الفرق بين الشعائر والشرائع

كتابة:
الفرق بين الشعائر والشرائع

الشعائر والشرائع

الإسلام كله أعمال تصدر عن المخلوق حسب ما أمر الخالق به، والمسلم يقوم بأداء هذه الأعمال بامتثال أمر الله فيما يحبه ويرضاه، حتى يؤجره الله -عز وجل-، إذ إن العبادة شعائر وشرائع يكملان دين الإسلام؛ قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ).[١][٢]

الفرق بين الشعيرة والشريعة

توحيد الألوهية يقتضي أداء الشعائر والشرائع بأحسن وجه، فالذي يؤمن بالشعائر دون الشرائع، يؤمن بالحكم الظاهر ويعبد الله على هواه دون معرفة الشرائع وهو مشرك بنص القرآن؛ فبالشعيرة والشريعة تكتمل العبودية؛ فالشعيرة مصدر أعلام الدين الظاهرة المحسوسة كالصلاة والصيام والحج وغيرها.[٣]

والشريعة مورد ومنهل الأحكام الشرعية، والطريق لتطبيق الأحكام العملية التي شرعها الله -عز وجل-؛ فالشرائع بذلك ترجمة للشعائر، كشعيرة صلاة الجمعة مثلاً، عَلماً من أعلام الدين الظاهرة.[٣]

وكيفية التعبد فيها وأحكامها العملية تكون في الشريعة، فبهذا فإن العبادة دمج بين الشعائر والشرائع السماوية فلا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر، والحكمة من ذلك إعمار الأرض ومن عليها وتمكين دين الله فيها.[٣]

معنى الشعائر

الشعائر معالم الطاعات والقرب وهي جميع متعبدات الله -عز وجل- التي أشعرها على عباده، وجعلها أعلاماً للطاعة، فإنما يقال شعرت به أي علمته، ولهذا سميت الأعلام التي هي متعبدات الله شعائر.[٤]

وهي من معالم الدين الظاهرة المحسوسة؛ فالعبادات منها ما هو خفي بين العبد وربه، ومنها الظاهر البَيِّن؛ وهي الشعائر التي جُعلت ليعبد الله بها حتى صار تعظيمها تعظيماً لله، والتفريط في جنبها تفريطٌ في جنب الله، ويظهر من هذا أن الشعائر عامة في كل ما أشعر الله -عز وجل- به عباده، وبيّن لهم مكانته وأهميته وشرفه، وتعبدهم بكل ذلك، وأنها مشتملة على أمكنة وأزمنة، وذوات وأقوال وأفعال معينة.[٥]

قال الله -تعالى-: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ الله)،[٦] وقال -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ الله)،[٧] وقد أخبر الله -عز وجل- في هاتين الآيتين الكريمتين أن هذه العبادات من شعائر الله الظاهرة.

معنى الشرائع

الشرائع هي علم كل ما أنزله الله -عز وجل- من الأحكام، ولقد جعلها العلماء المتأخرون علمًا على الأحكام العملية دون غيرها، ومدار الأحكام العملية على العلم والفهم، وهي مورد الأحكام التي تُتلقى من الله -عز وجل-.[٨]

والتي ارتضى الله -عز وجل- لخلقه أن يرتووا منها لتغدق قلوبهم بجنة الإيمان، فجعلها منهجاً كاملاً للإسلام في العقائد والأحكام الفقهية وفي الأخلاق، وفي الإخلاص وغيرها من الأعمال التي شرعها، وأمر عباده بعبادته بها إلى يوم الدين.[٨]

الشريعة هي الطريقة إلى الشيء، ومن ثمَّ سُمي الطريق إلى الماء شريعة ومشرعة، وقيل الشارع لكثرة الأخذ فيه، فالدين ما يُطاع به المعبود ولكل دين شريعة، وهي الطريق إلى الملة، والطريقة لأداء الشعائر،[٩] قال الله -تعالى-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا).[١٠]

المراجع

  1. سورة الأنعام، آية:162
  2. محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 362. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 1194. بتصرّف.
  4. محمد بن عبد الله باجسير، القواعد في توحيد العبادة، صفحة 1010. بتصرّف.
  5. محمد بن عبد الله باجسير، القواعد في توحيد العبادة، صفحة 1011. بتصرّف.
  6. سورة الحج، آية:36
  7. سورة البقرة، آية:158
  8. ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 68. بتصرّف.
  9. أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 3. بتصرّف.
  10. سورة الجاثية ، آية:18
5096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×