علم الحديث
يُعرَّف علم الحديث بأنَّه أحد علوم الشريعة الإسلامية، وهو العلم الذي يهتمُّ بمعرفة سند ومتن الأحاديث النبوية الشريفة من حيث قبولها أو ردِّها، ومعنى السند أي مجموعة الرواة الذين رووا هذا الحديث متسلسلين وصولًا إلى أحد الصحابة الكرام ثمَّ إلىرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُسمَّى السند أيضًا طريق الحديث وتُفيد معرفة السند في معرفة حال الحديث النبوي من حيث صحَّته أو ضعفه، أمَّا المتن فهو نص الحديث الذي ينتهى إليه السند، ولعلّ أهم غايات علم الحديث هي حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتضليل، فمعرفة صحَّة الأحاديث يمنع اختلاط الأحكام الواردة في الأحاديث الضعيفة أو المكذوبة، كما أنَّه يؤدي إلى حسن الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام، وفيما يأتي الفرق بين الصحيح لغيره والحسن لغيره.[١]
الفرق بين الصحيح لغيره والحسن لغيره
يُعرَّف الحديث الصحيح لغيره على أنَّه الحديث الذي رواه راوٍ عدل ولكنَّه خفيف الضبط عن راوٍ مثله إلى نهاية سند الحديث بلا علة أو شذوذ، ويُرى هذا الحديث من غير طريق واحد بنفس الطريقة، فيرتفع من رتبة الحديث الحسن إلى الحديث الصحيح لغيره، أي أنَّ الحديث الصحيح لغيره هو اجتماع حديثين اثنين كلُّ واحد منهما حسن لذاته، واجتماعهما يرقيهما إلى رتبة الصحيح لغيره،[٢] أمَّا الحديث الحسن لغيره فهو الحديث الضعيف الذي ورد بطرق متعددة، ولم يكن سبب ضعف هذا الحديث فسق في رواته أو كذب، ولمَّا ورد بطرق مختلفة ارتقى إلى مرتبة الحديث الحسن لغيره، وهو دون مرتبة الحسن لذاته، وبنفس الوقت هو أعلى من مرتبة الحديث الضعيف، والله تعالى أعلم.[٣]
حجية الحديث الحسن
إنَّ مسألة الاحتجاج بالحديث الحسن من المسائل الهامة في علم الحديث، وقد رأى أهل العلم أنَّ الحديث الحسن من حيث الحجية به كالحديث الصحيح، وإذا رُجِّح بينه وبين الصحيح فالصحيح أولى، قال الناظم في مسألة حجية الحديث الحسن: "وهو في الحجة كالصحيح ودونه إن صير للترجيح"، وقال ابن حجر في كتابه نزهة النظر: "فإنْ خَفَّ الضبطُ، أي قَلَّ يُقال: خَفَّ القومُ خُفوفًا: قَلُّوا، والمُرادُ معَ بقيَّةِ الشُّروطِ المُتقدِّمَةِ في حدِّ الصَّحيحِ، فهُو الحسنُ لذاتِهِ، لا لشيء خارجٍ، وهو الذي يكون حُسْنُه بسببِ الاعتضاد نحو حديثُ المستُور إِذا تعَدَّدَتْ طُرُقُه، وخَرَج باشتراطِ باقي الأوْصافِ الضعيفُ، وهذا القِسمُ مِنَ الْحَسَنِ مشاركٌ للصحيح في الاحتجاج به، وإِنْ كان دُونَهُ، ومشابِهٌ لهُ في انْقِسامِه إِلى مراتبَ بعضُها فوقَ بعض"، وجاء في كتاب التدريب ممزوجًا بالتقريب ما يأتي: "ثم الحسن كالصحيح في الاحتجاج به وإن كان دونه في القوة، ولهذا أدرجته طائفة في نوع الصحيح، كالحاكم وابن حبان وابن خزيمة مع قولهم بأنه دون الصحيح المبين أولا"،[٤] فالحديث الحسن عند الفقهاء مقبول، وقد احتج به أغلب المحدثين والأصوليين، فالحديث الحسن سليم الانتقال في السند وهذا سبب حجيِّتِه، والله تعالى أعلم.[٥]
المراجع
- ↑ "مصطلح الحديث ( تعريفه - فوائده - غاياته )"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
- ↑ "شرح كتاب الباعث الحثيث"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
- ↑ "الحديث الحسن ومثال عليه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
- ↑ "الاحتجاج بالحديث الحسن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
- ↑ "كتاب منهج النقد في علوم الحديث"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.