعرض الكتاب الغربيون لأهداف متعددة.[١]


ففي شيفرة دافنشي مثلًا للكاتب دان براون ستقف أمام تقدمة جديدة لشخصية مريم المجدلية وهي إحدى الشخصيات المثيرة للجدل في الموروث المسيحي من خلال رواية بوليسية شيقة، وفي رواية عالم صوفي مثلًا يقدم لنا الكاتب جوستاين غاردر نصًا فلسفيًا عميقًا من خلال مغامرة غرائبية شيقة مع طفلة في الرابعة عشرة من عمرها.[٤][٥]







المراجع

  1. ^ أ ب ت "الغرب ونشأة الرواية العربية"، فكر، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الألوكة. بتصرّف.
  3. "القصة العربية والقصة الغربية"، الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 16/1/2022. بتصرّف.
  4. "تلخيص كتاب شيفرة دافنشي"، فولة بوك. بتصرّف.
  5. "كتاب عالم صوفي"، كتوباتي. بتصرّف.
2936 مشاهدة
للأعلى للسفل
×