محتويات
الخلافة العباسية
الخلافة العباسية هي الخلافة الثانية في تاريخ الخلافات الإسلامي بعد الخلافة الأموية، وقد استمرت ما بين 750م وحتى 1258م، كما اتخذ اسم هذا العصر من اسم العباس عم الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وتأسست الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية التي حكمت الدولة الإٍسلامية قبلها، وحصل هذا عندما بدأ أحفاد عائلة العباس عم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بالتخطيط الصريح لإنهاء خلافة بني أميَّة، واستخدموا الذكاء وقوة السلاح في ذلك، إضافةً إلى الاستعانة بمن حولهم وخصوصاً طوائف الشيعة.[١]
وبعد حصولهم على الدعم الذي قُدِّم معظمه من مسلمي خراسان، قامت ثورة عظيمة عام 747م بقيادة أبو مسلم إلى أن انتهت عام 750م عندما حدثت معركة شديدة في عهد آخر الخلفاء الأمويين مروان الثاني وسميت تلك معركة بـ"نهر الزاب"، حيث انتصرت الثورة العباسية، وأُعلن أبو العباس السفاح أول خليفة عباسي آنذاك.[١]
الفرق بين العصر العباسي الأول والثاني
فيما يلي أبرز الفروقات بين العصر العباسي الأول والثاني:[٢][٣]
الفرق بين العصر العباسي الأول والثاني من حيث فترة كل عصر
امتدت فترة العصر العباسي الأول إلى ما يقارب القرن أي ما بين 132 هـ إلى 232 هـ حيث ابتدأت بخلافة أبو العباس السفاح وانتهت بخلافة الواثق، وشهدت فيها الحضارة الإسلامية أعلى مراتب عظمتها وقوتها.
أما العصر العباسي الثاني فقد بدأ بخلافة المتوكل وانتهى بخلافة المستكفي بين عامي 232هـ - 334هـ، ومما ميّز الخلافة في هذه الفترة ضعف الخلافة وذهاب هيبتها، حتى تجرأ أمراء الأطراف بالتخطيط للانقلاب والانفصال عن الدولة، وفي الفترة ما بين 256هـ و295هـ استعادت الخلافة قسماً كبيراً من نفوذها وسلطتها والتي اشتملت على عهود الخلفاء المعتمد والمعتضد والمكتفي، وتلك الفترة أطلق عليها مصطلح "صحوة الخلافة".
الفرق بين العصر العباسي الأول والثاني من حيث إنجازات كل عصر
من أهم إنجازات الدولة العباسية الأولى ما يأتي:
- حدوث طفرة كبيرة في كل من مجال ترجمة الكتب، وقامت الدولة بتشجيع الكتّاب على إنشاء الكتب في جميع المجالات.
- حدوث تطور كبير في نمط الحياة لدى الشعب في تلك الفترة؛ وذلك نتيجة الاختلاط بين الشعوب والأمم الأخرى وخاصة بين مصر والشام.
- اهتمام خلفاء الدولة العباسية الأولى بتطوير حركة الأدب والفلسفة والفكر في الدولة، فكان الاهتمام واضحاً بعقد مجالس الشعراء والأدباء ومجالس الدين والفقه داخل قصور الخلافة.
- إنشاء المكتبات العامة والتي كانت تشتمل على كافة الكتب في كافة المجالات.
أما إنجازات العصر العباسي الثاني باختصار فهي كالآتي:
- تطور واضح في الحركة العلمية وازدياد نشاطها.
- ازدياد المكتبات وحوانيت الوراقين بشكل ملحوظ.
- تنشيط وتقوية حركة الرواية وازدياد السفر والترحال بغية طلب العلم.
- ازدياد حركة الترجمة والتأليف والنقل في مختلف العلوم والآداب.
الفرق بين العصر العباسي الأول والثاني من حيث الحالة السياسية والاجتماعية في كل عصر
هنالك الكثير من الاختلافات في المظاهر السياسية والاجتماعية بين العصر العباسي الثاني والعصر العباسي الأول؛ فقد تميّز العصر الأول بقوة الخلافة وشدّة سلطتها، وتركيز الحكم والسلطة بيد الخلفاء الذين كان من سماتهم البراعة السياسية، وقوة الشخصية، وفي العصر العباسي الأول استطاع الخلفاء أن يحافظوا على العلاقات القوية مع الشعوب التي ساندتهم في فترة التحضير للانقلاب على دولة بن أميّة، كما أبدوا كفاءة منقطعة النظير في كبح جماح العناصر المتطلعة إلى النفوذ والسلطة، باستثناء ما حدث في الأندلس وبعض أقاليم شمال أفريقيا، واستطاعوا إقامة نوع من التوازن بين الأحزاب السياسية المتعددة التي برزت بعد تأسيس الدولة.
أمّا في العصر العباسي الثاني، فقد تغيرت كل هذه الملامح والظواهر حين انتقلت الدولة من نظام المركزية إلى نظام اللامركزية في نظام الحكم، وقامت دول انفصالية مُستقلة استقلالاً تاماً أو جزئياً مع الاعتراف بسلطان الخلافة المعنوي، ودخلت في هذه الفترة شعوب جديدة في المجتمع الإسلامي استطاعت الوصول إلى سدّة الحكم، ووقع الخلفاء تحت حكمهم ونفوذهم، مما أدى إلى تضييق دورهم السياسي في البلاد، فخسروا الاحترام الذي كان لدى أسلافهم خلفاء العصر العباسي الأول.
سبب الانقلاب في العصر العباسي الثاني
ويبدو أن سبب انقلاب الحال هذا، يكمن في الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تقاسيها دولة الخلافة العباسية في العصر العباسي الأول، حيث نشأت منها أصول الانفصال والانقلاب، وكانت الدولة آنذاك مترامية الأطراف بشكل كبير حتى تعذرت السيطرة على إدارتها من مركز الخلافة، وذلك بسبب عدم مناسبة تطور وسائل النقل مع هذا الاتساع من ناحية، ونتيجة لنمو النزعة العنصرية من ناحية أخرى.
المراجع
- ^ أ ب "ʿAbbasid caliphate", britannica, Retrieved 17/4/2022. Edited.
- ↑ شوقي ضيف، العصر العباسي الاول، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 1. بتصرّف.