محتويات
- ١ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية
- ١.١ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث المبادئ
- ١.٢ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظر إلى الدين
- ١.٣ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظرة للفرد
- ١.٤ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظرة للمجتمع
- ١.٥ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث الملكية
- ١.٦ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث الهيكل الاجتماعي
- ١.٧ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظام الاقتصادي
- ١.٨ الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظام السياسي
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية
ما علاقة الشيوعية بالاشتراكيّة؟
إنّ الاشتراكية والشيوعيّة مرحلتان من مراحل التطوُّر الاجتماعيّ، فقد وضع كلٌّ من ماركس وإنجلز نظرية تُسمّى بالتطوُّر الاجتماعيّ، وإنّ النظام الاشتراكيّ هو الجسر الذي يصل بالمجتمع نحو الشيوعيّة أو المجتمع اللا طبقي, وهي المرحلة الأخيرة من مراحل التطور الاجتماعي والمتممة للاشتراكية -السابقة لها-, كما أنّ كلًّا من؛ النظام الاشتراكي والنظام الشيوعيّ هما بالأساس نظامان اقتصاديّان بالدرجة الأولى.[١]
وكان الهدف الأساسي لكل منهما تحقيق العدالة الاجتماعيّة التي كانت غائبة تمامًا في المجتمع الرأسماليّ، الذي يقوم على أساس مبدأ دعْه يعمل، ودعْه يمرّ أي؛ حريّة العمل المُطلقة دون ضوابط.[٢] بالتّالي، تتشكّل طبقة برجوازيّة تقوم بالسيطرة على الحكم والطبقة العاملة، أو ما تُسمّى بالبروليتاريا، وهو مصطلح مُشتقّ عن اللّاتينية، كما أنّه من مصطلحات الاشتراكية، ويسود الاستغلال في المجتمعات الرأسماليّة وتتراكم الثروات في يد الطبقة البرجوازيّة.[٣]
لقراءة المزيد عن الاشتراكيّة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: تاريخ الاشتراكية وأهدافها.
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث المبادئ
إنّ المبدأ الأساسيّ في الاشتراكيّة هو وصول طبقة البروليتاريا إلى الحُكم، وهذا لا يُمكن تحقيقه خلال فترة زمنيّة قصيرة المدى، بل إنّ ماركس أكّد على أنّ الانتقال من الرأسمالية نحو الاشتراكية يتطلّب وقتًا ولا يكون إلّا تدريجيًّا، وتُؤكّد الاشتراكية أنّ حماية المُلكية العامة لوسائل الإنتاج؛ أي المُلكية الاشتراكية وحقوق وحريات المواطنين والحفاظ على القانون والنظام الحقوقيّ، من وظائف الدولة، وبذلك يكون النظام الاشتراكي أيضًا حمى حقوق الأفراد، على الرّغم من أنّ البعض كان يرى من عيوب الاشتراكيّة أنّ الفرد يذوب ويندثر في المجتمع، وذلك لأنّ ماركس قدّم المصلحة الجمعيّة أو مصلحة المُجتمع على مصلحة الفرد.[٤]
أمّا الشيوعيّة فهي مرحلة تالية للاشتراكيّة، فإذا كانت البروليتاريا هي الطبقة السائدة والمُسيطرة على الحُكم في المجتمع الاشتراكيّ، فإنّ الطبقات تزول بشكل نهائيّ في الشيوعيّة، وتاريخ الشيوعية ليس محصورًا فقط في هذه المرحلة، بل إنّ هُناك مرحلة أولى من مراحل التطوّر الاجتماعي تُدعى الشيوعية البدائية أو المشاعية البدائية، التي لم يكن يسودها الملكية الخاصة، ولم يكن هناك فائض قيمة.[٥]
فائض القيمة هي القيمة المُضافة على عمل الأفراد، والتي يُمكن لصاحب العمل أن يستفيد منها، فالعامل يتقاضى أجرًا بسيطًا مُقابل إنتاجه لعدد مُعيّن من السلع، أمّا سيّد العمل أو صاحب العمل الذي لم يُساهم في إنتاج السلع فيستفيد من الفارق الكبير من الأجور المُستحقّة وقيمة السلعة، وهذا الفارق يُسمّى بفائض القيمة[٦], إذًا المجتمع المشاعي البدائيّ ساد فيه التضامن الاجتماعي، لا الصراع بين الطّبقات فيه.[٧]
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظر إلى الدين
إنّ الدين كمنظومة مُتكاملة لم يظهر إلّا في مرحلة مُتأخّرة من المجتمعات، كما كان التوظيف السياسيّ للدّين في المرحلة الرأسمالية، فبرّرت تراكُم الثروات في قلّة المجتمع واحتكارها له، بحجة أنّ الأرزاق من عند الله، وقد تمّ توظيفها في مرحلة الإمبرياليّة بشكل سيء للغاية، وهي أعلى درجات الرأسماليّة.[٨]
إنّ ماركس وإنجلز رفضا التوظيف الدينيّ في المرحلتين الاشتراكيّة والشيوعيّة، فإذا كانت الفلسفة الماركسيّة تقوم على أسُس ماديّة بحتة وتتعارض مع الخط المثالي في تاريخ الفلسفة، فمن المستحيل تقاطُع الدّين مع الماركسية، يقول ماركس وإنجلز : الدّين هو انعكاس خياليّ مقلوب للواقع في أذهان الناس لتلك القوى الخارجية المُسيطرة عليهم في حياتهم اليومية، وهو انعكاس تتّخذ فيه القوى الأرضية شكل القوى اللّا أرضية.[٩]
إذًا من الصّعب الحديث عن علاقة كلّ من الاشتراكية والشيوعيّة مع الدين[١٠], على الرغم من بروز حركة بين مُفكّري القرن العشرين العرب عن العلاقة بين الاشتراكية والإسلام، كوْن الإسلام أيضًا حارب الاستغلال وتراكُم الثروة في أيدي جزء من الناس دون غيرهم.[١١]
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظرة للفرد
على فرضيّة أنّ الفرد يُسهم في المجتمع بناءً على قدرته الخاصّة، فإنّ الشيوعيّة والاشتراكيّة تدعوان إلى مركزيّة المؤسّسات التي تُسيطر عليها حكومة الحزب الواحد، وهذا بدوره يؤدّي إلى زوال الأعمال الخاصة كمُنتِج للسلع والخدمات، ويكون الدور الرئيس المركزيّ في الاستثمار والتخطيط الاقتصادي للحكومة، في حين أنَّ الفارق الأساسيّ هو أنّه في ظلّ الشيوعيّة يتمّ تقديم الأجر للأفراد بناءً على احتياجاتهم، وهذا يعني أنّه في النظام الشيوعيّ الحقيقيّ لن يكون لديك المال وسيحصل الفرد على ما تعتقد الحكومة أنّه بحاجته من حيث؛ الطّعام والملابس والسكن وغيره[١٢].
لكن في حين أنَّ الاشتراكية تقوم على تقديم الأجر للأفراد بناءً على مساهمتهم الفردية، بحيث يحصل الأشخاص الذين يعملون بجدّ وذكاء، على أكثر من أولئك الذين لا يُساهمون، وهذا الاختلاف يُبرز عيبًا رئيسًا في النّموذج الشيوعيّ بالنّسبة لوجهة النظر المُعارضة للطرح الماركسيّ، حيث لا يوجد لدى الشخص أيّ دافع للعمل بِجدّ وذكاء، حيثُ لن يكون له أيّ تأثير أو فائدة، مع أنّ ماركس نفى دلك وأكّد على قيمة الفرد بردّه: أنّ للحياة قيمة تدفع العامل للعمل والاستمتاع به، ممّا يُحفّزه على التميُّز والإبداع.[١٣]
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظرة للمجتمع
إنّ الفرق بين الشيوعيّة والاشتراكيّة، أنّ نَظرة الشيوعية إلى جميع المُمتلكات على أنّها ملكية عامّة، ولا توجد مُمتلكات شخصيّة يحتفظ بها الأفراد، في حين أنّ الاشتراكية ترى أنّ الأفراد لهم مُمتلكاتهم الشخصية، لكن كلّ القدرات الصناعيّة والإنتاجيّة تكون مملوكة عن طريق حكومة الحزب الواحد، والجدير بالذكر أنَّ الاشتراكية في جوهرها فلسفة اقتصاديّة بحتة، في حين أنّ الشيوعيّة اقتصاديّة وسياسيّة.[١٤]
من الفروقات بينهم؛ أنّ الشيوعية ترفض أيّ دين، حيث يتمّ إلغاء الدين بشكل فعّال، وبما أنّ الاشتراكية اقتصادية في تركيزها، فإنّ حريّة الدين مسموح بها، وتسعى الشيوعيّة إلى الإلغاء التام للفروق الطبقية، لأنّ كلّ شخص يُعامل معاملة واحدة، على غرار الاشتراكية التي لا تُمانع الفروق الطبقية، لأنّ هناك قدرة للفرد على تحقيق ثروة أكبر من غيره، وترى الشيوعية أنّ الانتقال إلى الرأسمالية دمار للنّظام الاقتصاديّ، إلّا أنّ الاشتراكية ترى انتقالًا تدريجيًا إلى الرأسمالية عبر نُظُم اقتصادية وسياسية.[١٥]
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث الملكية
اقترح ماركس برنامجًا يدُعى برنامج النُّقاط العشر، على أن يتمّ تطبيق هذا البرنامج للانتقال إلى الاشتراكيّة، ومن خلال هذا البرنامج يُصبح إلغاء المُلكيّة الخاصّة في المرحلتين الاشتراكية والشيوعية، لكن في الشيوعية لا طبقات نهائيًا[١٦]، والنُّقاط العشر هي:[١٧]
- تأميم الأرض والملكيّة العقاريّة، وكلّ استئجار هدفه المصلحة العامة.
- إلغاء حقّ التوريث.
- فرض ضريبة دخل تصاعديّة.
- مصادرة أملاك كلّ مَن هاجر أو ثار على الدولة العمالية.
- تأميم البنوك.
- تأمين وسائل المواصلات والاتصالات الحديثة.
- توسيع ملكية الدولة للمصانع وأدوات الإنتاج.
- مساواة كل العمال.
- توحيد الصناعة مع الزراعة لمحو الفوارق تدريجيًّا بين المدينة والقرية.
- التعليم مجاني لكلّ الأطفال.
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث الهيكل الاجتماعي
إذا تغيّر النظام الاقتصاديّ واختفت المُلكية، هل سيبقى الهيكل الاجتماعيّ نفسه؟
يُمكن القول إنّ التقدُّم الاجتماعيّ يتلخّص في الاستعاضة عن مُجتمع له بٌنية اقتصاديّة أقلّ تطوّرًا بمجتمع آخر له بنية أكثر تطورًا، نشأ على أساس القوّة المُنتجة النامية.[١٨]. إنّ تقدُّم المجتمع لاحقًا يشتغل خط بالانتقال من التشكيلة الرأسمالية إلى التشكيلة الشيوعيّة التي تُعدّ الاشتراكية من درجاتها الأولى، ويتميّز أيضًا بضمان تطبيق الديمقراطية السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، والوصول إلى علاقات فوق قوميّة ودينيّة بين المجموعات البشريّة، وزوال أسباب الحروب والصراعات، ونهاية الاغتراب الذي عاشه العامل في ظلّ الرأسماليّة وغياب الصراع لعدم وجود طبقات[١٩].
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظام الاقتصادي
إذا كان النظام الاشتراكيّ والنظام الشيوعيّ في الأساس أنظمة اقتصاديّة، فما الفرق بينهما؟
تسمح علاقات الإنتاج الاشتراكية للمرّة الأولى في تخطيط الإنتاج، فما دامت وسائل الإنتاج مملوكة اجتماعيًّا، فإنّ استخدامها يُعدّ أمرًا يتقرّر اجتماعيًا، ويخضع للتخطيط الاجتماعي، أمّا في ظلّ الملكيّة الخاصّة فلا يُمكن تخطيط الإنتاج؛ إذ يُخطّط في إطار مصنع أو في إطار صناعة بأسرها حيثما تكون الصناعة محتكرة بالدرجة الكافية، لكنّه لا يُخطّط بالنسبة إلى المجتمع ككلّ، كما أنّ من أهمّ مبادئ الشيوعيّة هو القضاء على تقسيم العمل فيزول التضاد بين العمل الفكري والعمل الجسدي، فلا يعود العمل وسيلة للعيش فحسب، بل الحاجة الأولى للحياة.[٢٠]
التّخطيط الاشتراكيّ هو إشباع كلّ الحاجات لكلّ الأفراد، وهذا الهدف لا يُمكن أن يتحقّق كُليًّا إلّا لفترة طويلة، وليس قبل أن يحدث تقدُّم هائل في الإنتاج يتجاوز كثيرًا الإنتاج الرأسمالي[٢١], ولأنّ الإنتاج لا يزال محدودًا فإنّ مبدأ الإنتاج الاشتراكيّ هو كلٌّ حسب قدرته وحسب عمله، لكن الإنتاج في ظلّ المرحلة الأرقى من الشيوعيّة سيكون قد اتسع كثيرًا إلى حدّ يسمح بتطبيق مبدأ جديد كلّ حسب قدرته وحاجته.[٢٢]
الفرق بين الشيوعية والاشتراكية من حيث النظام السياسي
إنّ الحزب الشيوعيّ مُمثّل لمصالح الحركة العماليّة ويُمثّل طليعتها، وكان ماركس قد افتتح هو وإنجلز بيان الحزب الشيوعيّ بشعار: "يا عمّال العالم اتّحدوا"، فلا يُمكن تحقيق مصالح الطبقة العاملة إلّا في انخراطها في حزب هو بمثابة التنظيم السياسيّ[٢٣]، وهذا الهدف هو حزب العمّال والشيوعيّين الذين لا يتميّزون عن بقية الأحزاب البروليتاريّة إلّا في أمرين وهما:[٢٤]
- في النضالات التي تقوم بها البروليتاريا من مختلف الأمُم، يضع الشيوعيّون في المقدمة ويبرزون المصالح المستقلّة عن الجنسية أي؛ العامّة الشاملة لجموع البروليتاريا.
- في مختلف مراحل التطوُّر التي يمرّ بها النضال بين البروليتاريا ضد البرجوازيّين، ويمثّل الشيوعيّون المصلحة العامّة للحركة بكاملها.
لقراءة المزيد عن الشيوعيّة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: معلومات عن الحركة الشيوعية.
المراجع
- ↑ مجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ مجموعة أكيميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ مجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 284. بتصرّف.
- ↑ أفاناسيف، أسس المعارف الفلسفية، صفحة 319. بتصرّف.
- ↑ مجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 34-35. بتصرّف.
- ↑ موريس كورنفورث، مدخل إلى المادية الجدلية، صفحة 260. بتصرّف.
- ↑ مجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 271. بتصرّف.
- ↑ أفاناسيف، أسس المعارف الفلسفية، صفحة 200. بتصرّف.
- ↑ ماركس وإنجلز، المؤلفات الكاملة لماركس وإنجلز مجلد 20، صفحة 328. بتصرّف.
- ↑ جورج بوليتزر، مبادئ أولية في الفلسفة، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑ فهمي جدعان، أسس التقم عند مفكري الإسلام، صفحة 397-398. بتصرّف.
- ↑ موريس كورونفورث ، مدخل إلى المادية الجلية، صفحة 376. بتصرّف.
- ↑ موريس كورنفورث، مدخل إلى المادية الجدلية، صفحة 365. بتصرّف.
- ↑ موريس كورنفورث، مدخل ألى المادية الجدلية، صفحة 361. بتصرّف.
- ↑ "The Differences Between Communism and Socialism", www.thoughtco.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ ماركس و أنجلز، بيان الحزب الشيوعي، صفحة 36-37. بتصرّف.
- ↑ ماركس وأنجلز، بيان الحزب الشيوعي، صفحة 36 -37. بتصرّف.
- ↑ كيلله كوفالسون، المادية التاريخية (دراسة في نظرية المجتمع الماركسية)، موسكو:دار التقدم، صفحة 333. بتصرّف.
- ↑ مجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 273-274. بتصرّف.
- ↑ مجموعة أكاديميين سوفياتيين، الموسوعة الفلسفية، صفحة 137-138. بتصرّف.
- ↑ موريس كورنفورث، مدخل إلى المادية الجدلية، صفحة 355. بتصرّف.
- ↑ موريس كورونفورث، مدخل إلى المادية الجدلية، صفحة 361-362. بتصرّف.
- ↑ ماركس وأنجلز، بيان الحزب الشيوعي، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ ماركس وإنجلز، بيان الحزب الشيوعي، صفحة 41. بتصرّف.