الفرق بين الصحابة والتابعين

كتابة:
الفرق بين الصحابة والتابعين

من هم الصحابة

يعتبر مصطلح الصحابة أو مصطلح صحابي جليل كلمة من الكلمات الإسلامية التي بدأ الناس بتداولها مع ظهور الإسلام، أي أنَّها لم تكن معروفة قبل بعثة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقدَّ اتفق العلماء على تعريف مصطلح الصحابة على أنَّ هذا المصطلح يُطلق على كلِّ من صاحب أو لازم رسول الله وهو مؤمن به كلَّ الإيمان ومات وهو على دين الإسلام، وهنا وجب التنويه على أنَّه من لقي رسول الله وهو كافر ثمَّ أسلم بعد وفاة رسول الله فهو ليس من الصحابة، وهذا المقال سيتناول الحديث عن التابعين أيضًا والحديث عن الفرق بين الصحابة والتابعين في الإسلام.[١]

من هم التابعون

اختلف علماء المسلمين فيما بينهم في تحديد تعريف صريح للتابعي، فانقسموا في تعريف التابعين قسمين اثنين، أحدهما كان شاملًا نوعًا ما، والثاني كان أقل شمولًا، فيقول قسم من العلماء إنَّ لفظ التابعيِّ يُطلق على كلِّ إنسان روى عن صحابي من صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مباشرة، بينما يرى القسم الآخر من العلماء أنَّ التابعي لفظٌ يُطلق على كلِّ إنسان أدرك الصحابة الكرام ولقي صحابيًا من الصحابة، أي أنَّه لقي أحد الأشخاص الذين جالسوا رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ومن التعريفين السابقين يمكن استنتاج أنَّ التعريف الأول أقلُّ شمولًا من التعريف الثاني، فصحابة رسول الله كُثرٌ وغير معروفين جميعًا ويصعب إحصاؤهم، وإذا افترض العلماء أنَّ التابعي هو كلُّ من لقي صحابيًا عندها سيصعب حصر أعداد التابعين والله تعالى أعلم.[٢]

الفرق بين الصحابة والتَّابعين

إنَّ مقارنة شيئين ببعضهما هي عبارة عن تعريف كلٍّ منهما على حدة، ثمَّ إلقاء نظرة خاطفة على الفروقات التي ظهرت بعد تعريف كلِّ شيء من المقارن بينهما، وهذا ينطبق على الفرق بين الصحابة والتابعين في الإسلام، فالفرق بين الصحابة والتابعين يظهر جليًا عند تعريف كلٍّ من الصحابة والتابعين على حدة، على الشكل التالي:[٣]

الصحابة

اتفق العلماء على تعريف واحد للصحابيِّ، وهو كلِّ إنسان مسلم لقي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- وآمن به ثمَّ مات وهو مؤمن به، ولو أنَّ هذا الإنسان ارتدَّ عن الإسلام ثمَّ رجع إليه ومات على الإسلام فهو صحابي مثل الأشعث بن قيس، والمقصود بكلِّ من لقي رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- واجتمع به أي كلُّ من جالسه ولو لم يرَهُ لمانع كالعمى مثلًا، فقد كان الصحابي ابن أم مكتوم أعمى، ومن لقي رسول الله وهو كافر فلا يُعتبر من الصحابة ولو أسلم بعد وفاة رسول الله، ولو رأى رسول الله وهو مؤمن به ثمَّ ارتدَّ عن الإسلام ومات فليس صحابيًا، وعبيد الله بن جحش الذي تنصر في الحبشة مثال على هذا أيضًا، والصحابة الكرام هم خير رجال العالمين بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقبل التابعين، لقول رسول الله في الحديث: "خَيرُ هذه الأُمَّةِ القَرْنُ الذين بُعِثتُ أنا فيهم، ثم الذين يَلونَهم، ثم الذين يَلونَهم، ثم الذين يَلونَهم، ثم يكونُ قَومٌ تَسبِقُ شَهادَتُهم أيْمانَهم، وأيْمانُهم شَهادَتَهم"[٤].

التابعون

عرَّف العلماء التابعي على أنَّه كلُّ إنسان مسلم لقي أحدًا من الصحابة الكرام ومات على الإسلام، وجدير بالذكر إنَّ هناك فئة من التابعين يُقال لها: "المخضرمون"، وهؤلاء هم أناس أسلموا في حياة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولكنهم لم يلتقوا به أبدًا، وقد حدَّدهم الإمام مسلم وحصر عددهم في عشرين شخصًا، ومنهم: عمرو بن ميمون وأبو عثمان النهدي وأبو مسلم الخولاني وغيرهم، والله أعلم.

المراجع

  1. "صحابة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-04-2019. بتصرّف.
  2. "التابعون..تعريفهم ..عددهم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-04-2019. بتصرّف.
  3. "معرفة الصحابة والتابعين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-04-2019. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن بريدة الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 23024، صحيح.
5480 مشاهدة
للأعلى للسفل
×