علم العروض
يُشيرُ علم العَروض إلى العلم الذي تتمُّ من خلاله معرفة الصحيح من الفاسد في أوزان الشعر العربيّ، ومعرفة ما تتعرّض له من عِلل وزحافات، فهو بمثابة ميزان للشعر وأوزانه، ويُعرف بهِ الموزون من المكسور كعلم النحو في الكلام، أسسه الخليل بن أحمد الفراهيدي، حيثُ جمع أقسامه في دوائر خمس واستخرجَ منها 15 بحرًا من بحور الشعر، وأضاف الأخفش بحر المتدارك بعد ذلك، حيثُ يُشطَر البيت الشعري إلى جزأين يسمّى كل منهما شطرًا، الشطر الأول هو الصدر، أمَّا الثاني فهو العجز، وللبيت أيضًا ثلاثة أقسام: العروض، الضرب، الحشو، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول الفرق بين مفهومَيْ العروض والضرب.[١]
الفرق بين العروض والضرب
كما سبق فإنَّ البيت الشعري يتألف من ثلاثة أقسام رئيسية هي: العروض، الضرب، الحشو وهو ما تبقى من أجزاء البيت الشعري من تفعيلات، ويختلف العروض والضرب كل منها عن الآخر حسب موقعه في البيت قبل كل شيء، ولا يُقصد بالعروض هنا علم العروض أبدًا، وفيما يأتي سيتمُّ الحديث عن الفرق بين العروض والضرب من خلال تعريف كل منهما على حدة:[٢]
- العروض: العروض في البيت الشعري هي آخر تفعيلة في صدر البيت أي في الشطر الأول منه وجمعها أعاريض، وسمِّيت بالعروض لأنَّها تقع في وسط البيت كالعارضة الخشبية التي تقع وسطَ الخيمة.
- الضرب: هي آخر تفعيلة في عجز البيت الشعري أي في الشطر الثاني منه وجمعها أضرب وأضاريب، وسمِّيت ضرب لأنَّ البيت الأول من القصيدة عندما يُبنى على ضرب معيَّن فإنَّ أبيات القصيدة كلها تُبنى على منوال هذا الضرب أي تشابهه في الحالة والقافية.
الزحاف والعلة في العروض والضرب
بعد الإشارة إلى الفرق بين العروض والضرب، لا بدَّ من ذكر الزحافات والعلل التي تطرأ على كلٍّ منهما، فنادرًا ما يرِدُ البيت الشعري موافقًا تمامًا لأوزان بحور الشعر المعروفة، حيثُ تطرأ تغيرات كثيرة على تفعيلات البحر وهي ما تسمَّى بالزحافات والعلل، ويمكن من خلال تعريف كل منهما أن نحدد ما يمكن أن يصيب العروض والضرب فيما يأتي:[٣]
- الزحافات: وهي تغيرات تطرأ على الأسباب فقط في التفعيلات، والسبب في التفعيلة هو أحد أجزائها الذي يتكوَّن إما من حرفين متحركين أو متحرك وساكن، فالزحاف هو تسكين حرف ساكن أو إسقاط حرف ساكن، وهذا يصيب التفعيلة في العروض والضرب والحشو أيضًا، وإذا أصاب تفعيلة فليس بالضرورة أن ينسحب هذا التغيير على بقية التفعيلات، ومثال على ذلك: تسكين المتحرك الثاني في متَفَاعلن فتصبح متْفاعلن كما في البحر الكامل، أو حذفه فتصبح مفاعلن كما في البحر البسيط.
- العلل: وهي التغيرات التي تطرأ على الأسباب والأوتاد في التفعيلات، والوتد في التفعيلة هو أحد أجزائها ويتكون من حرفين متحركين وساكن، ولا تطرأ العلل إلا في العروض والضرب حصرًا، لذلك فإنَّ العلل إذا أصابت العروض أو الضرب في بداية القصيدة فإنَّها تفرض ذلك التغيير على بقية أبيات القصيدة ولا يجوز للشاعر التخلي عنها، ومن الأمثلة على ذلك: حذف السبب في فعولن لتصبح فعو أي فعُل كما في البحر المتقارب، وفي الوتد حذف أحد المتحركين من فاعلن فتصبح فاعن أي فعْلن كما في البحر البسيط.